في ذكرى الاستقلال.. ما الذي اجبر الإحتلال البريطاني على الرحيل ؟
الموضوع: اخبار وتقارير
 


- من الامور المسلمة في الاوساط الفكرية ولدى علماء الاجتماع : أن الدول والحضارات تشيخ وتموت وفقا لسنن الاجتماع .

- الحضارة الاسلامية كغيرها من الحضارات أصابتها الشيخوخة والافول ؛ لأنها نامت وتخلت عن عوامل النهوض ومصادر القوة ، فافترسها عدوها التاريخي وهى تغط في رقادها.. لقد تمددت اوروبا وفي طليعتها - بريطانيا التى وصلت الى جنوب الوطن اليمنى - ثغر عدن لهدف اقتصادي - نهبا واستيلاء على مقدرات وخيرات الوطن جاعلة من اليمن بل والجزيره العربية سوقا لمنتجاتها الصناعية ناهيك عن نهب الاثارو والمخطوطات ونفائس المعادن ، بل والتجارة بالانسان - رقيقا - نموذج افريقيا - كان يخت الملكة فكتوريا محملا بالحرس الملكي هدفهم خطف الافارقة وتكبيلهم بالاغلال ليتم بيعهم هناك فى مناجم الفحم والمعامل !!.. ليس غريبا ان تفتخر اوروبا العجوز بهذا التاريخ الاسود ، لكن المؤسف هو عميان البصائر - من ابناء العرب والمسلمين يلهثون وراء ثقافة اوروبا معتبرين جرائم اوروبا ضد الانسانية قديما وحديثا : وكانها اوسمة ونياشين ؟هذا التعامي جرّ علي امتنا اسوأ انواع الهزائم التى تتجرعها حتى اللحظة !!

