الحوثيون والعنصرية المقيتة
خالد أحمد الجعفري
خالد أحمد الجعفري
  

كشفت الحرب الأخيرة التي يخوضها الحوثيون ضد الشعب اليمني، كشفت عنصريتهم التي لم يكن أغلب الشعب اليمني يعرفها خاصة تلك المحافظات والمناطق التي لم يحتك أبناؤها بالمليشيات الحوثية وممارستها العنصرية تجاه المجتمع بالتمييز والاستعلاء واحتقار كل الذين لا ينتمون إلى السلالة الهاشمية.

بعد سنوات من الاغتراب الدراسي في باكستان سافرت اليمن وقررت أدخل مدينة تعز المحاصرة من قبلهم منذ ٤ سنوات عجاف، ولم يدر في خلدي أن مسافة الوصول إلى المدينة التي كنت أقطعها بنصف ساعة فقط قطعتها بأكثر من 8 ساعات!!

هل لك أن تتخيل أن السفر من تعز الى تعز أصبح بحاجة إلى ٨ ساعات وعبر طريق وعره جدا خاصة في منطقة الأقروض.

ولا اخفيكم هنا أنني عندما وصلت إلى نقطة تفتيش تابعة للمليشيات الحوثية أوقفونا وأنا على مركبة جماعية ثم بدأوا بالتفتيش، كنت أول من خضع للتفتيش كوني كنت أرتدي ثوبا ابيضا كأولئك القادمين من بلدان الخليج وفوراً طلبوا مني إثبات بطاقتي الشخصية؟

منحتهم جواز سفري وبمجرد أن قرأوا إسمي ولقبي قالوا لي "وين انت مغترب" قلت لهم لست مغتربا بل طالبا في الخارج واستمر التحقيق، قال لي أحدهم "وين رايح" قلت له زيارة للعائلة قال لي "وين بتعز" قلت له شارع المغتربين وقال احدهم بلهجتة وجوازي بيده "انت جعفري" قلت له نعم قال أمشي ولم يفتشوا بقية الركاب وظنوا بأنني جعفري منهم وفيهم ولذلك سمحوا لنا بالمرور ولا يعرفوا إنني جعفري يمني أصيل من أحفاد القيل "جعفر ذو مناخ" كان الذي حاكم من العدين إلى ريمة.

 عنصريتهم وطائفيتهم وغبائهم وجهلهم جعلتهم عميان يبحثون عن الأصل والنسب ويخدعون أغلب اليمنيين بأنهم من آل البيت لأن معيار المواطنة عندهم هو إذا انت منهم كما يدعون هواشم إفعل ماشئت واسرح وامرح حيثما ذهبت!!

وعلى طول الطريق التي مررنا بها على نقاطهم الأخرى كانوا يوقفونا ويأخذوا من سائق المركبة ما يسمى "بحق الخدمة" وهي جبايات ظالمة يستقطعوها من عرق جبين المواطنين الغلابى القابعين تحت نيران الحرب والحصار.

كان السائق كان يمنح لكل نقطة تحت التهديد بحدود ١٠٠٠ او ٥٠٠ ريال يمني، فأي خدمة يتحدثوا عنها؟ خدمة الانقلاب وإرهابنا وتجويعنا وحصارنا!

إلى أبناء الشعب اليمني قاطبة، علينا الوقوف حتى الرمق الأخير مع دولتنا وشرعيتنا لبناء دولتنا الاتحادية، علينا الوقوف مع الرئيس وولي أمرنا عبده ربه منصور هادي وشرعيته، فلا مشروع جامع لنا غير هذا المشروع الوطني اليمني.

وهنا أناشد قادة الأحزاب واعضائهم في تعز أن نتناسى الاختلافات وان نترك المناكفات الحزبية المقيتة التي لا تخدم قضيتنا المحورية، علينا التوحد ضد عدونا، لان المناكفات الحزبية تخدم الحوثي أولا وأخيرا.

على قادة الأحزاب السياسية في تعز ان يتفقوا ويمنعوا المناكفات والاتهامات فيما بيننا من قبل بعضنا البعض، فيجب عليهم الوقوف وقفة حازمة حتى لا يأتي اليوم الذي نتمنى فيه لو أننا فعلنا ذلك!!

فوالله اذا انتصروا علينا هؤلاء العنصريون الفاشيون ستتحول يمننا إلى عراق آخر وأكثر من ذلك لأن حركة الحوثي عنصرية ضد كل من لا ينتمي للعرق الهاشمي ولا يؤمن بالولاية العلوية.


في الإثنين 21 يناير-كانون الثاني 2019 11:24:13 م

تجد هذا المقال في موقع التجمع اليمني للإصلاح
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://alislah-ye.net/articles.php?id=499