الدولة وحرية المعارضة السياسية.. رحلة استكشافية في مقاصد القرآن والشريعة - الحلقة الأولى
الموضوع: ثقافة وفكر
  

 

مهاد فكري:
البداية والمنطلق حول الفكرة هدفنا
السير الاستكشافي لامتلاك خيط الفكرة وصولا لمفهوم الحرية السياسية دلالة او مضمونا او هدفا
فنقول:

1- بعيدا عن الإغراق التاريخي، وبعيدا عن الإطناب والاسترسال في الحديث نود الدخول في مقاصد القرآن ومقاصد تصرفات الرسول ص استكشافا لمضامين الحرية السياسية محاولين الإيجاز قدر المستطاع ، حتى لا يتشتت ذهن القارئ اولا، وثانيا لكي يخرج القارئ من هذه الدارسة ولديه حصيلة لا أقول معلوماتية، وانما لديه آلية فكرية ينطلق بها مستكشفا ويبني رؤيته في هذا المجال على بصيرة.

2- لقد كُتب الكثير عن السلطة والمعارضة في التشريع الاسلامي، وهى رؤية تراكمية بغض النظر عن تقليد المتاخر للمتقدم.
نعم: هناك فلاشات لا تخلو من تجديد، لكن معظم هذه الكتابات انطلق اصحابها من نظر جزئي، اعني من جزئيات النصوص .

3- كما ان غالبية ماكتب : قادم من الروايات التاريخية، والتي اعتبرها بعض الكتاب حقائق تشريعية لا يجوز النظر فيها .

جديد الدراسة:
كاتب هذه السطور حاول ان ينطلق في رحلته الاستكشافية في المجالات التالية :

المجال الاول :
مقاصد القرآن ـ
المجال الثاني :
مقاصد تصرفات الرسول ـ
المجال الثالث :
مقاصد تصرفات الراشدين
المجال الرابع :
المقاصد العامة للشريعة الاسلامية وكلياتها .

المجال الاول

الحرية السياسية في مقاصد القرآن
قلنا في عنوان الدراسة: اننا سنقوم برحله استكشافية حول (مضمون الدولة والمعارضة) مضمون وليس اللفظ حتى ( تتحدد المفاهيم وتنضبط ) وبالتالي نكون صادقين مع القارئ وواضحين ، ذلك ان غياب تحديد المفاهيم غش ثقافي ، وفكري وديني، وبناء معارف خاطئة وعليه نقول:

اولا: القرآن حدد مقاصد وأهداف الرسالات السماوية كلها بصورة واضحة لا لبس فيها ولا غموض ولاتحتاج لفقيه أو لرجالات اللغة العربية ولا إلى قواعد الأصول
فهو قرآن ميسر قريح واضح وضوح الشمس في رابعة النهار قال سبحانه :
( لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط .. )
(إن الله يأمر بالعدل والإحسان..) . (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) وخاطب رسوله ان يقول لامته (.. وأمرت لأعدل بينكم ).

ثانيا : لو تأملنا مفردات الكفر ومشتقاتها وقارناها بمفردات الظلم الواردة في القرآن: سنجد أن مفردات الكفر ذكرت تقريبا (١٤٤) مرة في ( حين ) أن مفردات الظلم ذكرت تقريبا (١٥٥) مرة.

ثالثا : يمكن للقارئ الكريم ان يتأمل في القران - قصص الأنبياء والرسل لاشك أنه سيجد أعداء العدل بصورة واضحة لالبس ولا غموض حولها .. ولن استرسل في التفصيل ها هنا لأني اريد القارئ أن يشارك في الرحلة الاستكشافية في القرآن العظيم.

رابعا : ساذكر نموذجا .. تاركا للقارئ الحكم بعد اطلاعه على الآيات التالية: ( إن فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين ، ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين )، اكرر القول : انني اطلب من القارئ ان يتأمل في الآيتين وغيرهما في قصة فرعون هل فيهما مضمون ( سلطة، ومعارضة) سلطة سياسية ومعارضة ؟ اقول مضمون ــ اي المعنى .

خامسا : تفاديا للاطالة: انتقل بالقارئ الى مقصد قرآني في رسالة محمد (ص) انه مقصد لايخرج عن مقاصد القرآن مع سائر الرسل .
لكن جاء من زواية أخرى - يمكننا تسميه هذا المقصد - بالعلاج السماوي لعلل الاجتماع السياسي .
إنه علاج مختلف لم نجده في القرآن مع سائر الرسل ، إلا في رسالة محمد ص - الرسالة الخاتمة الكاملة الخالدة المتميزة بخصائص تشريعية غير مسبوقة ،
فما هو هذا المقصد العلاجي الاجتماعي الدينى التشريعي ـ السنني؟ـــ اعنى نه منطلق من سنن الله في النفس والاجتماع ؟ انه مقصد يحمل مضمون سياسي ، للسلطة والمعارضة، مقصد جاءت سورة سميت باسمه انه مقصد جاء في الفترة المكية المبكرة قبل الهجرة الى الحبشة انه مقصد جاء به القرآن قبل تفصيل الصلاة والزكاة والصيام والحج والطلاق والربا و.و.و الخ .

