الانقلاب الوقح..!
الموضوع: كلمة حرة
  

هاهم الحوثيون قد شرعوا بتزيين شوارع العاصمة صنعاء بالخرق الخضراء والبيضاء احتفاءً بالمولد النبوي الشريف -على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أما هديتهم للشعب اليمني بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا فلم تكن جنوحهم للسلم والإعلان عن قبولهم الدخول في مفاوضات سياسية جادة مع الشرعية لوقف الحرب ووضع حد لمعاناة اليمنيين، أو مسارعتهم لوقف انهيار العملة المحلية والتلاعب بالأسعار، وتغوَل الفساد، والكف عن نهب المال العام وإطلاق مرتبات الموظفين، أو منع السوق السوداء وعودة الجاهزية لمؤسسات الدولة لخدمة المواطن وإعادة ثقته بها.

كلا... لا شيء من ذلك، وحاشاهم أن يتذكروا المواطن اليمني في مثل هكذا مناسبة أو أن يُدخلوا السرور على قلبه أو يخففوا من أعبائه أو يُحسَنوا من أوضاعه، فتلك ليست مهمتهم ولا تدخل في نطاق اختصاصهم ولا يجيدونها أصلا، ولم يُعرف عنهم منذ استولوا على السلطة أنهم وقفوا إلى جانب الشعب ونصروا قضاياه ورعوا مصالحه، حتى شعاراتهم (الزائفة) التي تسلقوا عليها رموا بها عرض الحائط.

هدية اليمنيين التي قدمها لهم الانقلاب الوقح بمناسبة ذكرى مولده -صلى الله عليه وسلم- كانت رفع أسعار البترول وتثبيتها رسميا عند (8300) ريال ضمن سلسلة جرعاتهم المتواصلة ومتاجرتهم الوقحة بمعاناة اليمنيين التي يعتاشون عليها ويجنون منها مئات المليارات.

هذا هو الالتزام الوحيد للانقلاب الوقح تجاه الشعب اليمني الذي يئن تحت وطأة عصابة الحوثي-صالح الإجرامية التي وجدت في الانقلاب فرصتها للمتاجرة بمعاناة الناس والتضييق عليهم وابتزازهم وجني المزيد من الأموال وتكديسها في البدرومات وشراء العقارات والبيوت والسيارات الفارهة، والإثراء من نهب موارد الدولة، فيما الشعب على شفا المجاعة، ينهشه الجوع والفقر والمرض، وتفتك به الحرب العبثية للحوثيين الذين يبنون له المزيد من المقابر.

لم يلتزم الحوثيون وشركاؤهم في الانقلاب بما تفرضه عليهم المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه من يحكمونهم، وإن في مقابل السلطة التي يريدون منهم أن يعترفوا لهم بها، وعوضا عن ذلك تخلوا بكل وقاحة وخسة عن مسؤولياتهم كسلطة أمر واقع تجاه الناس، وأمعنوا في الغي والفساد والنهب والسلب والسرقة بسيف السلطة وجبروتها، فكان ذلك حظهم الوحيد منها، ليؤسسوا بذلك واحدة من أغرب سلطات العالم، سلطة بلا مسؤولية!!

تلك هي حقيقة الانقلاب (الحوثي-العفاشي) الوقح المتجرد من كل القيم الدينية والإنسانية، سلطة بلا مسؤولية، تريد كل شيء ولا تلتزم بشيء.

سلطة لا تراع حقوق الناس ومصالحهم بل تعتدي عليها وتنهبها، ولا تقدم أي خدمات للشعب بل تعتبره مصدر جباية وإثراء لمشروعها الفاسد.

سلطة لا تر في الدولة ومواردها سوى غنيمة وحق حصري لها تشرعنه خرافات الولاية وترهات الوصاية.

سلطة لا تلتزم بأمن المواطن وحمايته بقدر ما تمثل تهديدا خطيرا عليه وأطفاله، فتمارس العسف بحقه وتلفق له التهم الكيدية وتزج به في سجونها ومعتقلاتها السرية ثم تساومه وتبتزه مقابل إطلاقه.

سلطة تمارس الإدارة بالأزمات وتحيط المواطن بها من كل جانب ليظل أسيراً ومقهوراً لها، فإما أن يموت كمداً وقهراً، جوعا ومرضا، وإما أن يموت في معاركها العبثية وجبهاتها العسكرية الخاسرة، وقد تغتاله رصاصة خائنة من الخلف.

سلطة لا توفر للمواطن فرصة عمل ولا تعليم أو دواء مجاني، وتمنع عنه حتى المساعدات الإنسانية القادمة من وراء الحدود وتبيعها في السوق السوداء ليموت هو حسرة وقهراً.

تلك هي سلطة الانقلاب (الوقح) وذلك هو الشعب الذي يريدونه؛ يريدون شعبا تقع عليه كل الواجبات ولا حق له في شيء، شعب يقاتل لأجل بقائهم حكاما متسلطين عليه فيما يرسف هو تحت وطأة استبدادهم وإرهابهم، يُذله الجوع والفاقة والمرض والمجاعة ولا شأن له بتلك المليارات التي ينهبونها باسمه وإلا فهو إرهابي داعشي او طابور خامس!!

سلطة انقلابية مدمرة للحياة ولكرامة الإنسان لم يسبق لها في التاريخ مثيلا، تفرض على الشعب أن يعي جيداً ويؤمن بحق ان الحرية لا تُوهب بل تُنتزع.

الإصلاح نت-خاص
السبت 25 نوفمبر-تشرين الثاني 2017
أتى هذا الخبر من موقع التجمع اليمني للإصلاح:
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=908