- لقد جثم الاحتلال البريطاني الصليبي على جنوب الوطن اليمنى قرابه (١٣٠) عاما .. غير أن الشعب اليمنى كعادته لم يخضع ، فظل مكافحا طوال فترة الاحتلال بصورة متقطعة ، وغير منتظمة .. وفي منتصف اربعينات القرن العشرين - كانت رياح التغيير في العراق وسوريا ولبنان ومصر قد بدأت من الناحية الفكرية والسياسية وصولا الى الكفاح العسكري ضد الاحتلال الاوروبي - فرنسي ، بريطاني ، ايطالي ، بل قامت ثورات في الهند وسنغافورة وغيرهما ضد بريطانيا.
- بطبيعة الحال فإن عوامل التاثير والثاثر حركت الرغبات المكبوتة ، في نفوس اليمنيين التواقة الى الحرية والانعتاق من اسار التخلف والاستبداد الداخلى على مستوى الشطر الشمالي ، والاحتلال البريطاني البغيض .
- وبقيام ثورة مصر ضد الاحتلال البريطاني والمستبد المحلى في آ ن. كانت هذه الثورة عاملا قويا في بعث حراك ثقافي وسياسي في اليمن عموما - وفي عدن خصوصا، وحسب سعيد الجناحى في كتابه الحركه الوطنيه - بلغت الأندية والجمعيات والاتحادات ، والتكتلات ١٤ اتحادا وناد وجمعية
- جاعلين من اهدافهم تحرير جنوب الوطن من الاحتلال ، أما الاندية التى تتخذ من التحرير هدفا فهي كثيرة ، ولايعني ان (بقية ) الانديه لم يكونوا مع التحرير ، بل كان اعضاؤها منخرطين ومؤيدين وداعمين لاهداف التحرر .
فعلى سبيل المثال : كانت حركة القوميين العرب قد تبنت وسيله الكفاح المسلح ضد الاحتلال .
بخلاف جبهة التحرير فقد اتخذت وسيلة الحوار والتفاوض مع الاحتلال وصولا الى خروج الاحتلال من الوطن ـ كانت هذه اهداف القيادة في الحركتين لكن الكثير من اعضاء الحركات كلها كانت مع وسيلة الكفاح المسلح .. والشواهد كثيره ، ومن ابرزها العملية الفدائية الشجاعة في مطار عدن - القنبلة التى القاها الجندي ( خليفة عبدالله حسن ) فأودت بحياة نائب المندوب السامى البريطاني وعدداٍ من الجرحى - هذه العملية الجبارة أفشلت ذهاب وفد السلاطين وعملاء بريطانيا الذي كان متجها الى لندن لمناقشة قيام سلطنات مستقلة ، لكل سلطان سلطنة بعيدة كدولة مستقله منفصله عن الدوله المركزيه التي عاصمتها ( عدن )
ــ وجه الدلالة من العملية الشجاعة ان الفدائي - خليفة عبدالله حسن كان من أعضاء جبهة التحرير التى تبنت وسيلة الحوار والتفاوض!!
مما لاشك فيه ولاريب : ان الجميع كان هدفهم رحيل الاحتلال وان اختلفت الوسائل، عدى التكتل التجاري الاستقراطي صاحب شعار ( عدن للعدنيين ) فهذا التكتل ومعه كبار التجار الاجانب هنود ، ملايو ، سنغافور ، يمنييون ، تحكمهم المصالح التجارية والنفوذ داخل عدن الخ.
كان موقفهم بقاء عدن تابعة للتاج البريطاني - في اطار كمنْولْث - اتحاد فيدرالى - بريطاني مرتبط ببريطانيا
- غير أن الزخم القومى العربي ، وتهاوي جيوش التاج البريطاني في اقاليم آسيا وافريقيا كان مغريا بالكفاح المسلح ـ
لقد استطاع قادة ( حركة القوميين العرب ) استقطاب الحركة العالمية الى صفوفها .. والحقيقة ان الحركة العالمية لم تكن حركة عمالية حقوقية فى ادائها بل كان اداؤها سياسيا بامتياز !!
حيث حسمت كثيرا من المواقف العنيدة التى مارسها الاحتلال.
صحيح انه وحسب مؤرخين ان الحركة العالمية لو سألت قادتها المسيِّرِ ين للاضرابات ماهي مطالبكم ؟ يأتي الجواب في حدوده الدنيا - تحسين اجور، تأمين صحي ، سكن ..
ذلك ان التأمين وفق الرؤية الاشتراكية غير حاضر في ذهن الحركة العمالية رسيما
;ذلك ان عبدالناصر بدأ بتأميم القطاع الزراعي في مصر في وقت متاخر ( ١٩٦١ ) - اي ان التجربة المصرية لم تكن واضحة ، كما ان الفارق كبير بين تأميم القطاع الزراعي في مصر يختلف عن الحال في عدن والتي تمثل تجمعا تجاريا استهلاكيا وليس صناعيا ،
- من جهة اخرى اذا غضنا الطرف عن التفاصيل الآنفة لدى الحركة العمالية ، فان المحصلة النهائية كانت تصب في خانة هدف التحرير واخراج الاحتلال. من ربوع الحنوب اليمني بدون قيد أو شرط .
ـ كما اننا هناك لسنا نتحدث في مجتمع كفاح مثالي ــ روح الفريق الواحد ، بل
العكس هو الصحيح ـ فلاختلاف قائم سيما بين قيادات الفصائل لكن صلف وكبرياء الاحتلال وطبقتة الاستقراطية الراسمالية وتبجح السلاطين وتلون الاحتلال كالحرباء : كا هذا يؤثر ايجابا : في الوسط الثوري الفدائي المسلح ، حيث كانت قواعد التكتلات والحركات والمنتديات تتفق سريعا وتأتلف وتنطلق للعمل المسلح ، تاركة الخلافات جانبا ، ثم تعود الخلافات - وفقا لمستجدات المواقف السياسية لدى الاحتلال.
- لقد سجل التاريخ حوادث بالمئات - خلال الفترة / أكتوبر ١٩٦٣- وحتى مطلع /١٩٦٦ وبما أن الاعمال المسلحة في عدن والشيخ عثمان على كثرتها - واقلاقها للاحتلال ، كانت اثارها ونتائجها ورسائلها قوية بلا شك لكنها مقارنة بصمود مقاتلي جبال ردفان بسلاحهم الشخصي، امام الطيران والمدفعية والدبابة والمصفحة ، وجيش الاحتلال مدرّب تدريبا عاليا متمرسا ـ ـ مارس التنكيل والتشريد لقرى في ردفان ، وقصف البيوت وقطع الطريق والحصار وتعاقب قيادات بريطانية متمرسة ، كل هذا فشل امام الصمود الاسطوري لثوار ردفان .وحسب المورخ سلطان ناجي في كتابه التاريخ العسكري قائلا: نفذ طيران الاحتلال ضدمنطقة ردفان في غضون اسبوع 1700 طلعة!!
ــ تقاريرالمخابرات التي يرسلها قادة الاحتلال من ردفان : هذه التقاريرتضمنت حجم الهزيمة النفسيه العسكرية لجيش الاحتلال لقد كان في غاية من الرعب والاذلال والارتباك في أقل الاحوال.
- في عام (١٩٦٦) لوح الاحتلال بانه سينسحب ويسلم الحكم للاتحاد ، يعني للسلاطين ! لقدكان الاحتلال يهدف من هذالتصرف الذي كان في غاية الخبث إلى شق الصف - حرب أهلية ــ وشق وتمزيق الاصطفاف وتحويل السلاح للصدر اليمني ، وهذا يعني انحراف فى المسار الرامى لطرد الاحتلال .
هذاالتصرف الخبيث اثمر مفاجأة ــ غيرمتوقعة تمثلت في اتفاق الثورة المسلحة مع شرطة أمن عدن، وهنا تعالت الهجمات وتكاثرت بضراوة لم يسبق لها مثيل ، حيث بلغ عدد الهجمات فى العام ١٩٦٦ ستة اضعاف الهجمات من بداية الثورة الى نهاية (١٩٦٥) كما تعددت وسائل الكفاح. . لقد كان مدفع الهاون والبوزيك مزعجين تصل قذائفهما الى منازل وافنية منازل كبار قادة الاحتلال وكذلك القنابل اليدوية، اغتيالات ضباط المخابرات - عملا، وبريطانيين، صاحب هذا اضرابات عمالية استمرت اسبوعين، علما بأنه قد سبقت اضرابات طوال سني الثوره التي مرت ـ لكنها لم تصل الى هذا الحد، اضرب شامل ـ
- انزعج التجار الاجانب. . وخضع الاحتلال بعض الشئ وقدم تنازلات ــ حيث امرا التجار برفع مستوى الاجور... لكن لافائده، واتخذ تدابير سياسية أخرى، لكن دون جدوى

