الجمعة 29-03-2024 11:33:34 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار
الســـنن المــخـــذولـة.. مقاربة استكشافية لعوامل الانحطاط وتدمير الانسان في حياة المسلمين  
بقلم/ عبدالعزيز العسالي
نشر منذ: 6 سنوات و شهرين و 7 أيام
الجمعة 19 يناير-كانون الثاني 2018 06:17 م
      

تمهيد:

- الجرح المتقيح والعلة القاتلة في موروثنا الفكري السياسي والذي اثر سلبا على المستوى العقدي والتشريعي والتزكوي كان ولا زال يمثل عائقاً كبيرا بل اعتلالا، وصل بالامة حد الكساح عقديا، تشريعيا، تزكويا، كساح أفقدها التوازن فتعثرت الامة وسقطت في هوة سحيقة على المستوى السياسي .. وهذه شَكوة رددها عقلاء المسلمين منذ قرن ونصف تقريبًا بصيغ مختلفة، وفي هذه السطور نود الحديث حول الســنن المخذولة في الزاوية ذاتها ــ الاجتماع السياسي ــ كونها انعكست على بقية جوانب حياة المسلمين في الماضي والواقع المعاش؛ ذلك ان السياسة حسب د/ نصر محمد عارف اخترقت وسيطرت على كل العلوم بلا استثناء موجهةً اياها لخدمة السياسة.

 

- السنن المخذولة: هذا المفهوم الكبير قاله المفكر الجزائري مالك بن نبي -رحمه الله- في كتابه مشكلة الافكار.

- كما انه قد سبق الى تناول هذا الموضوع الدكتور فؤاد البنا قبل عقد من الزمن حيث قدم للمكتبة الاسلامية كتابه الرائع (انتقام الافكار) بذل فيه جهدا مشكورا تمثل في تفكيك المفهوم الآنف، واجاد توظيف المعلومة وتبسيطها للقارئ ، وكتاب /د ـ البناء مكملا لكتاب مشكلة الافكار بل هو ايضاح وبلورة لغوامض افكار مالك بن نبي.

 

 دور كاتب هذه السطور:

 - تجنبا للاطالة اولا: وبما يناسب المساحة في هذه الوسيلة الاتصالية ثانيا: سيتم افتطاف اهم النقاط ذات العلاقة النظرية في موروثنا الفكري السياسي من ثلاث زوايا.

زواية الفكر العقدي، زواية التاصيل التشريعي، زواية التزكية، محاولا الإيجاز قدر الإمكان معتذرا عن عدم تسلسل وترابط عناصر الموضوع ـ ذلك ان التناول كان اقرب الي التسلسل التاريخي.

وقبل هذا وذاك: فان هدف الكاتب يمثّل دعوة للمهتمين ان يقدموا ما لديهم حول هذا الموضوع الحيوي الهام.

 

      السـنـن المــخـذولـة

       مـتـى ... وكـيـف؟

 

 - خـذلـت السـنـن: يوم وئدت التجربة الراشدية التي جسدت حق الامة في اختيار الحاكم ، ولم يمر سوى ربع قرن من الزمن بعد الفترة الراشدية حتى ظهرت الروايات تعطي قريشا الحق الإلهي في الحكم ما بقي في الناس اثنان! وحسب شيخ الاسلام ابن تيمية: ان ماصدر من بلاغ من الخلفاء الراشدين في قضايا التشريع واخذ الناس عنهم صار اجماعا عمليا فهو معتمد بصورة اقوى من روايات جاءت عن صغار الصحابة.

 

خذلت السـنـن

 يوم قال الحاكم انه مفتاح خزائن الله، والله ان شاء ان يعطيكم أمرني بفتح الخزائن الخ قوله ـ ولم يجد مجتمعا يقول لاااااا.

نعم اعترض افراد فكانت اوسمة التبديع والتضليل جاهزةً اسرع الي المعترضين وبعد ما عرفهم المجتمع بالصلاح والطهر والزهد انقلب الامر فا صبحوا رؤوساً في البدعة!

