في ذكرى (الولاية) نداء
د بشير المساري
د بشير المساري
 

ولاية ماذا؟ أين نجد هذه الولاية؟! .. فو الله لو كانت الولاية هذه ديناً لاتبعناه .. النبي -صلوات الله عليه- قال في غدير خم وليس في الحج الأكبر بعد قالة قيلت في الإمام علي من قافلة اليمن في قصة معروفة "من كنت مولاه فهذا علي مولاه"..
ولم يقل من كنت والياً عليه فهذا علي والٍ عليه ..

المولى باختصار النصير والصاحب {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض}، {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض}، وإنما وصى النبي بنصرة علي وموالاته وبر أهل بيته من بعده لأنه يعلم أن لا ولاية لهم من الله على الناس.. فلو كان لهم ولاية من الله على الناس ما وصى المسلمين بهم بل لوصى عليا بالمسلمين لأنهم سيكونون تحت حكمه وليس العكس.
وما معنى قول الله {...مَأْوَاكُمُ النَّارُ ۖ هِيَ مَوْلَاكُمْ }[سورة الحديد 15]
قال (النار مولاكم) يعني صاحبتكم.. لا حاكمة عليكم!!
وقال الله {... فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ...}[سورة النحل 63].
الشيطان وليهم يعني كيف؟ حاكم عليهم؟! أو ناصرهم وصاحبهم لا أكثر ولا أقل..ويقال للرجل الميت ولي بمعنى الموالي والمحب لله..

يقولون لكن الله قال: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.
يعني بربكم لم يكن الله قادراً أن يقول إنما وليكم علي الذي آمن وأقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع..كيف صار الخطاب للجمع وكيف يكون الله هو حاكما علينا؟!

يقولون لماذا ذكر الركوع بعد الصلاة؟ والجواب من باب ذكر الخاص بعد العام كقوله: {وأقيموا الصلاة وآوتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين}، وذلك أن إقامة الصلاة غير الصلاة قد يقيمها الفرد في أهله أو مؤسسته لكنه لا يصليها فجاء الركوع للتأكيد.

ثانيا: ما علاقة الإمام علي بأناس من اليمن والسودان وماليزيا والعراق هاشميون يقولون هي حقنا لأن النبي ولى علياً؟!..طيب ولى علياً ما علاقتكم بهذه الولاية؟! لماذا لم يقل النبي الحكم فيك وفي ذريتك إلى يوم القيامة؟!..سمى عليا فقط..فأين نحن وأين الإمام علي؟!

ثالثا: هل الإمام علي تحدث وقال بكلام متواتر قطعي الورود والدلالة إن هذه الخلافة فينا وفي أبنائنا من بعدنا إلى يوم القيامة؟! أين نجد هذا؟ ولماذا لم يوص بها للحسن نفسه؟! ثم لماذا الحسن سلمها لمعاوية وهي فرض من الله كما تقولون؟! وقد أيد النبي هذا الصلح بقوله في الحسن: "إن هذا ابني سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين"، فكيف يشيد بالتفريط بحق إلهي من الله؟!

رابعاً: ثم إن الحكم لا يكون بالقرب من نبي ولا حتى بالنبي نفسه، فقد طلب بنو إسرائيل من نبي لهم أن يجعل لهم ملكاً..طيب إذا كانت ليست إلا لنبي أو لابن نبي أو ابن بنت نبي لماذا يطلبون غير النبي ليكون عليهم ملكاً .. ثم قال: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [سورة البقرة 247].

قال: {إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم} وأبعدها عن أبناء الأسباط رغم استغرابهم واحتجاجهم وأعطاها لرجل من عامة القوم قيل كان دباغاً..وختم الآية بقوله: {والله يؤتي ملكه من يشاء} يعني لا يقيد نفسه وملكه وتصرفه بأحد من الناس فملكه طلق غير مقيد..

وهذا يوسف -عليه السلام- احتج بقدرته على إدارة الحكم وليس بأنه نبي ولا أنه ابن نبي {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}
[سورة يوسف 55]
ولم يقل إني نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي

حتى أحاديث قريش فهي خبرية مثلها مثل "الإيمان والحكمة يمانية"، فهل يعني ذلك أن الإيمان حق أهل اليمن والباقي لا إيمان لهم؟! فقوله: "الحكم في قريش"؛ أي الأصل أن العرب كانت تدين لحي من العرب اسمه قريش .. انتهى هذا الحي..ولو بقي فلا يعني قصرها عليهم وإنما من باب التغليب.

يا إخوتنا الحوثيين لو كانت المسألة مجرد اجتهاد ورأي لقلنا أنتم أحرار في فكركم لكن أن تجعلوا الإيمان بحقكم بالحكم والولاية هي الإيمان بالله والإسلام ومن لم يؤمن بها فهو ظالم داعشي ناصبي حلال الدم فإنكم قد فتحتم على هذا الشعب المنكوب جهنم من الصراع إلى يوم الدين..فاتقوا الله وكفاية دماء..والمحكمات لا تأتي بأدلة كلها سلبطة؟!
أنتم تقولون أنتم قرآنيون فلماذا تركتم آيات الشورى وهي أوضح وأصرح وعمل بها الراشدون على رأسهم علي -رضي الله عنه.

*عضو المنظمة العالمية لعلماء المسلمين


في الثلاثاء 12 سبتمبر-أيلول 2017 04:48:33 م

تجد هذا المقال في موقع التجمع اليمني للإصلاح
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://alislah-ye.net/articles.php?id=191