الجمعة 29-03-2024 15:58:04 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار
من نهاوند إلى مأرب..!
بقلم/ أحمد عبدالملك المقرمي
نشر منذ: سنتين و 3 أشهر و 5 أيام
الأربعاء 22 ديسمبر-كانون الأول 2021 05:15 م

كانت نهاوند، آخر معقل لجأ إليه كسرى يزدجرد ملك فارس؛ بعد معارك الفتح الإسلامي التي تلت معركة القادسية، كما كان يزدجرد آخر ملوك الإمبراطورية الفارسية.
و في نهاوند كان كسرى يزدجرد الثالث، يعمل على حشد كل طاقاته و كل عدته و عتاده، بعد أن أخذ يوهم نفسه و يمني حاشيته و قياداته؛ أن بمقدوره استرجاع ما كان قد حرره الفتح الإسلامي.

و هناك في المدينة المنورة، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يتابع كل صغيرة و كبيرة في مسار الفتح الإسلامي بأرض العراق و فارس .
وجاءته الأنباء، تحمل ما يرتب له الفرس الأكاسرة من إعداد و استعداد لمعركة فاصلة. و لم يكن عمر ممن يغفل أو يتقاعس، فما هو إلا أن وصلته الأخبار حتى أعد للأمر عدته، و لأهمية المعركة الفاصلة الحاسمة فقد عين لها خمسة من القادة، كان على رأسهم النعمان بن مقرّن المزني، و من بين هؤلاء الخمسة ثلاثة من القادة اليمنيين، يحمل لهم ملالي طهران كل الحقد، كما كان يعرف عنهم الهالك حسن إيرلو، و سادته كل تفاصيل بطولاتهم، ومعرفته تلك عبأته بنزعة الانتقام، وهو ما دفع به إلى حتفه على يد أحفاد قيس، وعمرو بن معدي كرب الزبيدي.

عبيد إيرلو في صنعاء ممن تشربوا ذل العبودية لإيران ممن يسميهم الملالي شيعة الشوارع، وهم من راحوا يستعرضون مفصعين على الزنابيل التعساء ممن رضي أن يتزنبل لشيعة الشوارع ، أو عبيد إيران..! مهم أن يعرفوا عظمة أولئك العظماء. فمن يدري؟ قد تستيقظ نخوتهم، و تنتعش كرامتهم، و تحيا ضمائرهم!

كان القادة الكرام الثلاثة : قيس بن مكشوح المرادي ، جرير بن عبدالله البجلي والأشعث بن قيس الكندي، ثم رفدهم عمر، الذي كان خبيرا بالرجال بقائد سادس يلحق بهم مع ثلثي جند البصرة هو أبو موسى الأشعري، اليمني أيضا.

ليس الغرض من إيراد الأسماء اليمانية - هنا - التفاخر، ولكن مشروع إيران الظلامي استدعى نزعة الانتقام التاريخية من العرب ومن اليمنيين، بل ومن الإسلام، ويرى مشروع إيران أن هؤلاء القادة أسهموا في إسقاط إمبراطورية فارس.
من هنا، كان لا بد من أن يتعرف العبيد الحمقى لإيران خفايا ما يحمله المشروع الظلامي الإيراني من بغض وحقد تجاه العرب و الإسلام، وتجاه اليمن واليمنيين، وأن يعرف - بشكل خاص أيضا - الزنابيل التعساء الذين يساقون لعبودية الكهنوت الحوثي؛ الذين هم في الأساس عبيد لملالي إيران ؛ كان لابد أن يعرف الجميع ما تحمله إيران من كراهية و بغضاء لليمن واليمنيين!

يحن ملالي إيران لعودة كسرى(عج)..!! فهو من ينتظرون خروجه من السرداب لا المهدي المزعوم ..!!
كما أن هتافهم بالحسين؛ إنما يرددونه على قاعدة تفسيرهم للقرأن أن له تفسير ظاهر وباطن، فهم يهتفون بالحسين
ويقصدون رستم .

يعرف ملالي طهران تماما خرافة الدعاوى بالمهدي المنتظر، وإبقاؤهم على هذه الخرافة إنما هو محافظة على تحصيل الخمس الذي هو أهم ما في معتقداتهم..!

خرج الشهيد الزبيري في عام 1965م لتوعية القبائل المغرر بهم يومئذ وذلك لإقناعهم بالثورة والنظام الجمهوري، لكن فلول أسرة بيت حميد الدين - التي كانت وماتزال مع بني عمومتها بيت بدر الدين - يعتبرون الزبيري ألد أعدائهم؛ و لذلك استنفروا كل حقدهم لاغتيال الزبيري لأنه زلزل بشعره أركان مملكتهم كما أنهم يعتبرون ثورة 26سبتمبر تمردا على الحق الإلهي في الحكم!

فكم نحن- اليوم- بحاجة ماسة و ملحة ، في أن يتحرك الرجال والنساء والشباب و الشابات لتوعية الزنابيل، من أجل تحريرهم من التبعية الذليلة للكهنوت الحوثي الذي هو في الأخير عبد مرتهن لإيران .

من أهم خطوات التوعية اليوم تحرير الزنابيل من التبعية والعبودية للمشروع الظلامي للكهنوت، فإن تحقق ذلك فسنصل إلى تحرير عقلية قطاع واسع من الحوثيين أنفسهم.

يتذكر ملالي كسرى جيدا مصرع رستم أشهر قادتهم في القادسية ، إذ كان أحد من فتك به، قيس بن مكشوح المرادي، الذي كان في القادسية قائد الميمنة في جيش الفتح، كما يتذكرون مصرع الجالينوس، و بهمن جاذويه، و الفيرزان ، مثل تذكرهم لسقوط المدائن (عاصمتهم) التي أعيت إمبراطورية الروم، ولكنها استسلمت تحت تكبير وتهليل الفاتحين.

تقف مأرب اليوم، و يقف اليمنيون بكل إباء و شموخ في وجه جحافل ملالي كسرى ، الذين ساقتهم دوافع الحقد ودواعي الانتقام الكسروية ثأرا من القادسية، وانتقاما من العرب، و تكاد تسمعهم يصرخون : يا لثارات رستم .. أما الحسين فبريئ منهم كل البراءة.