الخميس 02-05-2024 09:00:51 ص : 23 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

إصلاح عدن.. مشاركة فاعلة وتضحيات جسيمة في معركة تحرير المحافظة

الثلاثاء 18 إبريل-نيسان 2023 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت – الصحوة نت

 

 

تستعيد الذاكرة الشعبية في مدينة عدن (جنوب اليمن) تلك البسالة والاقدام الذي تمتع به شباب المدينة الذين انضموا إلى صفوف المقاومة لمواجهة ميلشيات الحوثي التي اجتاحت المدينة ولم تستمر طويلاً، وكان أعضاء وقيادات إصلاح عدن في مقدمة صفوف المقاتلين.

وفي 27 من شهر رمضان 1436 يقابله في الميلادي 2015 سطّر أبناء عدن يوماً تاريخيا لمدينتهم في طرد ميلشيات الحوثي، وكان هذا اليوم تتويجاً لقتال استمر أشهر وقدمت المدينة أعظم أبنائها، ومازالت دماء الشابين عوض الصمدي وأحمد سهيل اللذين استشهدا بمدينة المعلا حاضرة في وجدان رفاقهم في حزب الإصلاح الذي ينتمون إليه.

في تلك اللحظات العصيبة تحولت المدينة إلى ساحة قتال مفتوحة، وكانت قيادات وأعضاء حزب الإصلاح في الصفوف الأولى للمقاتلين والذين شكلوا سداً منيعاً لإبقاء روح المقاومة الشعبية ضد الميلشيات، وحشد كافة كوادره وسخر جميع الإمكانيات المتاحة من أجل ثبات المقاومة وابقائها بروح الانتصار.

كان فرع حزب الإصلاح في عدن في مقدمة طلائع التحرير مع المكونات الجنوبية التي أسهمت في إعادة وهج الكفاح ضد الميلشيات بعد أن كانت اعتقدت انها تستطيع السيطرة على كل اليمن، وكان تحرير مدينة عدن بوابة المقاومة لتحقيق انتصارات أخرى.

كان القاسم المشترك بين جميع فصائل المقاومة في عدن هو طرد ميلشيات الحوثي وإنهاء محاولات سيطرتها على مدينة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية، وكانت تجتمع تحت غطاء الشرعية ومساندة للدولة اليمنية، هذا الهدف الأسمى قدمت لأجله تضحيات كبيرة من أبناء مدينة عدن من أجل السلام والحرية.

 

كيف تم تحرير مدينة عدن؟

في مطلع إبريل/ نيسان 2015 استطاعت ميلشيات الحوثي اقتحام وسط مدينة عدن، في الوقت الذي كان هدفهم السيطرة عليها بالكامل، والتي تعد ثاني أكبر مدينة في اليمن بعد العاصمة صنعاء، لكن مقاومة شعبية واسعة تشكلت في مواجهتهم بإسناد من مقاتلات التحالف العربي.

كانت المعارك تدور في الأحياء الضيقة للمدينة مما جعل مهمة المقاومة الشعبية أساسية لدحر الميليشيات رغم الاسناد الجوي، لكن الاثر الميداني للمقاتلين الذين تشكلت في الأحياء والمديريات كان حاسماً في مطاردة ميلشيات الحوثي.

وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من القتال والمقاومة، بدأت في 14 يوليو/ تموز بدأت عملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة عدن من ميلشيات الحوثي وكانت برية وبحرية وجوية أطلق عليها "السهم الذهبي" بتنسيق مع قيادة قوات التحالف العربي وشاركت فيه مقاتلات وإنزال جوي مكثف، استطاع أن يسند المقاومة في التسريع من وتيرة الانتصار.

وبدأت المقاومة باستعادة السيطرة على منطقة "رأس عمران"، والمناطق المحيطة بمطار عدن الدولي، ومنطقة خور مكسر، وسط انهيارات واسعة في صفوف ميلشيات الحوثي وكانت تلك الانتصارات امتدادا لثبات المقاتلين في المقاومة خلال أشهر واستبسالها في التصدي لمحاولات الحوثيين التوسع واحكام السيطرة على المدينة.

 

دور الإصلاح في المقاومة بعدن

عمل حزب الإصلاح خلال تاريخه السياسي كمساند للدولة وهو أحد أهم ركائز الحياة السياسية والحزبية في اليمن وينتشر في كل المحافظات اليمنية، ومنها مدينة عدن التي يوجد فيها ثاني أكبر فرع له، وفي الوقت الذي احتاجت المدنية للدفاع عنها كان كل افراد وقيادات الإصلاح بمدينة عدن في صفوف المقاومة وكل مناحي الحياة بما في ذلك الاسناد الإنساني.

وفي إطار مشروع استعادة الدولة ودحر الانقلاب ساهم الاصلاح مع بقية القوى الوطنية في تشكيل فصائل المقامة الشعبية وانضم شبابه للمقاومة الجنوبية منذ وقت مبكر وبرز العديد من قيادات المقاومة الذين ينتمون إليه وقدم العديد من التضحيات، وسقط الكثير من كوادره شهداء وجرحى في عدة جبهات. ليكون التحرير نتيجة طبيعية لذلك الاصطفاف الشعبي الكبير مع الشرعية بمساندة التحالف العربي بقيادة السعودية.

