الثلاثاء 03-12-2024 20:19:59 م : 2 - جمادي الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار
بين انطونيو غرامشي ومحمد قحطان..السياسة في مواجهة الفاشية!
بقلم/ عيبان السامعي
نشر منذ: 6 سنوات و 7 أشهر و 29 يوماً
الأربعاء 04 إبريل-نيسان 2018 11:23 م
   

إثر صعود الفاشست إلى سدة الحكم في إيطاليا عام 1922م، دشن (موسوليني) زعيم الحزب الفاشستي عهده بحظر الأحزاب السياسية، ومنع الصحف من الصدور، والقيام بحملة اعتقالات واسعة للسياسيين وقادة الرأي العام، وأحكم السيطرة على المؤسسات الثقافية والتعليمية، بلون واحد فقط.

امتلأت ساحات وميادين إيطاليا بصور وتماثيل موسوليني وتحول معها إلى زعيم فوق النقد والقانون كـ(نصف إله)! وأقيمت - حينها - محاكمات صورية لمئات من زعماء الأحزاب والحركات السياسية والاجتماعية الإيطالية، ومن أشهر أولئك الذين حوكموا وأكثرهم تأثيرا: المفكر الثوري (أنطونيو غرامشي).

ففي جلسة محاكمته الصورية، صرخ القاضي: ينبغي أن يجمد هذا العقل لعشرين سنة قادمة!.. كانت هذه العبارة المدوية تعبيرا عن حجم الضغينة التي تكنها الفاشية لغرامشي، نظرا لدوره الخلاق في مناهضة الفاشية، وقد دعا إلى بناء كتلة تاريخية من مختلف الأحزاب والحركات السياسية والنقابات لمواجهة النظام الفاشي.

سنجد في الظروف التي حكمت إيطاليا قبل 95 عاما تشابها كبيرا مع الظروف القائمة في يمننا اليوم. كما نلمس تشابهاً في سيرة ودور المناضل الأستاذ محمد قحطان المُغيَّب قسراً في مناهضة تحالف الانقلاب مع سيرة المناضل الثوري انطونيو غرامشي.

يعد محمد قحطان رمزا لتيار مستنير داخل الحركة الإسلامية، كما جسد في تفكيره وسلوكه ونضاله الذي امتد لسنوات قيم الديمقراطية والمواطنة والتعايش والقبول بالآخر، حيث كان من أبرز القيادات التي استحقت وبجدارة منقطعة النظير صفة السياسي الوطني، ذلك لأن محمد قحطان لم يكن يوماً متخندقاً وراء أيديولوجيا معينة أو متعصباً لتوجه سياسي معين، بل كان يرتفع إلى مستوى اليمن بكل تنوعه وتعدديته السياسية والثقافية والاجتماعية.

اشترك المناضل قحطان في حوارات عميقة وطويلة مع سياسيين ومثقفين وقادة رأي كثيرين من مختلف التوجهات السياسية والفكرية في البلد بغية إيجاد قواسم مشتركة وبناء كتلة تاريخية لمواجهة النظام السابق.

إن تأسيس اللقاء المشترك، والذي نتج عن حالة تثاقف نادرة بين الشهيد جار الله عمر الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني وبين المخفي قسراً محمد قحطان القيادي البارز في التجمع اليمني للإصلاح، مثلت تجربة فريدة ونقلة نوعية في مسار النضال السياسي على مستوى العالم العربي، وهي تجربة قدمت لليمن ولليمنيين الكثير من الإنجازات وحققت الكثير من النجاحات على مدى عقد ونصف من الزمن، وهي اليوم بحاجة إلى تطوير وإغناء.

إن استمرار عصابة الانقلاب في تغييب قحطان إنما يأتي بسبب دوره الوطني الذي مثل مصدر إزعاج كبير لها وللنظام السابق، ومحاولة بائسة لقطع الطريق أمام تنامي تيار التنوير وحركة التجديد باتجاه سيادة قيم التعايش والقبول بالآخر.

وإن من أوجب المهام الملقاة على عاتقنا جميعا -اليوم- استعادة السياسة وتوحيد كل الطاقات المجتمعية لاستكمال تحرير اليمن من قوى الانقلاب، واستعادة القرار السيادي الوطني.

الحرية للمناضل محمد قحطان ولكل المخفيين قسرا..

 

 *عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني

#الحرية_لقحطان

#FreeQahtan