|
قل لي ما هو "الإصلاح" وماهية حزب الإصلاح، أقل لك الإصلاح مدرسة وتيار وطني، هكذا تأسس التجمع اليمني للإصلاح في 13 سبتمبر من عام 1990م، وهكذا كان الإعلان عنه وهكذا مضى وصار وهو على ما كان عليه اليوم وكل يوم آت مدرسة وتيارا وطنياً.
التجمع اليمني للإصلاح مدرسة كبرى لحب الوطن الكبير وخدمته، مدرسة ترسّخ في منتسبيها فهم الإسلام الحق الوسطي وتعاليمه السامية الرفيعة وتبعث فيهم المزيد من الحماسة للعمل بها وتمثّلها في حياتهم الفردية والأسرية والمجتمعية والوطنية والإنسانية عموماً أينما حلّوا وأينما ارتحلوا.
لقد جاء الإصلاح إلى دُنيا اليمنيين بُعيد إعلان قيام اليمن الموحد من جديد في 22مايو 1990م منهلاً للتربية الوطنية ومنهجاً لاقتفاء خُطى المُرسلين والصحب الكرام الميامين ومن سار على طريقتهم المُثلى من أعلام الهُدى والتجديد والتُقى.
ولقد كان ميلاد الإصلاح المدرسة والتيار الوطني كبيرا وزاخراً من أوّل يوم، ومضى يُرسّخ في منتسبيه ومواليه قيم الخير والحق والعدل والفضيلة والحرية والكرامة، يرعى انطلاقتهم في حقول الإنجاز النبيل ويُبارك مسيرتهم على خط الرشاد وسبيل الفلاح للناس أجمعين، يُعزز خطواتهم ويُزايد طموحاتهم النبيلة ويوجههم ويضعهم وِسعه في المكان المناسب لقدراتهم ومواهبهم وما يُحسنونه من مجال سعي لخدمة الوطن وخدمة المواطنين وخدمة دين الله الحق المبين الإسلام العظيم.
لقد كان عمل الإصلاح المدرسة وسط منتسبيه مغذياً وخير مزوّد لروح الانتماء الإيجابي للإسلام وللوطن اليمني الكبير.. لقد كان في صدارة اهتمامه أن يُقدّم لليمن ويهب اليمنيين أحسن العقول الزاكية وأوسع القلوب الحانية وأكفاء الطاقات العاملة وأنجب القادة الناصحين الصادقين المخلصين في شتى الميادين وعلى كل الصُعد التنموية ليتحقق للوطن الازدهار وليتحقق لأبناء الوطن العيش الأرغد باذلا من أجل ذلك قصارى جهده ومنتهى استطاعته غير متردد ولا بخِيل ولا شحيح قد عاف الأنانية والنزعة المناطقية البغيضة.
جاء يمنياً لكل اليمن وهو لها كلها على الدوام ولا يكون ولن يكون إلا كذلك مضحياً من جل الوطن يُعلي المصلحة الوطنية فوق مصلحته الحزبية، لا يتنازل ولا يترخّص، يعيش بمبادئه المُعلنة أو لا يعيش، مُلازم لها غير مفارق لإغراء مناصب ولا بريق مطامع ولا يرتهن لأموال تحصدها قياداته من خير الوطن وضِداً عليه وعلى أبنائه المستحقين لكل تضحية عزيزة لينعموا في وطن الإيمان والحكمة وليجدوا ما يتطلعون إليه مُحققا في حقول الحياة وميادين التطور الخلّاق الذي يرتقي بالإنسان ولا ينحدر به إلى مستنقعات الأنانية والدونية بشتى صورها وتجلياتها الكريهة المنبتة من منهج الإصلاح المدرسة الموشّى بأنبل القيم وأسمى الفضائل نبراساً وضاءً ومعينا فذا للمنتهلين المخلصين وللساعين لخير اليمن واليمنيين.
تمضي الأيام والسنون والإصلاح تيار يماني حاضر في كل القرى والنجوع والمدن والبلدات، يتبنى تطلعات الشعب ويسعى بصدق لتحقيقها بكل ما امتلك من وِسع وسعي وطاقة، ولقد استحق الإصلاح أن يكون تيار الوطنية الصادقة الأوّل والسبّاق بمراحل في كل الماضي وكل الحاضر غير منان ولا ساع ليقبض ثمن ريادته الوطنية بل مُستجمعاً تدفقه ليغمر الساحات بمزيد الفرح والابتهاج وليُخفف الآلام ويرسم البسمات على شفاه الصغار والكبار المحرومين والمحرومات، لا يخون الوطن ومبادئ الثورة وأسس الدستور ولا يرتهن ولا يتنازل ولا يبيع ولا يقبل البقاء متقاعسا متربصاً أو منتظراً الآخرين فيحذو حذوهم إن عملوا للوطن ويحذوا حذوهم إن رقدوا وفرطوا لدنيا يعتاشون أهلها أو لُعاعة تلهو بعقول بعض المفترض أن يكونوا كباراً كما يلهو الصبية بلعبتهم المفضلة والأثيرة.