(من المفاجأة الي تصعيد اعنف)

- صبيحة ٥ /جزيران /١٩٦٧، افاق العرب جميعا على صوت هزيمة مدوية للجيش المصري، كان لها بالغ الاثر في الواقع اليمني شمالا وجنوبا .. فالدعم المادي والمالي القادم من مصر توقف.
( انفتحت شهية ) الاحتلال في الجنوب فاسترخى مستبعدا أي زخم ثوري، فالهزيمة فى مصر أثرت في كل اتجاه ، كما ان الثورة فى الجنوب استٌنزفت ست سنوات.
برز الي الوجود اصطفاف وطني غيرمتوقع ــ مفاجآآت لم يكن للاحتلال ان يتوقعها ... فبعد (١٥) يوما من هزيمة الجيش المصر ي وفي /٢٠/ يونيو ،/1967 التحم الثوار مع شرطة عدن ، فاستولت الشرطة على مخازن السلاح والذخائر والمؤن في كريتر وحوصرت كريتر اسبوعين ذاقت فيها الويلات الوانا.
ــ انتقلت المعارك الى الشيخ عثمان ، كانت الحاضنه الشعبيه في قمة تفاعلها، فتحت العمارات للقناصة.. ـ الاحتلال حول منطقة الشيخ. عثمان الى ثكنة محاطة بالاسلاك ومع ذلك فان القذائف طالت ثكنات الاحتلال في الشيخ وكذا القناصة والالغام
- لم يجد جيش الاحتلال مكانا يتحصن فيه سوى مشفى عفاره .

ماذا عن الريف خارج عدن؟
تناغم نضالي بديع

يقول ( محسن الشرجبي ) في كتاب (عدن) لم نكن يومها نمتلك سلاحا روسيا سوى سبع قطع كلا شينكوف اشتريناها بأغلى الاثمان ، مشيدا بدور القبائل التى قدمت الشئ الكثير من مخزونها ـ السلاح, الذخائر الغذا ، البطانيات الفرش ، ليس هذا فحسب ـ ــ فوجئ الاحتلال والسلاطين العملاء بتحول الجيش الاتحادي الى صف الثورة !!تحول عكس المهمة التي انشئ من اجلها!! وحسب كتاب تاريخ اليمن العسكري: انه في اشهر قليلة هرب السلاطين والمشائخ ، من ردفان ولحج ويافع العليا ويافع السفلى والعواذل وحضرموت وسقطرى - هربوا مع الامراء ومندوبي الاحتلال خلال الفتره مطلع شهر ١٩٦٧/٨/حتى /28/ نوفمبر/1967 هرب الجميع خلال اشهر تساقطوا كحبات المسبحه ، وخرج الاحتلال مهزوما منكسرا ذليلا ولم ينفعه لاجيش ولاطيران ، ولاعملاء
كل ذلك بفضل الاصطفاف الوطني والحاضنة الشعبية وتناغم العمل العسكري على مستوى المناطق ، يعنى حضور روح الفريق الواحد بين المقاتلين والحاضنة الشعبية، رغم اختلاف القيادات احيانا كثيرة.

التجمع اليمني للاصلاح - خاص - أ/عبد العزيز العسالي
السبت 02 ديسمبر-كانون الأول 2017
أتى هذا الخبر من موقع التجمع اليمني للإصلاح:
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=932