فيس بوك
الدكتور عبدالله العليمي يلقي كلمة اليمن في مؤتمر المناخ ويبحث مع ولي العهد الأردني تعزيز العلاقات
أمين عام الإصلاح يعزي رئيس دائرة الاعلام والثقافة في وفاة والده
الدكتور عبد الله العليمي يصل إلى أذربيجان للمشاركة في قمة المناخ
ناطق الإصلاح: اليمن والمملكة جذر واحد ومصير مشترك وعلاقة قوية وعريقة
الدكتور عبد الله العليمي يلتقي قيادة القوات المشتركة ويثمن وقوف المملكة إلى جانب الشعب اليمني
دائرتا التعليم والإرشاد للإصلاح بالمهرة تقيمان دورة في طرق التوجه التربوي والإرشادي
إصلاح حضرموت يعزي باستشهاد ضابطين سعوديين ويدين العمل الإجرامي
التكتل الوطني للأحزاب يدين جريمة قتل ضابطين سعوديين بسيئون ويعدها سلوكاً غادراً لا يمت للشعب اليمني
الهيئة العليا للإصلاح تدين الجريمة الغادرة بحق ضباط سعوديين وتدعو لتحقيق عاجل لكشف ملابساتها
الإصلاح يدين بشدة الاعتداء الغادر على الجنود السعوديين في سيئون ويعزي أُسر الشهداء
لو نزل القرآن في 2014 ، لدعا اليمنيين لحشد كل ما بداخلهم من مشاعر، وتوجيهها لكراهية الحوثيين.
أول مرة اكتشفت فيها المدينة وأنا في السابعة من عمري، بدت هذه اللحظة عظيمة وتاريخية مثل الربيع التونسي؛ فقد خطفت عيني مشاهد السيارات، وحركة الناس، والبنايات التي تبدو أكثر جمالاً من دور القرية. كنت برفقة عمي .. مكثنا في المدينة لنحو يومين، وعدت بعدها إلى القرية مأخوذاً بنشوة الذي اكتشف شيئاً خلف تلك الجبال الحصينة يجهله كل صغار القرية.
وأنا شاب أقف على ساقين طول الواحد منها «90 سنتيمتراً» ، اكتشفت أن هذه الغريزة مرتبطة بالتكوين النفسي للإنسان؛ أعني حاجته إلى أن يبدو أكثر اطلاعاً ومعرفة، هي ما قد يدفعه إلى استثمار كل شيء، بما في ذلك زيارته اليتيمة إلى المدينة، للإشارة إلى «تفوق ما» لديه عن الآخرين.
لندع كل هذا جانباً الآن..
طوال الوقت الذي قضيته في المدينة قرأت أشياء كثيرة.. في الواقع لا أتذكر متى تعلمت القراءة. تقول أمي إنني في السادسة من العمر كنت أقرأ القرآن بطريقة مضحكة، كان أكثر ما لفت انتباهي في المدينة تحذير مكتوب باللون الأحمر على قاطرات الغاز:
خطر .. غاز سريع الاشتعال!
وبالنسبة لمدينة تشهد توسعاً عمرانياً متسارعاً فقد حضرت أمام عيني في تنقلاتي برفقة عمي لمرات عديدة عبارة «إنتاج: مصنع أسمنت البرح» ..
سأجد الآن صعوبة كبيرة في إحصاء البنايات التي لم أصادف عند مداخلها وأبوابها «أكياس الأسمنت الفارغة».
من الواضح أن مصنع البرح كان يعني كل شيء لأعمال البناء والمقاولات، مثلما يعني الشيء الكثير لتعز.
كبرنا، وجاء الحوثيون، وهؤلاء عصابة سقطت في إغواء فكرة القتل، والنهب، جاءوا هكذا بلا موعد، من أقاصي الشمال اليمني، أشعلوا الحرائق في كل شبر من اليمن، وخلفوا في كل دار «أمهات ثكلى، وصغاراً مرعوبين».
القدر نفسه، الذي أصبح فيما بعد لعنة تاريخية، ساق الحوثيون الى البرح، منطقة تبعد عن مدينة تعز 50 كيلومتراً، ولأنهم - فضلاً عن كونهم « قتلة ومتوحشين» - حفنة من اللصوص والنهابة فقد تشمموا فريستهم السمينة جيداً، وعندما لم يكن هناك من بد من تقيؤ شعور الهزيمة دفعة واحدة، مع اقتراب الجيش أكثر من البرح؛ فقد فركوا أيديهم، وتحت جنح الظلام نهبوا المصنع؛ مصنع البرح، الحلم العظيم الذي حولته اليابان إلى حقيقة.
شرعوا في عجالة بتفكيك معداته العملاقة، وهربوها على متن «قاطرات ودينات كبيرة» إلى خارج تعز.
أشرقت شمس الجمعة على مؤسسة خاوية، بلا معدات ولا أجهزة، نهبوا الطواحين، وأنظمة التحكم، وأجهزة تغليف الأسمنت.. كان الأمر بمثابة كابوس، أكثر اللصوص جشعاً لا يفعلون ما يفعله الحوثيون.
لكن حسناً، لم يعد هناك ما يثير فينا الكثير من الفزع، كان الحوثيون في تعبير آخر، انفجار لسلسلة لا نهائية من الكوابيس؛ الكوابيس التي ستأخذ حيزاً مهماً من الواقع،، ويتحول الواقع في جزء كبير منه إلى مشاهد نادرة في منامات اليمنيين.
ربما يأخذ الوجع الآن منحى أكثر فظاعة وقسوة، تعز تفقد المؤسسة التي كانت تبيض ذهباً، وفي مقاييس المستقبل ثمة فارق كبير بين مؤسسة معطلة، أو مدمرة كليا.
لكن: ألا يبدو الأمر عادلاً بطريقة ما، طالما لا يفضي سوى لتخليد المقت التعزي لهذه العصابات وخلفياتها الفكرية والتاريخية؟!
بمعنى أن تصبح تعز محصنة بمقت، يقيها خدعة أخرى من المحتمل أنها ستحدث بعد خمسين عاماً من الآن ..أو ربما ألف عام؟!