فيس بوك
بالطيف: سبتمبر وأكتوبر محطتان رئيسيتان في الكفاح اليمني ضد الاستبداد والاستعمار(حوار)
ندوة سياسية للإصلاح بشبوة تدعو السلطة المحلية والمكونات الى تغليب مصلحة المحافظة
النائب العليمي: 14 أكتوبر ثورة عظيمة خاض الشعب لتحقيقها نضالاً شاقاً نحو الاستقلال والحرية
التحالف الوطني للأحزاب: 14 أكتوبر حدثاً ملهماً وماضون في الانتصار لمكتسبات الثورة اليمنية
ثورة 14 أكتوبر المجيدة.. تضحيات اليمنيين بين نضالات التحرير ووحدة المصير
رئيس إعلامية الإصلاح: 14 أكتوبر يعني التحرر من الوصاية والخلاص من الفرقة والتجزئة
طلابية الإصلاح بأمانة العاصمة تنظم ندوة عن الحياة الطلابية في زمن المليشيا
دائرة المرأة بإصلاح المهرة تقيم حفلا فنيا وخطابيا بمناسبة ذكرى التأسيس وأعياد الثورة اليمنية
دائرة المرأة للإصلاح بساحل حضرموت تقيم دورة لمسؤولات الحزب بالمديريات
كان بإمكان الأمم المتحدة أن تكون أكثر مصداقية، وتعلنها صراحة أن الهدنة التي أعلنت عنها نهاية أبريل الماضي، هي لمساعدة الحوثي على تحقيق مكاسب مالية، أما الشعب اليمني فلم يرَ من الهدنة إلا الضجيج.
كان آخر ما تحصله المواطن البسيط من الهدنة أن جعله الحوثي يدفع 1000 ريال إضافية إلى قيمة الـ20 لتر من الوقود التي يتحصل عليها، بعد أن فتحت الهدنة على الحوثي أبواب الرزق والارتزاق، بتدفق النفط، ولم يغير هذا التدفق من الواقع شيئاً، إلا أن الحوثي بدلاً من أن يبيع الكمية كلها في أسواق قياداته السوداء، باعها في السوق العادية التي يسيطر عليها أيضاً، وحمل المواطن اليمني تكاليف أخرى، ستذهب إلى جيوب عصابات تسخرها لصالح مشاريع تعمل على تهتك النسيج الوطني بفعاليات طائفية وتدريبات عسكرية تنسف أوهام السلام الذي تتحدث عنه الأمم المتحدة.
والأمر الآخر، الذي كسبه الحوثي من الهدنة، هو أنه استطاع أن يكسر حاجز سفر قياداته، بعد فتح مطار صنعاء، وفي المقابل منع آخرين من السفر، وفق مزاجه وتكتيكاته التي لا علاقة لها بالوضع الإنساني.
وفي المقابل، حين كان ينتظر نحو 5 مليون مواطن يمني في محافظة تعز أن يرفع عنهم الحصار الحوثي المفروض منذ العام 2015، ذهب الحوثي إلى المماطلة بأسلوب يكشف وبوضوح أنه لا يريد الهدنة إلا لتحقيق مصالحه الفئوية (العنصرية) ولا علاقة له بمصالح الغالبية العظمى من اليمنيين.
وتكشفت سوأة الجماعة السلالية بصورة أبشع أمام العالم، حين راحت تقدم الأعذار المتناقضة في تعاملها مع ملف حصار تعز، فحيناً يظهر أحد قياداتها المعبرين عن الجناح الناعم، ويحلف الأيمان أن لا أحد يحاصر تعز إلا أبناؤها، ثم يأتي آخر ليؤكد استعداد الجماعة التي تكن لتعز عداوات تاريخية، لفتح الطرقات.. أما ممثل الجماعة في مفاوضات فك الحصار فإنه يرفض فتح الطرق دون مواربة، ثم يظهر متوعداً بعد عودته على طائرة الأمم المتحدة بتحويل طرقات تعز المطلوب فتحها إلى مقابر لأهلها، في حين يلوذ المبعوث "هانس" بالصمت، ويذهب للحديث عن آمال جديدة لإحلال السلام، ثم لا أحد يقول له: "الفاشل في تحقيق هدنة حقيقية لا يمكن أن يصنع سلاماً".
لن أتطرق هنا إلى الأرقام الكبيرة لأعداد الخروقات التي يرتكبها الحوثيون يومياً في مختلف الجبهات، ولا عن منازل المواطنين التي فجرتها عصابات الحوثي في مران خلال الأيام الأخيرة، ولا عن المختطفين الذين كان يجب إطلاقهم في الأيام الأولى للهدنة المزعومة، لكني أؤكد أن المجلس الرئاسي اليمني قد ذهب بعيداً في تقديم التنازلات والتعاطي الإيجابي مع المساعي الدولية، والحرص على استمرار الهدنة رغم الخروقات التي تجعل من الهدنة ضرب من التحايل والتذاكي، لا سيما وأن الحوثي لا يجيد إلا مبررات التنصل منها.
ومع ذلك فلا يزال المجتمع الدولي يتعامل مع الحوثيين بذات الدلال، فالأخيرون لا يجيدون سوى إضاعة الوقت، وليس أدل على ذلك من أن الشهر الرابع من الهدنة يمضي دون فتح منافذ تعز، ودون أن يتوقف الحوثي عن استهداف المدنيين.
اعتقد جازماً أن الشارع اليمني يثق تمام الثقة أن الحوثي الذي لم يلتزم بهدنة لا يمكن أن يكون يوماً طرفاً في السلام دون كسره عسكرياً، ويرى أن تقديم المزيد من التنازلات ستفقد القيادة الجديدة ثقة اليمنيين، إذا لم تتعامل بحزم مع المليشيا الحوثية، وترفض التمييع لمصطلحات "الهدنة" و"السلام" التي فقدت معانيها في ظل العبث الحاصل.
إن هدنة وفرت للحوثي خلال أشهر قليلة عشرات المليارات، وحرمت 5 ملايين يمني في تعز من فتح الطرقات لتوفير احتياجاتهم الأساسية، هي هدنة "مسخرة" في بلاد قطعت المليشيات أوصالها.
وبهذه الهدنة التي أقل ما توصف من الجميع بأنها "هشة" فإن الحديث عن تحقيق سلام يصبح نوعاً من الهراء، حين يكون طرفه هو أداة تقويض السلام، ولا يظهر أي نية لذلك، فقد تبدى من الأقوال والسلوك أنه لا يؤمن بالسلام الذي يريده اليمنيون بعد 8 سنوات من عمر الإنقلاب والحرب.
* عن المصدر أونلاين