زكريا قاسم.. بين الدموع والأقلام
دكتور/عارف الحوشبي
دكتور/عارف الحوشبي
  

بينما عدن مدينة السلام تتحرر من المليشيات الانقلابية في عام 2015م ارتسمت في مخيلة رجل الاغاثة والشخصية الاجتماعية زكريا قاسم لوحة جميلة من الاحلام الوردية لمستقبل جميل ينتظر مدينته عدن ولم يدر في خلده وهو يحلق عاليا في عالم الأحلام والخيال ان جدارا صلبا من ايام حمراء وليال سود سيحول بينه وبين مستقبل عدن الجميل الذي رسمه في مخيلته ،

 لم يتوقع زكريا في ذلك اليوم التاريخي الجميل ان احلامه ستنتهي بين اربعة جدران موحشة في مدينته التي ضحى من اجلها كثيرا وبذل مهجته في سبيل اغاثة ومساعدة ابنائها ،

لم يكن زكريا يتوقع في ذلك اليوم ان دموعا كثيرة ستسيل عليه من مآقي اولاده وبناته وان صيحات الالم ونداءات الاستغاثة ستطلقها امه راجية الكشف عن مصير ولدها وفلذة كبدها ولم يتخيل زكريا في ذلك اليوم ان قلب امرأته سيموت الف مرة كل يوم حزنا عليه ، نعم لم يكن يتوقع زكريا قاسم انه بعد تحرير عدن ينتطره مستقبل مظلم والا لما استمر في احلامه الوردية في ذلك اليوم ، ولم يتوقع ان الاقلام ستكتب عنه كثيرا ليس مدحا ولا ذما بل حزنا وقهرا والما واستغاثة ونداء.

نعم لقد اصبح اليوم زكريا قاسم اليوم بين دموع محبيه واقلام كل الاحرار واصبحت الدموع والاقلام تنادي الجهات المسؤولة ابتداءً من مدير امن عدن مرورا بوزير الداخلية ورئيس الحكومة وصولا الى رئيس الجمهورية مطالبة بالكشف عن مصيرة

نعم بالكشف عن مصيره فإن كان حيا (وهذا مانتوقعه) فليتم اعلان ذلك وليقدم للقضاء ان كان هناك سببا لاعتقاله وان كان قد توفي (لاسمح الله) تحت التعذيب كما تم تسريب المعلومات بذلك فلتسلم جثته لاهله وهم من لهم الحق في متابعة قضية .

ومرة اخرى نكرر النداء وبالذات الى رئيس الجمهورية ونقول له ان الله قد ولاك امر اليمن وان مصير ابناءها ودمائهم وارواحهم امانة في عنقك ونقول ايها الرئيس لقد طال الانتظار ولازال اولاد زكريا قاسم ينتظرون رؤيته وهو بطلعته البهية واقفا امامهم باسمآ ، نعم لازالت امه تنتظره وهو يتقدم نحوها ليقبل رأسها ويدها، ولازالت زوجته ورفيقة حياته تنتظره لتشعر بالامان بوجوده ولكي يخفف عنها همومها وليحمل عنها عبئ ومسؤوليه الاسرة .

فهل ستصل نداءاتنا الى اصحاب القرار وان وصلت هل سيستجيبون لها ؟

سؤال نطرح لقادم الايام وهي الكفيلة بالرد عليه؟

 

#اطلقوا_زكريا_قاسم_والمخفيين


في الإثنين 28 يناير-كانون الثاني 2019 03:55:33 م

تجد هذا المقال في موقع التجمع اليمني للإصلاح
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://alislah-ye.net/articles.php?id=503