فيس بوك
مكاتب الإصلاح بالمحافظات: برحيل الشيخ الزنداني خسرت اليمن قامة وطنية وداعية صادقاً
الجرادي: الشيخ الزنداني صاحب مدرسة إحيائية وكل أعماله ضمن المشروعية الدستورية والمظلة الوطنية.
قيادات الدولة تعزي في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بمناقبه وأدواره في مختلف المحطات
العديني: الزنداني أحد مؤسسي الجمهورية الكبار وحامل مشعل الحقيقة
أمين عام حزب البعث يعزي الإصلاح في وفاة الشيخ الزنداني ويعتبره رمزاً للصمود الوطني
حزب الرشاد يعزي في وفاة الشيخ الزنداني عضو الهيئة العليا للإصلاح
رئاسة الجمهورية تنعى الشيخ الزنداني وتشيد بدوره في مقارعة الإمامة وخدمة الدعوة
الإصلاح ينعى الشيخ الجليل عبد المجيد الزنداني ويشيد بأدواره الوطنية الخالدة
سيرة من وهج إمام العلماء وشيخ الدعاة الشيخ عبدالمجيد الزنداني
الأفكار مهمّة، واختبارها في الواقع هو ما يحدّد درجة مصداقيّتها، واستقبال نتائج التجربة، وإعادة التفكير لإنتاج حلّ جديد، ورؤية جديدة إن احتاج الأمر، هو ما يحدّد درجة نضج الأفراد والمجتمعات، وهو كلام - برغم بساطته وبداهته بين البشر- لكنّه يظلّ مستغلقاً في مجتمعاتنا العربيّة، وبين شبابنا، فنحن في الغالب نفكّر بمعزل عن الواقع، بل نخاف أن ننظر إليه، ربّما لأنّه يحمل معه أخباراً لا نريد اعتبارها، أو نعجز عن التفكير في ضوئها.
الذي أثار عندي الموضوع استمرار طرح سؤال: الوحدة العربيّة والإسلاميّة، ليس لأنّه سؤال مستنكر، ولكن لأنّ استمرار طرحه يتمّ بمعزل عن كلّ الواقع المصاحب للتجربة التاريخيّة ومعطياتها، والتجربة المعاصرة ومعطياتها، فتاريخيّاً شملت الانقسامات والصراعات الصدر الأوّل والدولة الأمويّة والعباسيّة، ولَم تستقرّ الدويلات التي ولدت تحت مسمّاها، وفِي العصر الحديث لم توحّد القوميّة العربيّة الأحزاب القوميّة، ناهيك عن الدول العربيّة، ولَم تنجح الحركات الإسلاميّة في التوحيد فيما بينها، ناهيك عن توحيد الدول الاسلاميّة، ذلك كلّه حيّ مشهود، ولو كان لنا اتصال حقيقيّ، وجدل مع الواقع، فلربّما تغير السؤال برمّته! مستويات التقارب والتباعد المختلفة، يمكن تقسيمها إلى درجات؛ أعلاها الوحدة، وأدنى منها التعاون والتنسيق، وأدنى منها كفّ الأذى، وأكثرها إيلاماً التعاون مع العدو، فماذا يخبرنا الواقع عن الحال، ومستوى التقارب والتباعد اليوم؟.
تشير بعض الدراسات إلى أنّه طرحت في الوطن العربيّ أكثر من ١٠١ مشروع للوحدة، وفشلت كلّها، وهذا ليس غريباً، ولكنّ الغريب أنّها لم تخلّف أسئلة علميّة حول شروط نجاح أَيّ وحدة، بين بُنًى سياسيّة واجتماعيّة واقتصاديّة مختلفة، وفِي وجود نخب سياسيّة واقتصاديّة ومصالح مختلفة ومتباينة، والأدهى من ذلك السطحيّة التي يتمّ بها تناول الموضوع، وتغييب الواقع من أجواء السؤال، عندما يطرح.
إنّ مشروعيّة فكرة الوحدة.. قائمة، لكنّ شروط إنتاجها تبدأ من دراسة الحال القائمة، وما تعطيه من خيارات موضوعيّة، قبل القفز للحديث عن المستوى الأقصى لترجمتها، فمن خلال تقدير المسافة بين الحلم وبين الواقع، تتجلّى حال الرشد، ويمكن بعدها تصويب الفعل نحو حلّ الأشكال الراهنة، بدل التحليق مع أمر لا يدلّنا الواقع على وجود مقدّماته الموضوعيّة.
وهكذا في أسئلتنا الكبرى كلّها، لا بدّ أن نراوح بين الفكرة والواقع، فتغييب ضلع الواقع خبال، وعدم الحوار مع الواقع، من خلال معاودة التفكير في حلول جديدة، واختبارها وإعادة التجربة، عجز وتفريط بأهمّ مصدر للحكمة العمليّة، وهو الواقع.