لقد كان الإصلاح تياراً وطنيا عبقرياً سيد قراره الوطني وسيد اختياراته الثابتة يميل حيث المصلحة الوطنية وينزع من حيث لا مصلحة للوطن ولا لأبناء الوطن في الشمال وفي الجنوب، أينما وجدت مصلحة اليمن وأهل اليمن وجدته حاضراً إيجابياً باذلاً مبادرا متفانياً غير عاجز ولا مُتكلس ولا منطوٍ على نفسه ولكنه الفيض الوطني الغامر والمثال الوضاء عزماً ماضياً وكفاحاً ناهضاً مُستنهضاً عزمات الآخرين موقناً أنّ الوطن وطن الجميع والعمل من أجله والتضحية في سبيل قضاياه الكبرى واجب الجميع ولا غد مُشرق ما لم تجتمع الأيادي البناءة وتلتقي العقول النيّرة والطاقات المتوثبة في محراب اليمن الواحد والشعب الواحد المُستحق أن ينعم بثرواته وخيراته لا أن ينهبها الناهبون المُتهافتون على الدرهم والدولار والريال والقنطار.
لقد كان التجمع اليمني للإصلاح التيار الوطني الحر في كل مراحل الكفاح والنضال مُحباً أن يسبقه الآخرون أفراداً ومؤسسات وهيئات إلى خير اليمن واليمنيين ولم يكن مُحتكراً للحس الوطني ولا للانتماء الوطني ولا للسعي الوطني، أراد الخير العميم للشعب فعقد التحالفات مع الآخرين وينفتح لأجل مصلحة اليمن وهوية اليمنيين الإسلامية ناصحاً أميناً وصريحاً نزيهاً، لم يجد فرصته لذلك فأضاعها ولا مناسبة ففوتها ولا سانحة فضيعها، لم يكن الحس الوطني لقادته يخفق ولا للحظة لمصلحة ذاتية يرجونها بل كان حساً وطنيا إسلامياً حاضراً مالياً عليهم أفق انشغالاتهم مسيطراً على نبض قلوبهم ودفق شرايينهم ومنهم من قضى نحبه والآخرون على درب المعالي سائرون بثبات لا يلين وبعزم لا يستكين، ليبقى اليمن لليمنيين غير معتدٍ ولا متآمر ولا متقاعس عن نُصرة أخوة في الدين والانتماء العربي والإسلامي قدر الجهد والمستطاع.
لقد كان نتاج المدرسة الإصلاحية تيارا وطنياً طويلا وعريضا وذا نوعية مميزة قسماته النُبل والصدق والأمانة والوضوح والصبر والإتقان في العمل والتعاون مع الغير والتضحية الغالية العزيزة والشجاعة والسماحة والانفتاح على الآخرين والجد والمثابرة والعزة والعزيمة الصادقة والرشد والاستقامة والنزاهة والعدل والحرص على النافع المشروع المفيد دنيا وآخرة للذات وللأقربين قرب في النسب والمكان أو بعد منهما نسباً ومكانا.
وكان النتاج الذي وجده الوطن وأبناء الوطن التعامل الأمين والعون والمؤازرة الخلّاقة والإنجاز البديع الثمين في حقول التربية والتعليم والتنمية، والتطوير وسد النقص وإصلاح الخلل والكلمة النصوحة والمساعدة الشفيقة والعاطفة النبيلة والنموذج الراقي الطيب في العمل والسلوك، والخدمة الندية والدفاع المستميتين عن المكاسب الوطنية وإيمان الشعب ودينه ضد المطامع والكيد الرخيص، والذود عن الأرض والعِرض، والمقاومة الواعية للشر وللأشرار، والتصدي لمحاولات النيل من الكرامة الوطنية والانتماء الإسلامي للشعب اليماني.
ويستمر الإصلاح مدرسة مُشرقة بالفضائل وتياراً وطنياً مكافحاً من أجل سعادة اليمنيين في الحاضر والمستقبل بتعقّل وتبصّر وبذل للوسع وصنع للفرصة المجيدة واستيعاباً زاكياً لها متى ما واتت، حتى يكون ويبقى المجد لليمن والمجد لليمنيين على مر الزمن.
في الأحد 10 سبتمبر-أيلول 2023 03:11:59 م