وفي ذات الوقت كانت بدعة المتسلط : دينا مقدسا ومعتقَداً للساسة ومن دار في فلكهم بل وتقليدا متبعا حتى اللحظة.

 

 خذلت السـنـن 

  يوم تحول صراع اولاد العم على السياسة الى معتقد تتوارثه الاجيال على انه دين الله وشرعه!

 

خذلت السـنـن

 يوم اخترق الفعل السياسي المجال العقدي فالصق تنصيب الحاكم بجناب العقيد ة جاعلا من عدم المبايعة خلعا لربقة الاسلام وميتة جاهلية، وهذا شيء مبتدع لم يكن معروفا في العهد الراشدي .

 

 خذلت السـنـن

  يوم ان تعصب الحاكم لقريش فتعصب المعارض ولكن لمن؟ تعصب لقريش ايضا، ولكن بصورة اضيق للبطنين!!

وتعصب ثالث للعباسيين!!

 

خذلت السنن 

 عندما قيل ان بدعة الحاكم السياسي مغفورة ، واجتهاد الفقيه في فهم النص ـــ بغض النظر عن قربه من الحقيقة ـــ فهو مبتدع زائغ طالما وهو يواجه بدعة الحاكم!

 

خذلت السـنـن

 عندما تبلور مصطلح ـ الحل والعقد ـ ليصب في صالح الحاكم ـ وتجلى التعريف بانهم اهل الشوكة! فكانت الشوكة: سكاكين وشظايا زجاج ـــ شجى في حنجرة المجتمع كونها اثمرت بل فتحت الباب ل(حكم المتغلب)

وهنا هرعت الفتوى معالجةً موقف الطوارئ ـ فتوى طوارئ ــ حسب د ـ فؤاد البنا ــ غيرأن فتوى الطوارئ تحولت اصلا يبنى عليه تكريسا لها

فتحولت الفتوى الى جاذب سلبي وبطبيعة الحال جذبت كل قول وتصرف يخدم المتغلب!

ــ لم يقف الامر عند هذا الحد بل وصل الى حد الغرابة تمثل في ظهورمعتقد يفيد أن من التزم هذا المعتقد هو من اهل السنة والجماعة ــ سني متقي صاااالح ـ هذا المسلم السني لابد ان يكون شعاره في حالة ما اذا سمع بحرب صراع على السلطة: فعليه ان يبيت على فراشه وهو يقول: اللهم من اصبح متغلبا فاشهدك أني قد بايعته!

وما لم يشهد الله فليعلمَ ان الجاهلية قد لحقت بمعتقده؟!

فأي خذلان للسنن اكثر من هذا الذي وصل الي الشخص العادي ثم اي امتهان للعقول بعد هذا الامتهان؟ وهل المتغلب منتظر هذه البيعة السخيفة؟

 

ــ خذلت السـنـن:

عندما تم تحريم الفلسفة في الجانب الدنيوي ـ قياسا على تحريم الفلسفة في العقيدة ولأن السياسة ــ تنصيب الحاكم ــ كانت قد زج بها وإلصاقها بالعقيدة عند الشيعة والسنة على السواء فالنتيجة تحريم الفلسفة

وكان هدا التحريم المركْب قد اصاب النظرية السياسية في مقتل، وياليت الامر توقف هاهنا وانما دخلت كل البدع على العقيدة، الا السياسة فقد ظلت مقدسة!

 

خذلت السـنـن

في الوسط السني عندما ترسخ مفهوم مفاده: اذا سمعت الرجل ينتقد الحاكم فاعلم انه صاحب بدعة! نعم ـ ـ نقد فقط وماذا عن الدعوة الى رفض الظلم؟! الجواب جاهز مخالف للاجماع ومخالفة الاجماع كفر!!

كفر هكذا مرة واحدة؟! كيف كفر وها هو الخليفة الرشد عثمان يجلس مع البغاة وسمع لهم واثنى عليهم بانهم خيرة الشباب كونهم آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر؟ هاهم اهل الشام بقيادة معاوية ومعه صحابة رفضوا بيعة علي وووو الخ، وما سمعنا الخليفة يقول كفر ووو، وهذا الحسين يخرج وهذا سعيد بن جبير وعلماء الكوفة!!