وقال رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح في عدن خالد حيدان "إن مسيرة الإصلاح وكوادره في الدفاع عن مدينة عدن وتحريرها لم تخلو من التضحيات الجسيمة والتي كانت امتداد لنضالات الحزب منذ انقلاب مليشيا الحوثي الارهابية في عموم محافظات الجمهورية".

وأضاف في تصريح لـ"الصحوة نت"، "حينما كانت مليشيات الحوثي تجتاح عدن، كان رئيس فرع الإصلاح بمديرية دار سعد جلال مقبل في مقدمة من حملوا السلاح وتشكيل نواة المقاومة في المدينة إيماناً منه بضرورة الدفاع عن عدن ضد المشروع الانقلابي الإيراني ضمن الموقف العام لحزب الإصلاح".

وأشار حيدان إلى تضحيات الإصلاح بالقول: "بعد النضال والكفاح المسلح والدفاع عن مدينة عدن استشهد القيادي في الإصلاح سعد جلال مقبل ومثله القيادي في إصلاح القلوعة أحمد الدجح الذي حمل سلاحه من اللحظة الأولى للدفاع عن عدن وحتى معركة التحرير وقدم الاصلاح الكثير من افراده وكوادره في سبيل الوطن".

ولفت "ان قيادات المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عدن كانت في مقدمة صفوف المقاومة والدفاع عن عدن في وجه المشروع الانقلابي مع أبناء عدن المقاومين وقوات التحالف العربي التي كان الإصلاح أول من رحب بدروها في تحرير اليمن عندما بدأت "عاصفة الحزم".

وتابع حيدان "ان رؤساء فروع الإصلاح بالمديريات وقيادات الإصلاح بمختلف المناطق كانوا يحملون هم التحريرً وانخرطوا في صفوف المقاومة واستقبلت عدن حينها قيادات وكوادر وشخصيات إصلاحية من محافظات أبين ولحج والضالع، لتسهم في معركة استعادة الدولة، ودحر الانقلاب الحوثي الفاشي، الذي شوه وجه المدينة المسالمة".

وتطرق، الى أبرز قيادات وأعضاء الإصلاح في عدن الذين ضحوا بأرواحهم في معركة الدفاع عن عدن وتحريرها من مليشيات التمرد وهم: الشهيد عوض هاشم الصمدي، والشهيد أحمد سهيل، والشهيد أحمد كربج، والشهيد محمد ثابت الردفاني، وآخرين لا يسع الوقت لسرد أسمائهم.

وذكر حيدان ان الكثير من شباب الإصلاح استشهدوا خلال المعارك اضافة الى الشاب علي الطيب وهو من شباب الإصلاح في مديرية البريقة واستشهد حينما كان يخوض مع رفاقه من المقاومة الجنوبية معركة التحرير ولم يكن بعيداً عنه حينها القيادي الإصلاحي بكريتر عدن محمد ثابت قاسم.

 

دور بارز ومحوري

"مفيد شكري" أحد رجال المقاومة الشعبية المشاركين في معركة تحرير عدن، يتذكر اللحظات الأولى لتشكل المقاومة ضد الحوثيين في عدن، وقال: "إصلاح عدن كان له دورا بارزا في تثوير المجتمع لرفض الوجود الحوثي، والمشاركة في جبهات القتال، انسجاماً مع الموقف العام للحزب على المستوى الوطني".

وأضاف في حديث لـ"الصحوة نت"، "ان الإصلاح في عدن قدم كل كوادره وأعضائه قربانا للوطن، حين استدعاه، وروت دماؤهم كافة المحافظات اليمنية من اجل مشروع الدولة، ولبوا نداء الوطن بزخم كبير منسجمين مع معركة التحرير".

ويؤكد أن أبناء عدن بكل اطيافهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم هبوا للدفاع عن مدينهم وكان ابناء الاصلاح احدى المكونات المشاركة في معركة الدفاع والتحرير وبذلوا نفوسهم في سبيل الوطن وفي سبيل مدينة عدن الباسمة".

ولفت شكري: "أن معركة تحرير عدن شارك الجميع فيها ولم تفرق حينها بين اصلاحي وسلفي أو حراكي ومؤتمري واشتراكي وانما كان همهم جميعا حينها هو تحرير عدن الباسلة من براثن المليشيات الإرهابية وإنهاء الكابوس الجاثم عليهم جميعاً".

وقال: "إن أعضاء الاصلاح كان لهم دورا بارزا لا يستطيع احدا ان ينكره وشاركوا في الدفاع عن مدينتهم وتحريرها وقدموا تضحيات جسيمة وكانوا جزءا فاعلا ومحوريا مع شباب عدن الذين خرجوا للدفاع عن مدينتهم اولا والدفاع عن وطنهم بأكمله".