فيس بوك
ساحتها اليمن ودول الجوار.. خيوط الإرهاب الخفية بين القاعدة والحوثي والرابط الدولي
الحكومة: أولوياتنا اسقاط الانقلاب واستعادة الدولة وتحقيق الاستقرار والتعافي الاقتصادي
منظمة حقوقية: 4186 جريمة ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية في إب خلال 2020
اليدومي: الانتخابات الامريكية أثبتت رسوخ مؤسسات الدولة والانحياز لها
الحكومة ترحب بالإعفاءات الأمريكية لتسهيل العمل الإنساني عقب تصنيف جماعة الحوثي "إرهابية"
قيادي في إصلاح حضرموت يدعو القوى السياسية للابتعاد عن المناكفات
وثائق تكشف فساد المليشيات الإرهابية.. من هو ذراع الاقتصاد الخفي لعبدالملك الحوثي؟
لم أرَى في مصائب الناس مصيبة كمصيبة الارملة الثكلى، فدون حزنها بموت رفيق دربها يهون عنده كل حزن، ولا يبكيني صوت كما يبكيني أنين وحنين الأرملة إلى زوجها المفقود.
تحدثت مع أمهات فقدن أطفالا في عمر الزهور، وتحدثت مع نساء فقدن آباءهن، ورغم الحدث الجلل بموت الإبن أو موت الاب، إلا أني لم أرى حزنا يعتصر الفؤاد كموت رفيق الدرب، ومصيبة هؤلاء النساء أنهن لم يعرفن قيمة المفقود إلا بعد فقده، وانفتاح باب الذكريات على مصراعيه, ذكريات كل ما فيها حسن، ذكرى الطيبة والبر والصدق والمعاملة بالحسنى والعشرة، فلقد طمس الموت كل ذكرى سيئة.
ربما أن حياة الأرامل تدخل في منطقة المسكوت عنه, فلا نكاد نقرأ عنهن أو نعرف إلا ما يعرف بالضمان الاجتماعي والتكافل المجتمعي مع "الأرامل والمطلقات واليتامى" هكذا قطعة واحدة، مجرد كلمة ملحقة بكلمات: أرملة.. مطلقة.. يتيمة.. وبقدر اقتراب الإعلام من حياة المطلقات وتعاطفه مع اليتامى, بقدر بعده عن الأرامل وتعامله السطحي مع قضاياهن.
المسألة هنا ليست أرملة محتاجة, وينبغي إدراج اسمها ضمن قوائم المساعدات التي لم تعد موجودة أصلا، وإنما المسألة أوسع وأكبر بكثير، فهي امرأة لم تختر أن تصبح وحيدة, وأن تتحمل فجأة مسؤوليتها ومسؤولية أبنائها، هي امرأة وجدت نفسها بين عشية وضحاها المسؤولة الأولى عن إدارة حياة, وعيش ومعيشة داخل وخارج المنزل, بعد أن كانت كل حدودها لا تتعدى باب منزلها، إنها تواجه ربما للمرة الأولى في حياتها مصيرها ومصير أبنائها في مجتمع يكاد لا يعترف بامرأة بغير رجل مسؤول عنها، عليها أن تنهي المعاملات بنفسها وأن تتابع الاحتياجات وتنجز المهمات، وتلاقي من النفوس مالم تحلم يوما بأن تلاقيها.
وليت مصيبة الفقد تتوقف عند ذلك، وليت الناس من حولها اذا لم يرحموها فيخففوا عنها ويواسوها في مصابها, ليتهم إن لم يفعلوا ذلك ان يتركوها ولا يتدخلوا في شأنها, بل عليها أن تواجه وتتحمل عقوبة مجتمعية بجوار مصيبة فقدانها لشريك حياتها.
فهذا جد الاولاد يأمر وينهى ويقترح ابنه زوجا لها, خلفا لأخيه المتوفي، وهذه زوجة أخ الزوج تقاطعها خوفا على زوجها، وتلك صديقة اختفت خوفا ايضا على زوجها المصلح الاجتماعي، وذلك أخ يقسو على اطفالها، وذلك مجتمع يتهم تصرفاتها ويراقبها كظلها ، والقائمة تطول!..
إن مشكلة الأرملة ليست في نقص المال، وإنما في مواجهة الحياة بلا خبرة ولا عائل ولا مال كاف.
أهمس في اذنك يا سيدتي قبل الفوات:
خذي من زوجك ما صفا، ودعي منه ما تعكر، إصلحي ما تستطيعين وجاهدي في صبرك، ودعي مالا تستطيعين لمن يستطيع ولا يعجزه شيء، اغنمي أيامك واقضيها فيما يسرك، ففي أيام الشقاء من العناء والبؤس ما يكفي، وتذكري ان الماء اذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث ، فلا تكفري له معروفا واقنعي من زوجك بالقليل، فإن كرهت منه خلقا فقد أحببت منه أخلاقا أخرى، فلا تعرف قيمة الشيء الا بعد فقده.!