|
الحق هو الخير الذي يرضاه الله تعالى للناس ومن الناس وتصلح به حياتهم ويستقر معاشهم على التقوى والطاعة، ويتحقق فيه منهج الله وشرعه، وينبع منه أعمال وتصورات وأحكام ومضامين وقيم نظر وسلوك، ويتناغم مع الحقيقة الكاملة قائم عليها ومستند لها.
والناس إزاء الحق أصناف خمسة:
أولاً، أهل الحق: هم الذين رضوا الحق وفرحوا به: قائماً نظامه، مُشيدة معالمه، مُرفرفة رايته، موطدة دعائمه في الحياة، شاهدة حقائقه، ماثلة وقائعه، عزيز ناسه، متوسعة آفاقه، مترامية رحابه، مشهودة تجلياته.
أهل الحق هم القائمون به في أنفسهم، عاملين بتعاليمه، محترمين لمعالمه، مقدرين حضوره البهي في مجتمعهم، السعيد به الآمن في ظله.
ثانياً، العاملون من أجل الحق: هم الراسخون مع ما ينفع الناس صدقاً وعدلاً وفضيلة، وهم أربعة أنواع:
- قادة مُنظّمون لمجتمع الحق.
- العُلماء بالحق الدُعاة له العاملون المُحرّضون عليه المُحذرون من تركه ومخالفته.
- وجاهات المجتمع الناصرة للحق.
- المُدافعون عن الحق بالمال أو السلاح أو الإمكانيات.
ثالثاً، المُحايدون: وهم المنصرفون في أعمالهم السُعاة في معاشهم من دون انشغال بما عدا ذلك ولا التفات لغير شأنهم الفردي.
رابعاً، أعداء الحق العاملين أو الباذلين للباطل السُعاة به يسود بدلاً عن الحق.
خامساً، كارهو الحق من الجاهلين بالحقائق وبالعواقب، المشحونة أنفسهم بالأمراض النفسية وبالأنانية والأحقاد والعاهات والعِلل والنقائص الخُلقية الذين تغرّهم المظاهر والكلمات الفارغة المُنكّهة بالبغي والتجاوز والعربدة، أوراق وقِشر تذروه الرياح.
في الأحد 04 سبتمبر-أيلول 2022 10:34:45 م