حشد مختلف
أحمد عثمان
أحمد عثمان
 

كان يمكن للحشد في يوم 24 من الشهر الجاري أن يأتي ويذهب كأي حشود سابقة في بلد لا تحترم إلا القوة، وكوليمة من ولائم (علي صالح)، وينتهي كل شيء بدون أية تأثيرات على الأرض لولا التوتر الذي حصل بين شريكي الانقلاب (الحوثي وصالح) والتحديات الظاهرة والحملات الإعلامية التي حولت الحشد من وليمة عابرة ومعتادة إلى مقياس خسارة أو نصر للطرفين، ففي حالة نجاح الحشد سيحسب مباشرة كخسارة سياسية للحوثي وستؤثر على معنويات أتباعه، ولو ظهر الحشد أقل من المتوقع فإن الخسارة ستحسب على عفاش وستكون بداية انكفاء ونهاية (القنفزة) هذا التوتر والتراشقات المعلنة والتصعيد غير المسبوق المعبر عن حالة احتقان متراكم حرف مسار الحشد ليتحول إلى حلبة صراع وقياس قوة بين طرفي الانقلاب لها ما بعدها، ولا شأن للشعب به ولا لطرف الشرعية؛ فالجميع يعرف ماذا تعني هذه الحشود المصنوعة التي تنطفئ بمجرد أن ينفض الجمع.

هذا الحشد مختلف فقد تحول إلى حلبة صراع ثيران مهما حاولوا ضبط إيقاعاته فإنها تؤسس لمرحلة جديدة بين الطرفين وسيكون لها تداعيات وتأثيرات قريبة.. إنه السهم الأول الذي انطلق ربما بدون رغبة الطرفين خاصة في التوقيت ومهما كان سيكون من الصعب إعادة الأمور إلى ما قبل حشد 24، وفي هذه اللحظة يتمنى الطرفان لو أن بمقدورهم أن يتخلصوا من هذا الحشد والحشد المضاد فالخسارة لأحدهما قائمة فمن سيكون؟ وهم في سباق مع الزمن حتى حشد الخميس الذي تحول إلى كابوس للطرفين وسيرسم صورة مختلفة لصنعاء عما قبل هذا التاريخ مهما تدخل المرممون في اللحظة الأخيرة.

إنها حتمية الصراعات وأحكامها الجبرية التي تشبه الرياح والعواصف عندما تجري عكس ما تشتهي السفن.

 
في الثلاثاء 22 أغسطس-آب 2017 07:54:03 م

تجد هذا المقال في موقع التجمع اليمني للإصلاح
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://alislah-ye.net/articles.php?id=171