|
مرت ذكرى رحيل الشاعر والأديب الكبير عبد الله عبد الوهاب الفضول دون أن يلتفت إليها أحد أو يتوقف عندها أحد مع أنها تستحق التوقف عندها؛ فهي ذكرى رحيل رجل عانقته أشجار اليمن وأزهارها، وغنت له الوديان والآكام والسهول، واهتزت له تراب اليمن واقفة تغني أغاني العودة والربيع، وتؤدي مع الإنسان النشيد الوطني؛ التعبير الحي عن روح اليمن وكرامته وحلمه.
عبد الله عبد الوهاب نعمان توفى في مثل هذا اليوم، وهو ليس شخصية وطنية ذهب مع الذاهبين، لكنه شاعر تاريخي وزعيم وطني، وفيلسوف وفنان، قال عنه الراحل بعكر: إنه شاعر لألف عام.
الأمم التي تعشق الحياة والحرية تفخر بحكمائها ولا تتجاهل رموزها وأدباءها الذين عبروا عن ضميرها الوطني وعن عواطفها وأحلامها، ويتخذون منهم أيقونات يتزودون من حكمهم في الأيام الصعبة التي تواجه الأوطان وينطلقون مع دررهم وجواهرهم نحو المستقبل متمسكين بتاريخهم محافظين على ذاكرتهم الوطنية.
فالشعوب التي تهمل ذاكرتها تضيع بين زحمة السباع والضباع والثعالب الوافدة وغير الوافدة وما أكثرهم!
و يكفي الفضول النشيد الوطني الذي نحن بأمس الحاجة إلى ترديده واستدعاء معانيه الوطنية وروحه الدافعة، والاصطفاف حوله مع كل هذه العواصف التي تعصف باليمن أرضاً وشعباً؛ عواصف خبيثة جعلت من شبيبة الفضول تنتسف مذعورة، ومن أزهار الشواجب تهمي باكية من قسوة الناس ومنع قطرات المطر من معانقة الورد والسنابل بسلام ومعها العصافير المرتعشة التي تتوحش أن تأوي الى أعشاشها بعد (المغارب) خوفاً من (الحنشان) الزاردة التي صنع لها أجنحة لتطير جواً إلى أعالي الشجر تبث سمها الدنيء، تقتل الطير والورد وتسمم أغصان الفجر.
في السبت 08 يوليو-تموز 2017 10:07:00 م