|
ما بين حادثة سيل العرم وثورة الشباب الشعبية السلمية اليمنية في العام 2011م؛ ظلت محافظة مأرب قابعة أسيرة في زنزانة التيه والضياع التاريخي على مدى كل الدويلات اليمنية المتتالية؛ ولم تشهد أي تقدم يذكر في أي مجال من المجالات!
منذ سيل العرم؛ وما بعده هاجر أهلها الذين وصفوا لاحقاً بأهل اليمن واصل العرب إلى كل أصقاع الأرض؛ حتى وصلوا إلى هضبة التبت الصينية؛ وكل ذلك يعد مؤشرا قوياً على حجم المأساة التي حلت بتلك الحضارة الإنسانية العريقة.
منذ سيل العرم؛ وعلى مدي ال20 قرنا الماضية؛ لم يحدث أي مؤشر لاستعادة مأرب لعافيتها إلا بشروق فجر #فبراير #العظيم؛ وخاصة بعد أن وقفت مأرب بكل صدق واخلاص ك سدها المنيع أمام كل محاولات إسقاط الجمهورية من قبل تحالف الانقلاب المشئوم؛ ومعها كل رجال اليمن الشرفاء الذين هبوا جميعا لاستعادة الجمهورية؛ بعد أن أعلنت مطارح مأرب بدء تشغيل برنامج الاستعادة الفعلي لها في العام 2015م.
على مدى ذلك التأريخ الطويل الممتد من تاريخ سيل العرم وحتى العام 2015م حين تحقق النصر على جحافل الانقلاب؛ كانت بداية العافية قد بدأت تسري في الجسد المأربي بعد أن اجهدته فيروسات الزمن المتتالي؛ فعاد إلى مأرب الكثير ممن خرج منها بعد تلك الحادثة التاريخية والتي كانت سبباً في هجرة أبناء اليمن داخلياً وخارجياً.
سرت العافية المفقودة في الجسد المأربي؛ وحين أظلم اليمن استنارت مارب واستضاءت.
توافد اليها كل أبناء اليمن فاحتضنتهم كأم فارقت أبناءها واجتمعت بهم من جديد بعد طول فراق.
توقفت عجلة الحياة في كل #اليمن؛ في حين تحركت هذه العجلة في مأرب بشكل لا استطيع وصفه!
منذ يوم ال29 من ديسمبر الماضي وحتى اليوم إكتمل عام كامل على وصولي مأرب؛ ومنذ وصولي وعلى مدار العام المنصرم وأنا اسمع والاحظ:
لم يتوقف منشار ورش العليمي للنجارة ليلاً او نهارا؛
لم تتوقف مكائن صناعة البلوك والطوب ليلاً أو نهارا
لم تتوقف أعمال البناء المتسارع والمستمرة ليلاً ونهاراً
زادت محلات الصرافة بمقدار 30 ضعف بعد أن كانت سابقاً اثنان فقط
تضاعفت الأسواق إلى 10 أضعاف ما كانت عليها وصارت هياكل المولات شامخة والمطاعم العملاقة مفتوحة ليل ونهاراً ليشهد العام الجديد افتتاح العشرات منها.
تمددت المدينة ضعفي المساحة السابقة وأكثر وانتشرت الحدائق والمسابح وصارت شوارعها واحياءها تعج بمظاهر الحياة.
توافد الطلاب والدارسون إلى مدارسها وجامعتها ليصل عدد طلاب الأخيرة إلى أكثر من 6000طالب بعد أن كان قرابة ال900 قبل عام ونصف فقط. وغير ذلك الكثير الكثير..
والخلاصة أن مأرب منذ سيل العرم وحتى العام 2015م ظلت خارج التأريخ؛ لتستعيد من جديد تاريخها الذي تعرض لتجريف جائر بسبب الفأر الكارثة الذي كان سبباً في انهيار حضارة سبأ وسدها القديم؛ وجرف كل ملامح الحياة حينها، وما لحق ذلك الانهيار من إستمرار آثاره المباشرة وغير المباشرة من قبل أحفاد ذلك الفأر الذي كان بمثابة اللعنة التي حلت بهذه الأرض الطيبة، فظلت أحفاد ذلك الفار تنخر في الجسد المأربي؛ حتى جاءت بشائر فبراير المبارك فانتفض ذلك الجسد الحر وتحلل من كل أسباب ركوده الطويل؛ فبدء في استعادة عافيته؛ ورسم عافية الجسد اليمني الكبير ليقود ثورة استعادة الحياة بعد أن اجهزت عليها فئران القرن ال21 أحفاد فأر ما قبل سيل العرم.
كل عام وانتم بخير واستعادة لمجدكم العظيم
في السبت 30 ديسمبر-كانون الأول 2017 12:27:16 ص