|
احاطة المبعوث الاممي لليمن غريفيث، كانت مختصرة لمجلس الأمن اليوم الخميس، اكتفى بالتأكيد على تفاؤله المبني على استئناف لقاء اللجنة المشتركة في عرض البحر، الاحمر، والذي رمت فيه مليشيات الحوثي بكل ملفات اتفاقيات ومشاورات السويد ، ومنها أهم البنود وهو وقف اطلاق النار، في الحديدة، والذي تجاهله المبعوث الاممي عمدا وعن سبق اصرار وترصد ولم يشر اليه ليكشف عن الجهة التي مارست تلك الخروقات لأنه يدرك ويعلم بأن مليشيات الحوثي مارست قرابة 6000 اختراق وانتهاك، قتلت اكثر من 300 مدني وجرحت اكثر من الف غالبيتهم من الاطفال والنساء وهجر عشرات الالاف من منازلهم التي دمرت ومزارعهم التي فخخت بالألغام والمتفجرات.
غريفيث في احاطته لمجلس الامن، تجاهل الإشارة الى نفي أو تأكيد انسحاب المليشيات من موانئ الحديدة، رغم انه سبق وأن شهد زورا بوقوع ذلك، تراجع هذه المرة عن ترديد تلكم الاكذوبة، لأنه يدرك بأن الفريق الحكومي يطالب بالنزول الميداني لفريقه مع فريق أممي لهذه الموانئ، للتأكد والمراقبة، وهو ما ترفضه المليشيات.
غريفيث كان يخيط لمجلس الامن رقعة ذلك التقرير المهترئ والعائم والغير منسق ويفتقد للمهنية والمكاشفة والوضوح. حاول أن يمسك العصى من الوسط ليغرق هو بتقرير الى سحيق اللامهنية والانحياز المفضوح.
في الوقت الذي كان غريفيث يحيط مجلس الأمن عن ملف الحديدة كانت الحديدة تنزف دما واشلاء ولا تكاد آلة الموت الحوثي تتوقف في مجازرها اليومية، كما هو الحال في مديريات حيس والتحيتا والدربهمي ومناطق اخرى في الحديدة بفعل القصف اليومي والوحشي، وبفعل حقول الالغام التي صارت شبحا يقتل بصمت في مختلف مناطق تهامة.
حتى وغريفيث يحيط مجلس الامن، باختصار ، كانت المليشيات تقصف الاحياء السكنية بلا هوادة وعلى عينك العوراء يا غريفيث، يقتل المدنيون تحت سقف الهدنة وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي يضلله غريفيث بتفاؤل كاذب عن ملف الحديدة، لم تنجز المرحلة الاولى من الاتفاق حتى يتم الحديث عن المرحلة الثانية، لإعادة الانتشار والتي استأنفت لجنتها المشتركة، اجتماعاتها في عرض البحر الاحمر، الذي القت فيه المليشيات بكل ملفات السويد، واستثمرت وقت ايقاف حسم معركة الحديدة منذ 18 ديسمبر العام 2018، وحتى اللحظة في المزيد من انتهاكاتها وخروقاتها وتدميرها للبنية التحتية، وقتلت واعدمت واختطفت وهجرت ونهبت الايرادات وحولت الكهرباء لسلعة وجباية، ونهبت المرتبات والاغاثات، وحرمت غالبية السكان منها وتركتهم يواجهون الموت بالقصف والاوبئة والفقر والجوع والحر والتعذيب في السجون، وعند النقاط والحواجز والخنادق والمتارس وحقول الالغام، لتلقي المليشيات بملف الحديدة في بحر الموت الاحمر، الذي زرع فيه غريفيث تفاؤله في حديث متفائل عن سلام بالحديدة، لم يعد موجودا إلا في أحلام وذهنية غريفيث الذي كانت احاطته تشي باستمرار الحرب التي تؤرق قرابة 3 ملايين نسمة.
فالحديدة، المخذولة أمميا، صارت ملغومة بمليشيات مسكونة بالموت والخراب شعارا وممارسة وسلوكا.
في الجمعة 19 يوليو-تموز 2019 02:47:44 م