هنا ياتي جواب في غاية الغرابة:

هؤلاء ليسوا في عداد الاجماع!!

 

خذلت السـنـن

 عندما تم شرعنة اطلاق يد الحاكم في المال العام ــ دونما اي سقف محدد وان الحاكم مهما سرق ونهب واستغل واختلس بيت المال لا عقوبة عليه لان هناك شبهة وهي شبهة العطاء المقرر للحاكم؟ ياسلام اين كان هذا الفقه غائبا عن الصديق الذي اتجه الى السوق ثاني يوم بيعته ولم يجرؤ ان يمده الي بيت المال فيرده عمر ويجمع الصحابة ليقرروا للصديق راتبا يوميا حتى يتفرغ لأمر المسلمين، وهذا عمر يقول: انا مع بيت المال كالوصي على اليتيم ان احتاج اكل بالمعروف وان استغنى عف.

  كثيييرة هي المواقف الخاذلة للسنن!

 

خذلت السـنـن

 اكثر: عندما قيل ان اهل الحل والعقد يعيِّنهم الحاكم!

يا عجائب الالغاز! كيف؟ ولمن الاسبقية هل الحاكم سابق ام اهل الحل والعقد؟ أمنيتنا ان نسمع حلا لهذا اللغز؟

 

 ــ غير ان الاسوأ هو ان ما سبق من العبث تحول الى معتقد ديني; كون الطغيان المستنير قد اسس بنيان طغيانه على مصدر تشريعي ــ السنة النبوية ـ روايات برزت لم يعلمها الخلفاء الراشدون ــ حسب قول ابن تيمية الوارد اعلاه.

  

  السـنـن المخذولة من جهة التاصيل التشريعي:

 

 الانحرافات السياسية التي الصقت نفسها بالعقيدة انعكست علي جانب التاصيل التشريعي!

كان المؤمل ان مرحلة الانحراف السياسي لن تعدِّي سوى مرحلة معينة وسيتم الانتقال الى الأفضل لكن الذي حصل هو استمرار الانحراف السياسي فجا التأصيل التشريعي ليضفي الشرعية على الواقع.

وهنا تم التحكّم بالعقلية التقنينية ــ الفقهية ـ وسيطال التحكم آليا فقه الفروع وصولا الى اصغر وحدة اجتماعيه هي الفرد!

ــ لقد كان التأصيل التشريعي اقرب الي التبرير متناسيا تماما اصول سنن الاجتماع التي تضمنها القرآن.

 ــ خذلت السـنـن: عندما تجاهل التاصيل اعظم مبدأ في سنن الاجتماع ــ مبدأ الشورى.

 ــ فلم يتساءل رواد التاصيل ولو سؤالا واحدا:

 لماذا نزلت سورة الشورى متضمنة هذا المبدا العظيم في العهد المكي في الوقت الذي لم يشرع فيه تفاصيل الصلاة والزكاة والصوم والحج؟

هل كان النسخ حاضرا في العقلية التاصيلية؟ ربما!

وهنا تم تقزيم هذا المبدا العظيم الناظم للعلاقة بين الحاكم والمحكوم ـ فتمت زحلقة هذا المبدا من مكانه العتيد بين سنن الاجتماع الى مكان لا علاقة له به لا من قريب ولا من بعيد.

فتم تسكين مبدا الشورى مع جزئيات الفقه ــ بانه من المندوب ــ شأنه شأن المضمضة والاستنشاق بل الى ما هو اكثر ضياعا وابعد عن الجزئيات ـ ـ حيث تم اختيار مفرد باهت لاوجودله في قاموس المصطلح الفقهي انه مفرد (مُعْلِمَةٌ) ايش معلمة!!ماذا يعني هذا المصطلح? خلاص معلمة وبس ـ ياقوم لاوجود لمفرد معلمة بين الاحكام التكليفية الخمسة?

الجواب هذا اتهام للعلماء!!

