فيس بوك
إصلاح أمانة العاصمة: اختطاف العودي ورفيقيه تعبير عن هلع مليشيا الحوثي وسعي لكسر الإرادة
محاكم الرعب الحوثية.. التنكيل والعنف ضد المواطنين باسم القانون
ناطق الإصلاح: حملة الاختطافات الحوثية استهداف مباشر للناس وحقوقهم في بيئة قائمة على الترهيب
استهداف العلماء والمساجد.. كيف تسعى مليشيا الحوثي لإعادة هندسة المجتمع طائفيًا؟
الدكتور عبد الله العليمي يندد بالانتهاكات الحوثية ويدعو إلى ضمان سلامة العاملين الإنسانيين
التكتل الوطني يستنكر بشدة استضافة المؤتمر القومي العربي للإرهابي الحوثي
الإصلاح.. قوة سياسية واجتماعية تخشاها مليشيا الإرهاب الحوثية
شحنات الموت الإيراني.. تهريب السلاح للحوثيين وخطره على أمن اليمن والخليج
الإصلاح يستهجن اتهامات مركز صنعاء التحريضية ضد الحزب ويدعوهم للنأي عن حملات الاستقطاب
من عاش للناس فقد أضاف أعمارا إلى عمره، وهكذا هو فقيد الوطن الشاعر الثائر فؤاد الحميري، رحمه الله، الذي ظل آسرا لأفئدة كل من عرفه ومن أول لقاء معه، بابتسامة وتواضع تعامل مع كل من التقاه، لكنه المبهر والمدهش حينما كان يبدأ في الكلام إذ تمتزج الثقة والصدق والبلاغة في أطروحاته، فكان بحق فارسا في الثقافة، وفارسا في الخلق، وفارسا في ميدان الأدب وساحات النضال، سلاحه قوة الحجة والبرهان والإخلاص في القول والعمل، فكانت هذه وغيرها من مناقب الفقيد ومميزاته وقود فكره المتوهج، فحمل بجدارة مشاعل الوعي والتنوير، مساندا بشجاعة للمظلومين والمكلومين، ومناهضا بصلابة لكل أشكال الظلم والجور والعنصرية.
الفقيد الملهَم والملهِم الحميري، شخصية استثنائية جمعتني به مواقف عديدة في ساحة التغيير في صنعاء عام 2011، جمعنا سكن واحد، عشنا سويا، كما أتذكر من قصائده الوطنية الغامرة بالبعد الوطني والإنساني قصيدة "جمهورية إنسان"، وهي الأنشودة الوطنية البديعة التي أنشدها الفنانان بلال الأغبري وساري الأغبري، رحمه الله، وكلماتها تملأ النفوس فخرا وإباء، وتعبر عن عظمة الجمهورية التي ناضل الفقيد من أجل الدفاع عنها حتى آخر رمق.
عرفته المناضل الذي لا يلين عزمه، المسكون بحب اليمن والطامح لمستقبل أفضل لليمنيين، فكان الصوت الأكثر تعبيرا عن المواطنين وهمومهم وأحلامهم، حين اجتمعوا بكل فئاتهم وشرائحهم بحثا عن غد أجمل يتشكل رغم المحن والمعوقات مع كل خطوة يخطوها اليمانيون في أوقات السلم، وفي المعركة الوطنية في ساحات الجمهورية في مواجهة مخلفات الإمامة والكهنوت.
عرفته قائدا لمعركة الوعي، بشعره ونثره البديع، وخطبه القوية التي حملت قضايا الناس، ومواقفه المبدئية التي لامست شغاف القلوب وسكنت وجدان كل أحرار اليمن، فكانت سهاما من الطغيان والكهنوت تنتقم، ودرعا يحمي الوعي الجمعي للمجتمع من كل محاولات التزييف وتمجيد الباطل وزخرفة المشروع الإمامي الطائفي الكهنوتي.
عرفت فيه حماسة الثائر، وإقدام الشاب الفتي، ونضج السياسي، ووعي المثقف، ورجاحة الحكيم، وقوة المخلص لدينه ووطنه وأمته، وثبات المناضل لأجل عزة الوطن ورفعته، وأخلاق الرجل النبيل في الاتفاق والاختلاف، وقلما تجتمع هذه في إنسان.
فرض احترامه على من يتفق معه في الرأي أو يختلف، برجاحة عقله، وقوة منطقه، وأدب حواره، وصدق توجهه النابع من الأهداف الوطنية التي حملها مع رفاق دربه في التجمع اليمني للإصلاح وكافة أحرار الوطن، وكذا من إيمانه بقضايا أمته وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي كان لها نصيب من إنتاجه الأدبي والثقافي.
غادر فقيد الوطن فؤاد الحميري، الدنيا جسدا، في ريعان شبابه، لكنه سيبقى منارة للأحرار، وسيظل فكره وأدبه ورصيده الثقافي والنضالي يتردد في حلقات الزمن يتذكره اليمنيون جيلا بعد جيل، مر من هنا طيف شخصية استثنائية فريدة وهذا أثره المحمود، ستظل يا فؤاد في أفئدتنا الملهَم والملهِم وصاحب الأثر الذي لا يمحى.