الثلاثاء 03-12-2024 19:59:26 م : 2 - جمادي الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار
معاناة المجتمع ومخالب المتربصين!
بقلم/ أحمد عبدالملك المقرمي
نشر منذ: شهر و 18 يوماً
الأربعاء 16 أكتوبر-تشرين الأول 2024 01:02 ص
 

ليس بمقدور أحد أن يقول لمن يتألم : لا تتألم . و لا يحق لأحد في أن يقول لمن يعاني أشد المعاناة لا تتكلم، و لا تتوجع.

في المقابل هناك مليشيا متربصة تتَحيّن فرصة تتسلل منها،و لو باستغلال آلام الموطن و معاناته، فليعلم أن المواطن أذكى من أن يسمح لمندس، أو مغرض من أن يتمترس خلفه ليجَيِّر مطالب المواطن لصالحه، أو ليقوم هذا المندس المغرض بتحويل الهدف النبيل لحساب الجهة المتربصة بالجميع.

المواطن اليوم؛ يعلم القاصي والداني بأنه قد تحمل من معاناة المطالب المعيشية اليومية الشيئ الكثير، والكثير جدا،

 والسلطة الشرعية هي الجهة المعنية باتخاذ الحلول لمواجهة هذا الغلاء المتوحش، و لا بد أن يكون بين يديها خيارات، و بدائل يوجب الوضع اتخاذها بلا تردد.

هناك نفقات، و مصروفات يجب أن تحد بحزم، و هناك مرتبات بالعملة الأجنبية يجب أن تحد بحسم هي الأخرى، فلا تبقى إلا لمن تستدعي الضرورة بقاءهم في الخارج، و يعود جيش الموظفين في الخارج إلى الداخل لتكون مرتباتهم بالعملة الوطنية.

و إذا كان هذا من الأهمية بمكان، فالأهم منه أن يعاد تصدير النفط، و على السلطة الشرعية أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذا الأمر ، كما أن على المجتمع الدولي الذي تحرك (بسعار)و سرعة لإحباط و تعطيل قرارات محافظ البنك المركزي أن يتحرك من خلال المبعوث الأممي ــ الذي تحرك بسرعة الصوت لتعطيلهاــ لدعم و فرض تصدير النفط مستندا لقرار مجلس الأمن 2216 و كل القرارات ذات الصلة التي تضع جماعة الحوثي تحت طائلة المساءلة. و لكن ــ للأسف ــ لا ندري كيف أصبحت تلك القرارات بدلا من أن تطبق على من صدرت لإدانتهم ــ و هي جماعة الحوثي المتمردة ــ صار تعطيلها يضر بالشرعية و يخدم الجماعة الإرهابية المتمردة. 

الوضع الاقتصادي البائس الذي يعاني منه اليمنيون جراء الغلاء الفظيع، و تدهور العملة المستمر، أشعل سخط اليمنيين و راحوا يعبرون عن احتجاجاتهم، و رفضهم لهذه الأوضاع المتردية اقتصاديا بروح مسؤولة و راقية.

المثير للسخرية، و الداعي للانتباه في الوقت نفسه أن جماعة الحوثي عبر ذبابها الإلكتروني، و عكفتها، و زنابيلها ؛ لما رأوا بيانات حول الوضع الاقتصادي ، و التداعي لوقفات احتجاجية طبيعية، راحوا يتباكون و يسربون دعوات عبر مواقعهم مع التحريض باحتجاجـات مســلحة و استعـــداء واضح بغـرض الإثارة ، و بنيّة استهداف الاستقرار، و نشر الفتنة.

والمثير للسخرية، و الشفقة في آن واحد ؛ أن الحوثي و هو يسعى للإثارة، و الوقيعة، يفعل ذلك و كأن المناطق الخاضعة لسيطرته تعيش في بحبوحة و نعيـم ، أو كأن حـرية التعبير ، و السماح للاحتجاجات هناك مفتوحة على مصراعيها.

تمارس تعز احتجاجاتها، حين تمارسها بمسؤولية وطنية، و لا تنتظر تعـــــــز من جماعة إرهابية أن ترشدها لكيفية أن تحتج، و هي المليشيا التي لم تطق أن ترى العـــلم الوطني يرفـرف ، بل راحت تطارده باعتباره رمز الثورة و الجمهورية.

هل جماعة الحوثي الإرهابية تُسلّم مرتبـــــات الموظفــين ، و المعلمين؟ ثم كم قائمة الإتاوات في السنة التي يدفعها التجار و أصحاب العربات، و البسطات.. الخ ؟ 

ننتظر من الشرعية ألا تبقى متفرجة، و أن تقدم بعزم و حزم لمعالجات اقتصادية حاسمة.