لا مُبالغة في القول: ان ابليس قد وقف مشدوها ازاء الحصار السياسي للعقل التاصيلي حتى سلك هذا الطريق !

لقد كان الطغيان في غاية المهارة حيث لم يجرؤ على الغاء الشورى وياليته الغاها حيث كان سيلاقي اعتراضا قويا ولو بنسبة30% لكنه زحلقها فقزمها وهو في الحقيقة قد دفنها هل كان هذا اول موقف في تحريف الكلم عن مواضعه؟

 

خذلت السـنـن

 يوم دخلت علينا ثقافة لقيطة ــ كسروية قيصرية ـ وكرست التوريث وولاية العهد، امور لا وجود لها في ثقافتنا، لكن التاصيل لم يعدم ما يقول فأوجد لها تاصيلا الصقه بالصديق ــ ظلما ــ انه شرع ولاية العهد ولا غرابة هنا فقد فعلت السياسة ما هو اكبر ــ قرشية الحكم وبطنية الحكم والأئمة بعدي اثني عشر ــ كما في البخاري ـ والخلافة في ولدك ياعباس، وايضا المهدي فاطمي تارة وتارة عباسي، وهلم جرا.

فإلصاق ولاية العهد بالصديق اهون بكثييير من الكذب على سيد البشرية!

 

   ــ خذلت الســـنــن :

 يوم وضع هذا التاصيل -ارجوك اخي القارئ تأمل جناية السياسة على الدين والتشريع ـ رجاااااء تامل:

القرآن مصدر التشريع:

السـنـة قاضية علي القرآن أو مقيدة له، وهذا الاخير اخف من سابقه ـ

ضع يد ك على قلبك واقرأ: الاجماع مقدم على القرآن والسنة

لأنهما يٌنسخان ويؤوّلان والاجماع لا يٌنسخ ولا يؤوّل!

ورأي الحاكم او نائبه مقدم على غيره! ايش غيره؟! مقدم على الإجماع الذي لا يٌنسخ ولايُؤوّل! اللهم انا نبرأ اليك من هذا الصنيع!

 ــ حاول الشيخ محمد الغزالي رفض هذا الكلام في كتابه دستور الوحدة الثقافية وقد اجاد في عبارته الشجاعة المألوفة ذات القوة.

ــ الفقيه القرضاوي في كتابه السياسة الشرعية كان حديثه في الكتاب حول هذا التاصيل ـ وحاول بتفصيلاته الجميلة ان يقدم كعادته ما هو صواب.

ــ اما القول بخلود الاجماع ونسخ الكتاب والسنة فهو موجود في منهج البحث في الفقه الاسلامي كتاب مقرر على طلاب الدكتوراه في جامعة عربية ذات شأن الامر الذي يعطينا مؤشرا ان خذلان السنن مازال ينتج ذاته!

 

    خذلت الســنــن:

 

جاء في تاصيل طال تحريف مقاصد الرسول (ص) خلاصته: فعل الرسول ليس بحجة والحجة هي اقواله فقط اما افعاله فقد مثّلوا لها بمثال لا يقل حصارا عما سبق صادر عن السياسة ايضا، لقد حوصر فعل الرسول بالمثال ــ زواجه بتسع زوجات وركعتين بعد الوتر هذه خصوصيات ـ ولا يجوز لنا الاقتداء بفعله هنا.. سيقال هناك خلاف فقهي حول هذه النقطة

الجواب الخلاف وارد وسارٍ في الامور غير السياسية اما السياسة فقد غدا المساس بها مساسا بالعقيدة التي يدين الجميع بها لله، وكل شيء انتهى هنا، وما ترك الاول للآخر شيئا..هكذا قطع الطريق التفكير، متناسين ان الصواب هو: كم ترك الاول للآخر?!

ولكن سيف الظلم المقدس لا و لم ولن يقبل الخُرْسُ هو القانون الأسلم لمن هو بعيد اما العائش في البلاط فالامر واضح!

 

 السـنـن المخذولة في الجانب التزكوي

خذلت سنن الاجتماع السياسي التي شرعها الله وامر بها ومارسها الرسول (ص).