انه مقصد قرآني (اسمه مبدآ الشورى)
سورة الشورى، ( وأمرهم شورى بينهم )
الا يستوقفنا هذا المقصد القرآني الاجتماعي السياسي الذى يحمل في ( طياته ) مضمون العدل والحرية السياسية؟! الا يستوقفنا هذا المبدأ حيث نزل مبكرا في مكة قبل تفاصيل الشعائر التعبدية والمعاملات. والمواريث والطلاق و.و. الخ ؟
ان نزول مبدأ الشورى كمقصد قرآني متمثل في مبدأ الاجتماع السياسي في العهد المكي مبكرا يعطينا : دلالة لاحرفا، ويقول لنا فحوى ومضمونا: ان علل الامم هو سرقة حقها في اختيار قادتها وحكامها - سرقة الطغاة الظلمة المستبدين ولم يعد اليهم هذا الحق ، والحل هو (اعادة امر الامة اليها ) انصاف الامة ، انصاف المجتمع ، باعادة حريته المسلوبة والمصادرة من قبل المستبدين واعوانهم، والتاريخ سجل لنا شواهد على هذا الانصاف الالهى للمجتمع في مواقف كثيرة اهمها وابرزها
1- قول الرسول (ص) لقريش والقبائل خارج مكة "خلوا بيني وبين الناس"..
انه يطالب الظلمة (المستبدين ) في مكة ان يتركوا للناس حريتهم ، فقط .
2- الشاهد الثاني : ثبات اول شهيدة في الاسلام ( سمية ) ام عمار وثبات زوجها ، وثبات ولدهما عمار وخباب وغيرهم، يجعلنا ازاء سؤال منطقي حيوي : لم هذا الثبات من قبل ( اناس - رقيق ) غرباء ، لاقبائل لهم .. ولا ولا.؟؟؟
فهل الرسول ص وعدهم بوزارات ، او مال ؟ ان لم يفكر القارئ بالبحث حول السؤال وصولا إلى الإجابة السليمة إزاء هذا الثبات - انتبه الوقوف على السبب الذي صنع هذا الثبات ؟ صحيح انه الإيمان..
- تحرير الأرواح: هذا الوجه الاول للسبب ، لكن الوجه الثاني للسبب انه وعي الذات .. شعر هؤلاء بالمساواة، شعروا بانه بعد نزول الشريعة ( الكاملة) لا علو ولا سلطان لأحد على أحد الكل سواء، وان عمار وياسر وسمية وخباب و.و. هؤلاء الارقاء هم كابي سفيان وابي جهل وعمر والحمزة وغيرهم من سادات بني هاشم وعدي ومخزوم وخزاعة و.و.الخ.
3- زيادة في الإيضاح: لو كان الاسلام جاء لطبقه قريش او هاشم ، ما اسلم هؤلاء الارقاء بل كان سيسلم ابو جهل وابو لهب وكل صناديد قريش الذين تهاووا يوم الفرقان في بدر، ولو كان الاسلام طبقيا لم ولن تسلم أية قبيلة خارج مكة، بل لا ابالغ ان قلت اننا اليوم لن نسلم.

الخلاصة:
ذلكم هو احد مقاصد القرآن، وتلكم هي خلاصة وجيزة وصنعناها بين يد القارئ ليتخذ قراره الفكري والثقافي والفقهي والسياسي على ضوء ماسبق وعلى ضوء ما سيقرأ .. وصولا الى السؤال الرئيس: هل في القرآن مضامين الحرية السياسية - سلطة ومعارضة؟!

المجال الثاني:
مقاصد تصرفات الرسول (ص)

1- الرسول (ص) كان ينهل من معني القرآن، ويربي اصحابه في العهد الملكي حتى تشبعوا بحرية (بتحرير الأرواح ) كما تشبعوا بوعي الذات - اكتشاف ذواتهم في آن .
ترسخ في اذهانهم ووجدانهم وممارساتهم عشق الحرية، وجاءت الهجرة الى الحبشة وليس هناك احب اليهم من الخروج الى جو الحرية في ظل دولة (ملك لا يظلم عنده احد) هكذا نص الرسول -صلى الله عليه وسلم: "ان في الحبشة ملك لا يظلم عنده أحد".

