|
في جامعة تعز، حالات إغماء عدة، وبشكل يومي في أوساط الطالبات، وحين يتم نقلهن إلى المستشفى يتضح أن آخر وجبة تناولنها كانت في اليوم السابق، كما وصلن إلى الجامعة سيراً على الأقدام!
في إب قبل بضعة أيام، توفيت امرأة أربعينية نازحة من تعز، والتي كانت قد دخلت العناية المركزة إثر تلقيها نبأ وفاة ابنتها ذات ال 13 عاماً، بفعل الجوع والحمى التي داهمتها، ليبقى من الأسرة صبي واحد في ال 17 من عمره!
في الوازعية، مئات الأسر النازحة في العراء، دون التفاتة حتى من المنظمات الدولية المعنية بمثل هذه الكوارث المؤلمة!
قبل قليل يخبرني أحد الأصدقاء الحقوقيين ممن زاروا نازحي الوازعية منذ أيام، يتحدث بأسى وحسرة عن أن النازحين -بفعل الجوع- عمدوا لأكل أوراق شجرة "الحلص" بعد غليها وعجنها، وحين انتهت أوراق هذه الشجرة من تلك المنطقة، لجؤوا لنزع وقلع جذور الشجرة، حيث يوجد في الجذر ما يشبه "البطاطا" الصغيرة، فيقومون بإنضاجها وأكلها، لكنه يؤكد، وبشهادات موثقة بالفيديو، أن كثيرين -وخاصة النساء- يتأثرون مما يأكلوه، مما يجبرهم على التقيؤ، لكنها الحاجة!
في تهامة، مجاعة صامتة، وموت بطيء، حيث يطغى "تصحر" الإنسانية، على "الصحراء" الطبيعة، وتفوق قسوة المناخ الداخلي للبطون الجائعة، قسوة المناخ الخارجي للأرض!
الناس تموت..!
في الثلاثاء 14 مارس - آذار 2017 12:11:25 ص