|
هذا الأنقى سيرة وسريرة، واحد من معالم ورواد مدرسة الوطنية اليمنية الأولى ورموزها الكبار، تلك المدرسة العظيمة التي شكلت هوية اليمن الوطنية وأعادت لها الإعتبار بين الأمم.
مدرسة الوطنية اليمنية التي تخرج منها كل الأباء المؤسسون الأوائل شمالا وجنوبا، أؤلئك المناضلون الحقيقيون من أخرجوا اليمن من بين براثين التخلف والهمجية والاستعمار شمالا وجنوبا .
كان الأستاذ فيصل بن شملان من تلاميذ وأساتذة هذه المدرسة العظيمة التي فجرت ثورتي سبتمبر وأكتوبر وصنعت ٢٢ مايو، هذه المدرسة التي أعادت الاعتبار لليمن والتاريخ والهوية بعد قرون من الاستلاب والانقسام والظلم والاستعمار.
درس في بريطانيا الهندسة وعاد منها مناضلا جسورا ضمن صفوف النضال ضد المستعمر البريطاني و كان ضمن أول حكومة يمنية بعد الإستقلال في جنوب اليمن عام ١٩٦٧م وزيرا للأشغال وتقلد بعد الوحدة وزارة النفط لكنه تركها مستقيلا منها محتجا على الفساد عام ١٩٩٥م.
أسس مع الاستاذ عمر طرموم حزب المنبر بعد الوحدة لكن ظروف ما بعد حرب صيف ١٩٩٤ والتي عملت على تجميد الحياة السياسية أوقفت هذا الحزب كأحزاب كثيرة حينها .
ترشح لعضوية مجلس النواب لفترات عديدة من عام ١٩٩٣ حتى أخر دورة انتخابية عام ٢٠٠٣م وقدم استقالته من البرلمان احتجاجا على تمديد فترة عمل البرلمان حينها.
لكن معركته الوطنية الكبيرة كانت ترشحه لرئاسة الجمهورية عن احزاب اللقاء المشترك عام ٢٠٠٦م أمام الرئيس صالح، تلك الانتخابات التي كسر بها بن شملان حاجز الخوف ودفع بالعملية الانتخابية من مجرد مسرحية إلى انتخابات حقيقية لم يعترف بنتائجها حينها قائلا نحن طرقنا باب التغيير وعلى الاجيال فتحه للآبد .
تمر علينا اليوم الذكرى العاشرة لوفاته رحمة الله عليه هذه الذكرى التي ينبغي أن تظل علامة فارقة تذكرنا بهؤلاء القديسين الوطنيين من رواد الوطنية وصانعي التغيير ، عليهم السلام، والذين يعد نسيانهم وتنكر مسيرتهم واحدة من أهم عوامل السقوط الذي تعيشه اليمن اليوم.
في السبت 02 يناير-كانون الثاني 2021 08:06:43 م