فيس بوك
بحضور قيادات الحزب بحضرموت.. إصلاح تريم يعقد الملتقى العام للأعضاء والمناصرين
الهجري: كل اليمنيين ضد الحوثي وليس معه إلا إيران ونقف مع فلسطين وحقوق شعبها
وفد اليمن البرلماني برئاسة الهجري يشارك بالدورة الـ 19 لمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي بجاكرتا
الهجري يرأس وفد النواب في مؤتمر اتحاد مجالس التعاون الإسلامي ويلتقي هيئة البرلمان الإندونيسي
سياسية الإصلاح تختتم برنامج الخطاب السياسي ودوره في توحيد الرؤى والمواقف الوطنية
إصلاح ريمة ينعى الفقيد الوليدي ويثمن أدواره في نشر القيم الدينية والوطنية
سياسية الإصلاح تطلق برنامجاً لتعزيز الخطاب السياسي وتوحيد الرؤى والمواقف الوطنية
رئيس الوزراء يلتقي المجلس الأعلى للتكتل الوطني ويدعو للتكاتف من أجل إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة
قبل عشر سنوات، وفي لحظة مفصلية من تاريخ اليمن، غيبت جماعة الحوثي واحدا من أبرز السياسيين اليمنيين عن المشهد العام
محمد قحطان لم يكن مجرد قيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، بل كان صانع سياسة، ورجل حوار، ووجها من وجوه العمل السياسي السلمي في البلاد.
ولد قحطان من رحم العمل الوطني، وشق طريقه وسط ألغام السياسة اليمنية المعقدة، ليصبح من أبرز الأصوات الداعية إلى الحوار والتوافق، حتى في أحلك الظروف. عرف بمواقفه الواضحة، وبقدرته على إدارة النقاشات والخلافات دون اللجوء إلى العنف، وكان من أبرز من ساهموا في صياغة مسار الحوار الوطني قبل أن ينقلب الحوثيون على كل شيء.
في 4 إبريل 2015، اقتيد قحطان من منزله في صنعاء، ومنذ ذلك الحين، لم يعرف له أثر. لا أخبار عن صحته، ولا زيارات سمح بها، ولا معلومات حتى عن مكان احتجازه. عشر سنوات كاملة من الإخفاء القسري، خاضت فيها عائلته ومعها كثير من الناشطين والحقوقيين معركة طويلة لكسر الصمت دون جدوى.
قضية محمد قحطان ليست فقط قصة اختطاف سياسي، بل تجسيد صارخ لفشل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية في حماية الحقوق الأساسية. لقد وقعت الأمم المتحدة على معاهدات تحظر الإخفاء القسري، وشاركت الأطراف اليمنية في اتفاقيات تبادل أسرى نصت بوضوح على إدراج اسمه، ولكن كل ذلك ظل حبرا على ورق.
خلال السنوات الماضية، مرت اليمن بتحولات عديدة، وتغيرت التحالفات، وتوقفت المعارك في بعض الجبهات، ولكن ظل ملف محمد قحطان ثابتا في الظل، بعيدا عن الأولويات، وكأن القضية لا تتعلق بإنسان له عائلة تنتظر، وصوت كان جزءا من المسار السلمي الذي يحتاجه اليمن أكثر من أي وقت مضى.
الإصرار على تغييب قحطان يعكس جوهر المشروع الحوثي: صوت واحد، ورأي واحد، ومساحة مغلقة لا مكان فيها للحوار ولا للتنوع السياسي. وعلى الجانب الآخر، فإن ضعف الضغط الدولي، وصمت أطراف محلية فاعلة، كل ذلك ساهم في إطالة أمد هذه المأساة.
قحطان اليوم، بعد عشر سنوات من الغياب، لم يعد فقط رمزا لحزب أو تيار، بل تحول إلى رمز وطني للضحية التي تركت بلا نصير. رمزية اختفائه أصبحت شهادة على حالة حقوق الإنسان في اليمن، وعلى هشاشة الالتزامات الدولية تجاه قضايا العدالة في مناطق النزاع.
إن استعادة صوت محمد قحطان لا تبدأ فقط بخروجه من المعتقل، بل بفتح هذا الملف المغلق، ومساءلة من قرر أن يجعل الإخفاء القسري أداة حكم. ولا تنتهي إلا حين تحمّدل كل الأطراف مسؤولياتها تجاه هذه الجريمة، ويعاد الاعتبار لرجل اختطف لأنه اختار الكلمة طريقا، والحوار أداة، والسلم خيارا.