خذلت بالتنظير التزكوي،  كما خذلت بالتنظير العقدي والتاصيل التشريعي، والحديث طويل حول نشأة التزكية الصوفية والتي تأثرت بالظروف ذاتها من اواخر القرن الثالث وما بعده.

انني هنا ادعو القارئ الى أن يقرأ معي القول التالي:

ــ الطبيعة ميدان كوارث الخالق ــ صواعق اعاصير امطار جارفة قحط الخ ـ

ــ الانسان ميدان كوارث الحاكم ـ قتل، سجن، تشريد، صلب، تعزير، جلد، نهب، مصادرة، هتك، سبي، تدمير.

وبما انه لا اعتراض علي كوارث الخالق في ملكه فكذلك لا اعتراض على السلطان الظالم في ميدان الانسانية؛ فالظالم سوط الله!! والإعتراض هنا هو في الحقيقة قلة ادب مع الله!!

لا أحب المزيد اكتفاء بهذا، وأحيل القارئ :الى كتاب المقاصد والوساطة ـ د ـ عبدالمجيد الصغير ـ جامعة محمد الخامس ـ اطروحة د كتوراه ـ والكاتب قد اصّل وانتقد واجاد.

باختصار

 ــ لم يعدم التزكويُّون مستندا فقد قوّلوا من لم يقل؛ فالصحابة الذين اعتزلوا الفتنة في نظر هؤلاء كانوا صوفية وانهم قد اخذوا هذا عن الرسول (ص)!?

 

وفي القرن الرابع ظهرت فكرة المرقعات ــ نياشين التصوف وصدر المرسوم السياسي بعد اغلاق الاجتهاد ان لا قبول لفقيه مالم يحمل الشهادة ــ المرقعة الصوفية من التكأة (الزاوية الصوفية)، والزاوية الصوفية كغيرها.

ففي البداية تربع عليها علماء عارفون لكن التوريث طالها بمباركة التوريث السياسي ـ وتكاملت الحلقات.

الخلاصة:

تشريعنا السياسي منتسب الي جدٍ مزوّر ـ حسب د الجابري رحمه الله ـ مسبغا على نسبه المزور اموراٌ ــ غلافا اسلاميا والإسلام بريء مما سبق، وحاشا!

 

 الواقع المعاش:

 

خذلان السـنـن مستمر في الجانب السياسي وغيره بسبب الاجترار للماضي اجترار بلاوعي او تفريق بين المنهج والتطبيق التاريخي؛ فالتطبيقات ــ فتاوى الطوارئ حاضرة بقوة ضاربةً بمنهج المقاصد عرض الحائط ولم تكتف بهذا بل وجهت الاتهام مباشرة الى المقاصد بانها ضد النصوص وحاشا، واصحاب هذا الاتهام لم يكلفوا انفسهم بالنظر المنصف او ربما لم يريدوا ذلك ولو فعلوا لوجدوا ان المقاصد قائمة على عشرات الادلة ان لم تكن المئات ــ حسب علماء الاصول المقاصدية اما النصوص الجزئية فستظل نصوصا صحيحة لكنها اقل قوة فالدليل المقاصدي القائم على عشرات الأدلة، وعليه فالترجيح هنا ياتي من باب تقديم الأقوى على القوي، وهذا منهج سائر الفقهاء ــ محدثين وغيرهم، لكن الاصابع الخفية تجيد العزف للنظر الفقهي السطحي ولها من وراء هذا العزف هداف كثيرة اهمها:

ان المقاصد ستعيد الشورى الى مكانها العتيد ـ سنـن الاجماع ــ وهذا لن يخدم المستبدين.

الخلاصة:

ما لم يتم تفعيل منهج الفقه المقاصدي فستظل سـنـن الاجتماع مخذولة وسيظل الانحطاط ملازما لأمتنا الراسفة الرازحة تحت نيره، وسيبقى تدمير الانسان ملازما للمجتمع المسلم، وستظل الأمة عابدة لفرعون وكسرى وقيصر عابدة سياسيا وإن خدعت نفسها انها تعبد الله!