فيس بوك
إصلاح أمانة العاصمة ينعى الإعلامي والتربوي أحمد الشرف ويشيد بعطائه
إصلاح المهرة يطرح رؤية لمعالجة أزمة الكهرباء ويهنئ أبناء اليمن بعيد الأضحى ويدعو إلى تعزيز وحدة الصف
الجرادي: القوة وحدها بمعزل عن العدالة وكرامة الناس من موجبات السقوط والفشل
في ندوة لإصلاح الحديدة: الوحدة الوطنية الضامن الوحيد لهزيمة الانقلاب الحوثي ومشروع إيران في اليمن
الآنسي يعزي في وفاة القيادي بإصلاح ذمار زايد حُمادي ويشيد بمناقبه
إصلاح ذمار ينعى رئيس هيئته القضائية وأحد مؤسسي الحزب بالمحافظة الدكتور زايد حُمادي
"لقد زرت الرياض قبل عدة أشهر، والتقيت ولي العهد الأمير محمد ابن سلمان، ووعدني ببذل وسعه لإزالة العقوبات عن سوريا، ورأيت في عينيه وفي عيون شعبه حبه الكبير لسوريا ونظرة ثاقبة لمستقبلها الاقتصادي.
وإنني اليوم؛ لا أحتفل برفع العقوبات عن سوريا فحسب، ففرحتنا تكمن في الأخوة الصادقة، وعودة المشاعر الجياشة بين شعوب المنطقة، وأمرائها وملوكها ورؤسائها، فإن وحدة القرار والتوجه، لا يخيبها الله، فقد صدق الأمير محمد ابن سلمان، فيما وعد به"
ما سبق اقتباس من خطاب ألقاه الرئيس السوري أحمد الشرع مساء اليوم، حاول أن يوجز فيه الكثير عن رؤية سعودية تقود تحولا إقليميا استراتيجيا في المنطقة، إذ لم تكن لحظة الإعلان عن رفع العقوبات، وفرحة الشعب السوري ومعه الشعوب العربية وكل شعوب العالم التي كانت شاهدة على مأساته لسنوات، إلا تتويجا لجهود صامتة وجبارة بذلها ولي العهد السعودي طوال الأشهر الماضية لإزالة آثار الجلطة التي سدت شرايين الحياة في عاصمة الياسمين، دمشق التي تواطأ الغرباء على تغييبها عن محيطها العربي لعقود، دمشق التي نعاها نزار قباني يوما بالقول:
ما للعروبـة تبدو مثل أرملةٍ؟
أليس في كتب التاريخ أفراح؟
وكيف نكتب والأقفال في فمنا؟
وكل ثانيـةٍ يأتيـك سـفاح؟
ها هي اليوم تعود، والرياض تقود زمنا عربيا جديدا، أسقطت الأقفال، وسقط معه الوهم الإيراني بأن التشيع المليشياوي المسلح يمكن أن يكون بديلا عن الدولة، وسقطت أيضا أكذوبة إسرائيل بأن الحلول تبدأ وتنتهي في تل أبيب، وما من أرامل في هذا المشهد سوى أرامل قاسم سليماني.
لحظة تاريخية احتشدت فيها الشعوب العربية طواعية خلف قائد فضل أن يترك الأفعال الصادقة لتفصح عن نفسها، بينما انشغلت إسرائيل والحوثي بتقاسم القلق، وشن حملة إعلامية متزامنة ضد المملكة العربية السعودية وقيادتها بمفردات خطاب شبه موحد يكشف الكثير عن طبيعة التقاطعات الجوهرية بين مشروعي الاصطفاء السلالي المزعوم والتمييز العنصري وما يحملانه من شر للشعوب العربية.
موقف حوثي إسرائيل مشترك من رؤية سعودية جديدة للمنطقة، رؤية بقواعد مختلفة: ترحيل الأزمات بدلا من إدارتها، وقطع الطريق على الصراعات والإصطفافات المدمرة، والانطلاق نحو مشاريع تنموية واقتصادية كبرى تحقق الاستقرار والازدهار لكل شعوب المنطقة، بما في ذلك الشعب الإيراني الذي ما زال يحكمه نظام يعمل مع إسرائيل كمحور مضاد لإبقاء المنطقة في دوامة من الفوضى والملشنة، وتعطيل عبور شعوبها إلى المستقبل الذي تستحقه.
