فيس بوك
قيادي بإصلاح ذمار: استمرار إخفاء قحطان يعكس مستوى إرهاب مليشيا الحوثي التي تخشى الصوت الوطني
دائرة المرأة بإصلاح ساحل حضرموت تقيم عوادها السنوي بحضور قيادات نسوية
تعز.. قادة الأحزاب والمكونات يدينون الإبادة في غزة ويقرون تنظيم مسيرة تضامنية الأربعاء
رئيس تنفيذي الإصلاح بالمهرة: مواقف قحطان المشرفة عصية على التغيب
بن دغر: قحطان رمز الوطنية الصادقة ورجل التوافق والشراكة والتسامح ويجب إطلاقه فوراً
ناطق الإصلاح: ذكرى اختطاف قحطان في كل عام تكشف زيف الحوثي وتنسف أكاذيبه أمام الفضاء العربي
هيئة المختطفين: مليشيا الحوثي تستخدم قضية قحطان للابتزاز السياسي وتواصل جريمة إخفائه منذ عقد
قبل عشر سنوات، لم تكن لحظة الغياب العنيف مجرد واقعة اختطاف سياسي، بل كانت إعلانا صارخا عن زمن جديد في اليمن، زمن غابت فيه الكلمة بقوة السلاح، وخطفت فيه الرموز الوطنية لأن حضورها يخيف، هكذا اختطفت مليشيات الحوثي القائد محمد قحطان.
لم يكن قحطان رجل حزب فقط، بل كان صوت دولة تبنى بالكلمة، لا تخطف بالبندقية.
مع كل الذين التقيناهم وسمعنا عنه يمكن ان يكون من القلائل الذين اجتمع حولهم المختلفون، واحترم حتى من خصومه.
صوته في ساحات الحوار، وهدوؤه في خضم العواصف، جعلاه رمزا لوطن يبحث عن عقل يطفئ النار لا يؤججها.
اختطفت ميليشيا الحوثي محمد قحطان، وغيبته في سجونها، لا لشيء إلا لأنها تراه أخطر من السلاح، لأنه يملك ما لا تملكه تلك الجماعة، فلديه (الشرعية الأخلاقية، والرصيد الشعبي، والقوة الناعمة) التي تتسلل إلى قلوب اليمنيين جميعا دون حاجز.
إنهم لا يخفون قحطان لأنه متآمر أو مهدد أمني، بل لأنهم يخشونه كفكرة، يخافون منطقه، وقيمته الرمزية، وقدرته على إعادة ضبط البوصلة في وطن مشتت.
هو يمثل الوجه المدني للسياسة اليمنية، ذلك الوجه الذي لا تستطيع الميليشيا أن تقف أمامه طويلا دون أن تنكشف وحشيتها.
عشر سنوات، ومحمد قحطان مغيب قسرا دون أن يُسمح له بزيارة، أو يُكشف عن حاله.
عشر سنوات من الخوف الحوثي من رجل أعزل، لا يملك سوى الكلمة، لكنه يُقلق عروشهم المهزوزة.
لم يكن قحطان خطيبا شعبويا، بل رجل دولةٍ بلغة ناعمة، ومواقف صلبة. في أحلك الظروف، دعا إلى الحوار، وفي ذروة الاستقطاب، حافظ على توازنه، لقد مثل فكرة الاعتدال في زمن لم يعد فيه مكانٌ للعقلاء.
غياب قحطان ليس جرحا لحزبه، بل خسارة لليمن كلها، لطريق كان يمكن أن يجنب البلاد كثيرًا من الدماء والدمار.
واليوم، بعد عقد من الإخفاء، فإن استمراره في طي النسيان هو طعن في قيم العدالة، وامتهان لمشاعر أسرته، ونكسة للضمير الإنساني.
الميليشيا التي تخطف رجال السياسة، تعجز عن بناء وطن، والحوار الذي ينتهي بتغييب فيه رموز كقحطان، يتحول إلى مهزلة لا إلى مخرج، على يد جماعة أشبه بمافيا.
لهذا، فإن ذكرى اختطاف محمد قحطان ليست مناسبة عابرة، بل نداء صريح بأن السلام يبدأ بعودة الأصوات المغيبة، وبالاعتراف بحق اليمنيين في أن يحكمهم العقل لا السلاح.
وإلى أن يعود قحطان حرا، سيبقى صمته شاهدا على خسة الجريمة، وسيبقى حضوره في ذاكرة اليمنيين مقاومة لا تنطفئ.
الحرية لمحمد قحطان.
العار للخاطفين.
والمجد للذين لا يهزمون حتى وهم خلف القضبان.