الجمعة 19-04-2024 11:22:49 ص : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار
الكهنوتية الحوثية وتحالفاتها الداخلية
بقلم/ الدكتور/نجيب غلاب
نشر منذ: 7 سنوات و أسبوعين و 3 أيام
السبت 01 إبريل-نيسان 2017 08:36 م

تستغل الكهنوتية الحوثية الخمينية عصبيات قبائل اليمن لا بهدف الدفاع عن مصالحهم بل توظيفهم كعكفة أغبياء!
ومثلما استغلت بعض تكوينات الجنوب، وفِي مناطق الوسط والعصبية الهاشمية ببعدها العرقي!

أتقنت الحوثية بتقنيات أمنية احترافية مستندة على الخبرة المحلية للشبكات الكهنوتية ومن ارتبط بها عضوياً، أو بالتحالف وخبرة إيران ووكلائها مختلف القوى وحسب الحاجة الداعمة، والتي تقوي التنظيم الحوثية كمستعمر داخلي موظف لحسابات الاستعمار الإيراني الأكثر خبثاً ودهاء.

وما مكن الحوثية والخلية الأمنية الإيرانية هي اندفاع الانتهازيات التي شكلها صالح باتجاه الارتباط الوظيفي والعضوي بالحوثية ومشاريع ولي الفقيه وبنزعة ابتزازية انتحارية مشوبة بانفعال انتقامي ليس من الخصوم اليمنيين وإنما أيضاً من السعودية ودول الخليج.

ومازالت البيئات الحاضنة للحوثية والمرتبطة بنظام صالح تشكل القوة الأكثر حيوية لإنعاش الكهنوتية الهادوية الحوثية الخمينية، وهذا الارتباط لا يمتلك مشروعاً حتى شخصياً، وإنما اندفاع متهور وفق حسابات مدرسة صالح التي لم تعدّ قادرة على استيعاب ليس فقط أمن الإقليم ومصالحه ولا الأمن والسلم الدوليين، وإنما عاجزة حدّ العته في فهم المصالح الوطنية ومصالحهم ومصالح من يدعون أنهم يدافعون عنهم!

عدى مؤتمر صالح والشبكات القبلية والعسكرية والقطاع الخاص والتشكيلات المدنية قوى تبدو أنها قوية ومعزولة عن الكهنوتية إلا أنها في الواقع حتى من يرفض الكهنوتية الحوثية بالمطلق مرتبطين بها وأدوات مكملة للمشروع الخميني وعاجزين عن الانفلات من تأدية الدور المطلوب الذي يجعل الحوثية الخمينية الفاعل المركزي المتحكم بهم وحتى من يناقضهم داخل الانقلاب ليس إلا اكتمال لمعالجة الأخطاء لا لنفي مشروع الإمامة بكل حمولاته والنافي لجمهورية الشعب.

معضلة صالح ومن معه أن وعيهم يعكس وعي الكهنوتية على مستوى السلوك الفاسد الأناني، ولكن بلا مشروع ولا عقيدة اصطفائية تشرعن باسم الله للسطو، لذا أصبحوا اكتمالاً طبيعياً لمخططات الحوثية بوعي لدى البعض وبدون وعي لدى الغالبية العظمى.

ولا حلّ لهذه المعضلة إلا بتفجير الصراع بالحسم الذي يؤسس لتناقضات النفي باسم جمهورية الشعب المعادية بالمطلق للكهنوتية الطغيانية وباتجاه مراهن -أولاً وأخيراً- على جمهورية الشعب وإنقاذها حتى وإن كانت المآلات متعارضة مع مصالحهم، على الأقل في لحظة تفجر الصراع لكنها يقيناً ستكون أكثر حيوياً من أجلهم مستقبلاً والأهم من أجل المجموع الوطني الباحث عن لحمة جديدة تصحح الأخطاء بما يحذر التغيير النوعي الكفيل بإعادة صياغة وتخليق جمهورية الشعب.