الإثنين 14-10-2024 21:47:49 م : 11 - ربيع الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار
حتى نخرج من الوهم: صنعاء .. العاصمة المحتلة!(1)
بقلم/ حسين الصوفي
نشر منذ: 7 سنوات و شهر و 6 أيام
الخميس 07 سبتمبر-أيلول 2017 05:13 م
 

حتى نخرج من الوهم:
صنعاء .. العاصمة المحتلة!(1)

في الاونة الأخيرة احتدم الجدل بشدة بين "طرفي الانقلاب"، واشتدت الانظار وتسارعت الاخبار عن قرب نهاية الانقلاب بأن يأكل احدهما الآخر، ودخلت في الخط وسائل اعلام تبيع وهما جديدا وتروج لوضع مختلف، وأمضى اتباع فريق الشرعية ليال بلا نوم يترقبون مصير صالح او شريكه! والكل بات يحلل عن مصير "طرفي الانقلاب" و "شركاء الانقلاب" وحدثت اشتباكات سقط فيها أحد أهم القادة المقربون من المخلوع، وتلاسن "الشريكان" وكاد فتيل الحرب يشتعل، بل قد انطلقت الاسهم من الاقواس ونزفت الدماء، وفجأة يتم توقيع اتفاق ثم يظهر المخلوع بمقابلة منكسر مستكين ذليل بصوت شاحب ، يصف ما يحدث "هرطقات اعلامية" وخلاف بين "مفسبكين" بعد وصفه لخالد الرضي اثناء مراسيم تشييعه بأنه "حمامة سلام" وبعد كلمته التي وصفها اتباعه بأنها "مخيبة للآمال"!
فهل هناك فعلا "طرفي انقلاب" أم هم مقاولي مشروع لا أقل ولا أكثر؟ وهل الحوثي والمخلوع على ما بينهم من عداوة وثأر وحقد دفين يملكون قرار الشراكة وفضها فيما بينهما؟ أم أنهما مجرد أدوات تنفذ ما يطلب منها، مسلوبة الرأي والقرار والمصير؟!
سنحاول أن نضع بين يدي القارئ الكريم حقائق موثقة يمكنه التيقن منها والعودة اليها ليدرك حقيقة ما يدور في صنعاء وطبيعة العلاقة بين "الشريكين" في الظاهر أو "المقاولين" و"الشقاة" كما سيتضح الان.
**
ولا بد من التذكير بأحد أهم قرارات الرئيس هادي في أول مارس من العام ألفين وخمسة عشر؛ يوم أعلن صنعاء "عاصمة محتلة" وهو قرار خطير ويدرك الرئيس هادي ما معنى هذا الاعلان وما تبعاته وما له وما عليه.
وجاءت مبررات اعلان الرئيس بأن هناك وثائق تثبت أن خطة احتلال صنعاء عبر "مقاولي الانقلاب" ،الحوثي والمخلوع، تم انتاجها في بيروت ويشرف عليها مجموعة من الخبراء الايرانيون واللبنانيون بينهم "أبو مصطفى" وهو المعني بالاشراف على الملف الاعلامي والسياسي وصفه محمد العماد رئيس تحرير صحيفة الهوية الحوثية بأنه " اتفه مخبر لبناني" حيث ينتقص من اليمنيين ويشتريهم بثمن بخس، لقد أكد الرئيس أن صنعاء باتت مستباحة من قبل مليشيا طهران وأدواتها في الاحتلال الحوثي والمخلوع.
**
بعد ايام من الانقلاب اعلن الحوثيون بيانا اسموه "الاعلان الدستوري" تم حل مؤسسات الدولة وتعطيل البرلمان، بعدها ظهر الحسيني الخبير الاستراتيجي الايراني على قناة الميادين واصفا لعبد الملك الحوثي ب"سيد الجزيرة العربية"، وأكد بنشوة غامرة "صنعاء هي العاصمة الرابعة التي تسقط في ايدينا"!، لقد كانت تلك اعترافات واضحة أكدتها مليشيا طهران بارتكاب مجموعة من المجازر في مساجد صنعاء، اخطرها تفجير مسجدي بدر والحشوش، وكانت بصمات واضحة وضوح الشمس تدل على الفاعل المجرم وكادت ايران تقول انا هنا وهذه نسخة من بغداد يوم حولتها الى مستعمرة بدأت بتفجير مراقد الشيعة لتصنع لهم مظلومية تبرر قتلهم للشعب العراقي، وكانت البدايات في صنعاء وبغداد متطابقة جدا، وحتى اللحظة لم تعلن مليشا الحوثي والمخلوع نتائج التحقيق في تفجيرات مساجد صنعاء!! فهل الحوثي والمخلوع شريكان في الانقلاب أم مجرد أدوات؟!

**
بعد انطلاق عاصفة الحزم كنت في طريقي الى صنعاء على متن باص قادم من ذمار، وبعد صلاة المغرب وصلنا الى نقطة نقيل يسلح، تعرضنا لتفتيش دقيق جدا لم اشهد مثله منذ سنوات، وبعد توقفنا لنحو نصف ساعة تحرك الباص الذي كان يقلنا، وبعد مسافة قصيرة عند ثاني منعطف وجدنا مجموعة اطقم تابعة لقوات المخلوع، اوقفوا كل السيارات في الاتجاهين حتى امتدت السيارات على طول الطريق وحدث زحام كثيف جدا، كنت اخرجت رأسي من نافذة الباص والقلق يساورني خشية من تفتيش جديد، حاولت أن اتسلل لأنتهز فرصة للهروب والعودة الى ذمار، كان الوضع مخيف جدا، سألنا عن السبب فقال احد الجنود أن سكان المنطقة متجمهرين يحتجون على القصف!، سكت ثم سمحوا لنا بالعبور وكان الزحام شديد للغاية، وكانت المفاجأة التي لم تفارقني حتى اللحظة ومن حينها تيقنت أن اليمن ستدخل حمام دماء نازف، ذلك أننا أدركنا سبب الزحمة والتفتيش، عندما اقتربنا من حافلات نقل دولي عددها اربعة باصات واما ركابها فكانوا يصعدون الى الباصات بعد انتشارهم بين كثافة الزحام التي افتعلها الجنود التابعون للمخلوع، وعند محاذاتنا لهم سمعنا صوت احدهم ينادي: "أبو علي .. وينك يا زلمة" بلهجة لبنانية او شامية واضحة كما تستمع لمذيعي اذاعة نجل صالح في صنعاء!
كتبت ذلك حينها في وعرفت أن قوات المخلوع اتخذتنا دروعا بشرية وصنعت الزحمة الخانقة والكثيفة من المواطنين اليمنيين من نساء واطفال ومسافرون حماية ومخدعا للمليشيا اللبنانية المحتلة التي تدرب المليشيا الحوثية على قتل اليمنيين وتدمير وتفجير بلادهم ومساجدهم ودولتهم وهويتهم!.
فهل الحوثي والمخلوع شريكين في مشروع أم مجرد أدوات؟!
سنستكمل في الجزء الثاني من هذه المادة عبر استعراض دور نصر الله اللبناني وعلاقته بيحيى صالح واتصالاته وتدريبه لعلي البخيتي وامثاله ودوره في ادارة مليشيا طهران في المنطقة العربية استشهادا بمذكرات "رسائل الاسماك" للهالك العميد حسين همداني نائب قائد الحرس الثوري الايراني والذي قتل في سوريا العام الماضي.
هناك حقائق يجب أن ندركها حول المخلوع والحوثي ودورهما في ادارة الاحتلال الفارسي لصنعاء!
يتبع ..