تحول آن أوانه، وإن استعصى عليك فهمه من خلال ما أسفرت عنه القمة الأمريكية الخليجية، فإليك خلفية قصيرة تساعدك على الفهم:
شهدت العلاقات العربية الأمريكية أدنى مستوى لها في العام 2001م فكلفنا ذلك الكثير، وكانت واحدة من أبرز نتائجها الفعلية تمكين إيران من أربع عواصم عربية، وزيادة وتيرة أعمال الاحتلال الصهيوني في فلسطين.
ومؤخرا، وبالتزامن مع التحضير للقمة الخليجية الأمريكية، ظهرت نقاشات إسرائيلية على مستوى رفيع تبحث مسألة تقليل الاعتماد على أمريكا.
يعرف الاحتلال الإسرائيلي أن ما سيحدث في الرياض، سينقل العلاقات العربية الأمريكية إلى مستوى لا تريده، فعلى الرغم من أن أفضل وضع لحكومة نتنياهو كان في ولاية ترامب الأولى، هي اليوم؛ بعد قمة الرياض تمر بأسوأ حالاتها.
هذا الحضور العربي الذي يقوده ولي العهد السعودي له انعكاسات على مستوى التحالفات ويؤثر في الرؤية الأمريكية للمصالح، ويفرض مسار عربي استراتيجي جديد للضغط على الاحتلال.
فالمواطن الأمريكي بات اليوم يشعر أنه يتحمل تبعات دعم بلاده لإسرائيل دون مردود حقيقي سوى مشاكل بالإمكان استبدالها بشراكات واستثمارات تخدم الشعوب العربية وتحقق الاستقرار فيها، وتحقق للأمريكي مصلحته بمعزل عن حرائق إسرائيل وطهران ومليشياتها.
هذه المقارنة لم تكن موجودة قبل القمة الخليجية الأمريكية، لكنها اليوم صارت واقع، ويتحدث عنها الإسرائيليون بوصفها إيذان بفصل سيء من العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وصار نتنياهو يلمس نتائج هذا المتغير الجديد على مستوى تآكل شعبيته الداخلية، وسيكون لذلك آثار إيجابية على القضية الفلسطينية.
حقق ولي العهد السعودي في القمة الأمريكية الخليجية انجاز للشعب السوري، والكثير من الانجازات للشعب السعودي، ومهد الطريق لإنجازات أخرى لشعوب المنطقة، وهناك طرفان رئيسيان يتضرران من أي انجاز للشعوب العربية، إيران وإسرائيل، ثلاثة عقود من التناوب والتخادم والتآمر على شعوب المنطقة بلغت ذروتها اليوم في الاتفاق الشبه تام على استهداف السعودية اعلاميا، والقلق المشترك مما يحققه ولي العهد السعودي.
ومنذ الأمس، يتداول اعلام الحوثي مقطعا لزعيم الجماعة يتحدث فيه عن الزيارات الرئاسية الأمريكية إلى السعودية بوصفها محطات لامتصاص موارد المملكة، ويضع نفسه موضع المقارنة، ولا يحتاج المرء هنا لشرح سخف هذا الخطاب الميليشاوي الحوثي، فالمتحدث لا يخجل من التباهي بتدمير كل ما يمكن أن يخشى اليمنيون خسارته، ويقدم ذلك بوصفه امتياز يبقيهم أسرى حروب لا نهاية لها.
المليشيا التي تسرق المساعدات الإغاثية وتعتبر المطالبة بالمرتب خيانة وعمالة، تحاضر دولة تضبط إيقاع التوازنات الإقليمية بلا منازع، ولديها رابع أكبر صندوق سيادي في العالم، دولة يعيش فيها المواطن بمتوسط دخل يفوق الكثير من دول أوروبا، والأدهى أن النسبة الأعلى من الحوالات الخارجية للمواطن اليمني في مناطق سيطرة الحوثي، تأتي من السعودية.