|
بمناسبة الذكرى الـ73 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
في الساعة الثالثة بعد الظهر ليوم 1 أكتوبر عام 1949، أُقيمت حفلة تأسيس جمهورية الصين الشعبية. قرأ الرئيس الصيني ماو تسي تونغ "بيان الحكومة الشعبية المركزية لجمهورية الصين الشعبية" عند ميدان تيانانمين في بكين، معلنا رسميا تأسيس الحكومة الشعبية المركزية لجمهورية الصين الشعبية. يصادف اليوم الذكرى الـ73 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. في هذه المناسبة، أود المشاركة في فرح العيد الوطني الصيني مع أصدقائي وتقديم أطيب تمنياتي للوطن الأم.
على مدار 73 عاما الماضية، شهدت جمهورية الصين الشعبية قفزة تاريخية من الصفر إلى الوجود ومن الضعف إلى القوة، وتم تحقيق إنجازات رائعة لا مثيل لها في مجال الاقتصاد والسياسة والثقافة والمجتمع وبناء الحضارة الإيكولوجية والدفاع الوطني والجيش ونظام "دولة واحدة ونظامين" وإعادة توحيد الوطن الأم والدبلوماسية وغيرها من كل المجالات، وخلق العديد من سجلات "الرقم الأول" التي تستحق ذكرها إلى الأبد. في عام 2021 تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للصين 110 تريليون يوان ويحتل الاقتصاد الصيني المرتبة الثانية في العالم. بعد الكفاح الشاق، يحقق الشعب الصيني بأيديه هدف بناء مجتمع رغيد الحياة بشكل كامل على أراضيه وينتصر في المعركة للتخلص من الفقر ويحل مشكلة الفقر المدقع تاريخيا، ويبدأ رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة ويستقبل الآفاق المشرقة للنهضة العظيمة للأمة الصينية. أصبحنا اليوم أقرب وأكثر ثقة وقدرة على تحقيق الهدف العظيم المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية من أي وقت مضى في التاريخ.
على مدار 73 عاما الماضية، ظلت الصين من بناء السلام العالمي والمساهم في التنمية العالمية والمدافع عن النظام الدولي ومقدم السلع العامة. أصبحت الصين خلال أكثر من 30 عاما من المشاركة في مهمات بعثات حفظ السلام الدولة التي ترسل أكبر عدد من قوات حفظ السلام بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. خلال 9 أعوام الماضية، تحولت مبادرة "الحزام والطريق" تدريجيا من المفهوم إلى العمل ومن الرؤية إلى الواقع ومن الهيكل بشكل عامّ إلى التخطيط بشكل دقيق، مما يضخ القوة الدافعة التي لا تنضب للتنمية المشتركة والازدهار لكل الدول. عندما اجتاح فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم، شاركت الصين بنشاط في تجارب وقايته مع الدول الأخرى وقدمت مواد مكافحته وقامت بالتعاون العلمي المتعمق في مهمة تتبع مصدره وبذلت جهودا إيجابية للبشرية من أجل هزيمته. في غضون 7 أشهر، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي على التوالي، مما قدم الحكمة الصينية لتحسين التنمية العالمية ونظام حوكمة الأمن والقضاء على عجز التنمية وعجز السلام للبشرية وساهم في قضايا التنمية والأمن العالميين مساهمة كبيرة.
على مدار 73 عاما الماضية، قدمت الصين مساعدات كثيرة لليمن. تُسجَل الصداقة الصينية اليمنية نفسها في الطرق والجسور وغيرها من البنى التحتية في اليمن وتُطلَق العديد من البنى التحتية المهمة في اليمن عليها باسم "الصين"، مما يسجل الأحدوثة الطيبة للتبادلات بين الدول. تصمد علاقة البلدين أمام اختبارات مختلفة من العواصف والأمواج وتظهر حيوية نشيطة جديدة، مما وضع نموذجا مثاليا للتعايش الودي والمنفعة المتبادلة والتعاون بين مختلف الدول. يقترب الشعبان الصيني واليمني بعضهما من البعض ويثق بعضهما بالبعض ويدعم بعضهما بعضا، فأصبحت قلوبهما أقرب وصداقتهما أقوى، ويسيران يدا بيد في الاتجاه إلى المستقبل.
إن سعي الصين المستمر لتحسين نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية والإنجازات المحققة في التنمية لا ينفصلان عن القيادة الصحيحة الحكيمة للحزب الشيوعي الصيني. لقد أثبت التاريخ وسيستمر في إثبات أنه بدون قيادة الحزب الشيوعي الصيني، ستكون نهضة الأمة الصينية وهما خياليا. لا يمكننا المشي في اتجاه التقدم الصحيح وتحقيق إنجازات كبيرة بجهود متضافرة إلا التمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني. في شهر أكتوبر لهذا العام، سيعقد المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني في بكين. إنه مؤتمر مهم للغاية عند لحظة مهمة حيث يبدأ الشعب الصيني رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة والمضي قدما نحو "الهدف المئوي الثاني". وسيلعب هذا المؤتمر دورا هاما لتشجيع وإلهام وتعبئة جميع القوميات الصينية على التمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وبناء دولة اشتراكية حديثة وتطويرها ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية بشكل شامل. نعتقد اعتقادا راسخا أنه تحت القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني، سيحقق الشعب الصيني بكل التأكيد نجاحا أكبر في الرحلة الجديدة إلى "الهدف المئوي الثاني" ويفتح وضعا جديدا للاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
*شاو تشنغ
القائم بأعمال السفير الصيني لدى اليمن
في الجمعة 30 سبتمبر-أيلول 2022 08:24:37 م