الخميس 28-03-2024 20:35:57 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار
ثلاثون عاماً من الأصالة والعراقة
بقلم/ يسلم البابكري
نشر منذ: 3 سنوات و 6 أشهر و 10 أيام
الأربعاء 16 سبتمبر-أيلول 2020 07:35 م
 

يخطو الإصلاح الخطوة الثلاثين من عمره الحافل بالأحداث الكبيرة، عام آخر يمضي, وتحديات كبيرة تجاوزها, وأخرى تنتظره, أرباح وخسائر, وهكذا هو حال الكيانات الحية التي تتفاعل مع الحياة وتقلباتها وتشق طريقها رغم العوائق والموانع.

من العمل الجماهيري الملامس لتفاصيل حياة الناس, إلى معترك السياسية مع النخب والمكونات, إلى المعارضة بأدواتها, والمشاركة في الحكم, والعودة إلى الناس, وحمل هموهم ، من آلام البسطاء, وصندوق الاقتراع, وقبة البرلمان, وطاولة الحوار. حنجرة الثائر, وبندقية المقاوم, ووصية الشهيد. من منبر الخطيب, وسماعة الطبيب, وديوان الشيخ, وقلم الكاتب, وقافية الشاعر, ودفتر الطالب, وطبشور المعلم.

من أصالة وعراقة اليمني المتسلح بالقيم, ومن الإرث الحضاري لشعب عظيم, ومن روح العصر, وتفاصيل الواق. من سواحل اليمن, وجبالها, وهضابها, وتهائمها، من الشمال والجنوب, ومن كل الجهات, أعلن الإصلاح عن نفسه ككيان يمني أصيل, مستمسك بقيم الشعب, منفتحا على كل شرائح المجتمع, سار يشق طريقه المزدحمة بالصعاب.

مارس العمل السياسي بنضج, طوّر وتطوّر, خلق شراكات مع مختلف القوى -أيا كان خلفيتها ومرجعها- تحت سقف اليمن الكبير. ردم حفر الصراعات الضخمة وحطم الحواجز بين اليمنيين، خاض المعارضة بواقعية تُصلِح ولا تدمر, ويوم وجد أن اليمن يسير نحو النفق المظلم, قال: لا. وكان ثمن هذه الكلمة كبيراً للغاية.

وُلِد جمهورياً ممسكاً بقيم الجمهورية, رافضا التخلي عنها يوم تنازل عنها كثيرون طالما تغنوا بها، هو وحدوي يرى الوحدة حلم اليمنيين الذي يجب الحفاظ عليه وإصلاحه. ارتفع فوق مستنقعات الطائفية والمناطقية وألجم نزعات التطرف والغلو.

استقر به المقام ممسكا لواء الوطن بيده, وبندقية الحارس له بيده الأخرى، ولأنه كذلك, فقد قالوا يجب أن يسقط, ليسقط اللواء, ويُفتح الباب لمشاريع التمزيق, والخراب, وليسقط اليمن, فتعبث به القوى التي لا تريد له الخير.

في الذكرى الثلاثين لتأسيسه, لايزال الإصلاح هو جهاز المناعة الأقوى الذي يدافع عن اليمن الكبير, ولهذا الدور ثمنٌ باهضٌ يُدفع, فالسلالي الطائفي يرى فيه حجرا تعيق مشروعه, والمناطقي يراه حاجزا يَحُول دون تحقيق غايته, والطامع في اليمن يراه سورا يصعب تسلقه, فأجمعوا أمرهم, وتقاطعت أهدافهم في النيل منه, فمسه الكثير من أذاهم, لكنه لايزال مستعصيا على السقوط, مقاوما نبيلا, يكتم جراحه وإن كانت مؤلمة, رافضا النزول من مترسه. عينه على استعادة اليمن, ونهوضه, وتلاشي مشاريع تدميره.