محمد قحطان.. رجولة تفضح الأدعياء
أحمد عبدالملك المقرمي
أحمد عبدالملك المقرمي
  

أربع سنوات مضت منذ أن ائتمر الملأ من عصابة الكهنوت الحوثية على اختطاف الهامة الوطنية، والقامة السياسية الاستاذ محمد قحطان. 

  كيف يستمرئ فرد واحد؛ ناهيك عن جماعة في أن تمارس عملا تتوارى منه الرجولة خجلا، و ينأى الشموخ بنفسه عن ممارسته ترفعا؛ أي خُلق وأية أخلاق تلك التي تسمح لصاحبها، أن يتدسّس تدسس اللص، و يغدر غدر الذئب، في خفية من الزمن، و خلسة في المكان ؟ ليمارس جريمة يندى لها جبين أشباه الرجال فضلا عن الرجال الكمّل؛ لتقترف عصابة بما توفر لها من قوة بطش، فتختطف إنسانا فردا أعزل، فتخفيه في غيابات مجهولة، دون أن يتحرك لدى مخلوق منها حسُّ ضمير، أو وازع دين، أو حتى بقايا رجولة كان يفترض أنها تعلمتها، و لو بالمحاكاة من مجتمع عاشت في ظلاله و استظلت في كنفه، قبل أن تتنكر له، و تجحد فضله و فضائله !

هذه السطور في الحقيقة ما كان لها، و لا ينبغي لحروفها أن تتكلم عن عصابة كهنوتية، سمّمت النسيج الاجتماعي، و تعفنت الأجواء من ريحها النتن؛ إلا بقدر ما يفضح بؤسها و خُبْثها و خَبَثها؛ مخافة أن ينخدع بعض البسطاء من ادعاء انتساب العصابة ؛ ليعلم من ألقى السمع و هو شهيد؛ أن النسب الشريف لو كان يحصّن الشر أو ينفع المنحرف؛ لكان أول المنتفعين و المحصّنين أبو لهب، لكن ( تبت يدا أبي لهب ) نسفت أوهام الانتساب، وعلمتنا أن النفع و التحصين جاء في( قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون) و تأكد عن يقين في : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

هذه السطور إنما تريد أن تقف في رحاب الهامة النضالية الشامخة محمد قحطان ؛ لنقرأ منه و في ساحه و رحابه مواقف الصمود، و صمود المواقف، فالرجال مواقف، و إن شئت فقل : إن المواقف رجال ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ).

  الحديث عن الأبطال زاد، يزجي الصفوف، و يُعِدّ النفوس، و يقدم القدوة و يضرب المثَل، و يعزز الثبات. و ذكر الأبطال، و استدعاء مواقفهم يُرْسِي الشموخ ، و يجلي الحقيقة، و يزيل عن المجتمع السموم، و يُحِلّ الشذى بدل العفونة ؛ في الوقت نفسه يفضح الأدعياء، و يكشف الأشرار، و يُعرّي حقيقة الكهنوت!   

  فالصور المتقابلة كل منها تقدم نفسها بحقيقتها للناس، بلا زخارف أو زينة، فيتضح الأمر كلية أمام الحر، و يتبين الفرق تماما بين من يقول لك : أنا أخوك، و من يقول لك مستعليا : أنا سيدك !

  فالأولى تتجلى أمامك ودّا، و حبا، و جمالا، و نورا، و عدالة ؛ و الأخرى تتبدى كراهية، و كبرا، و سوءا، و قبحا، و ظلاما و ظلما.

  ثمة عبيد مايزالون يخشون استنشاق عبق الحرية، و يصابون بالعمه من نور الشمس التي تضيئ الأفق و تنير الطريق، و يصدق فيهم قول القائل : لو أمطرت السماء حرية لخرج العبيد إلى الشوارع يتصدون لها بالمطارات ! و منهم أولئك الذين يظهرون اليوم بين حين و آخر يتناجون : سلام الله على الكهنوت!

في خضم المواجهات المحتدمة سياسيا أو عسكري يظهر هؤلاء العبيد. 

في مقام محمد قحطان نقرأ مواقف البذل و التضحية التي تكون لأجل المجموع، و في سبيل المبادئ، و من أجل غد مشرق ينسج خيوط فجره شعب، لا سلالة واهمة بالخرافات، و يرص صفوفه مجتمع حرٌّ أبي، لا فئة مسكونة بالأساطير و الخزعبلات.

  أربع سنوات مضت على اختطاف الاستاذ محمد قحطان، كانت كفيلة هذه المدة بأن تكشف مدى الحقد الأعمى الذي تتبرأ منه الذئاب، في حين يقدم أدعياء النسب أنفسهم كل يوم بممارسات أبشع ما تكون عملا، و أسوأ ماتكون تشويها لما يدعون. و هذه الصور الطافحة بالحقد الدفين يجعلنا نردد مع الشاعر البحريني قوله :ما هم بأمة أحمد  لا و الذي برأ الورى


في الجمعة 05 إبريل-نيسان 2019 05:10:00 م

تجد هذا المقال في موقع التجمع اليمني للإصلاح
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://alislah-ye.net/articles.php?id=534