2- البحث عن رقعة جغرافية لتنمو فيه شجرة الحرية فى ظل دولة وليدة مستندة الى قرار المجتمع، ـــ منشؤها ومصدرها المجتمع - انها تعاليم محمد (ص) صنعت عظماء من اللحظة الأولى - شاركوا في صناعة القرار! تجسد هذا في البند التالي :

3- بيعة العقبة الثانية: لم يقل لهم الرسول : انا رسول الله ، افتحوا لي بلدكم ومالم فإن الله سينتقم منكم ، ﻵآآ .
هذا منطق (يناقض سنن الله في النفس والاجتماع)، وحاشا رسول الله ان يسلك خلاف القرآن (شورى بينهم )، وتأمل معى كيف كانت النتيجة الأولى لهذه البيعة - بلسان الانصار انفسهم واللهم لن نقاتل بعد اليوم عصبية ، وانما في سبيل المبدأ. انه انقلاب فكري ثقافي عقدي اجتماعي ، سياسي، تربوي ، ديني تشريعى لقد ( شارك ) الانصار في صنع القرار بايعوا .. ولم يهمهم بعد ذلك اي تضحية هنا ؛ لأن التصور- خزان التفكير- قدتم اصلاحه وتصفيته ، هل كان هذا مع المسلمين فقط في المدنية ؟ لا، وانما جاء تجسيدا جديدا لمضمون السلطة والمعارضة تجلى في اروع وابهى صوره كما في البند التالي :

4- وثيقة المدينة - الدستور ؟! .. وما ادراك ما الدستور انه وثيقة لم يسبقها اى وثيقة في العالم أجمع - انها وثيقة (تنظم العلاقة ) بينى سكان المدينة : مهاجرين وانصار ، مشركين ، اوس ، خزرج ، يهود - في بطونها المختلفة قرابة/12 بطن من اليهود .
تضمنت هذه الوثيقة حقوقا ملفتة للنظر ؛ نظرا لذلك الزمن المبكر في قرية يثرب - مجموعة بيوت من الشعر ، وجريد النخل ، وبيوت من لِبن في أحسن الاحوال - مساكن متناثرة على ضفاف وادى - سائلة ، ـــ أرض وبئه مليئه بالمستنقعات!
هذه القرية البسيطة سماها القرآن (مدينة) لانها اتسعت لانواع المعتقدات والافكار؟
وفي الوقت ذاته نجد القرآن اطلق على الحاضرة الدينية الاقتصادية التاريخية (مكة) اسم قرية ؟
5- تجسيدا لإنصاف المجتمع واعادة الحق المسلوب من الأمة نجد أن وثيقة المدينة - الدستور لم يكتبها الرسول (ص)، وانما كتبتها العشائر والقبائل والبطون وظل الحوار حولها طويلا قارب الأربع سنوات حتى اطمأنت كل بطن على حقوقها بل حملت هذه الوثيقه مضامين بذور الفيدرالية.
- اعطت كل فصيل ان يحتكم لهويته وثقافته وعرفه ، تضمنت الوثيقة حق الدفاع المشترك ضد اي عدون على المدينة.
ـــ تضمنت مفهوم المواطنة المتساوية كما اشرنا آنفا ولكن ليس على اساس ديني ، وانما على أساس جغرافي من سكن المدينة هو (مواطن) مسلما كان او غير مسلم.
6- اخيرا وليس بآخرا، تضمنت الوثيقة بندا يمكن وصفه انه تضمن ( حق الرقابة الشعبية ) هكذا نص ( ومن لديه (نصح فليأتنا به) بل يمكن القول ان هذا النص جعل المدينة كلها (برلمانا مفتوحا)..
ـــ تعال اعترض تعال ناقش، تعال قل رأيك.

معارضة سياسية

سنن الله في الاجتماع تحمل حكمة التدافع .. لتنضيج الافكار والعقول ، وفي هذا الصدد لم يكد الرسول( ص) يستقر في المدينة حتى ظهر طابور النفاق، وما ادرك ما النفاق؟!
لن نتحدث عن النفاق من الزاوية (الدينية) لكن من الزاوية السياسية البحتة ، فالرسول قائد، وحاكم والنفاق يمارس اسوأ انواع المعارضة بطرق ملتوية غاية في الخسة السياسية.
- ان النفاق لا قيم له ، واليك المواقف ايها القارئ وعليك الحكم ـ سأسردها ؛ لانها واضحة ومعلومة تأملها : هل تحمل معالم ( معارضة سياسية ) ازاء سلطة سياسية ؟؟
1- خيانة عسكرية يوم أحد
2- تدبير حركة الانقلاب ضد الرسول ص ( ليخرجن الأعز منها الأذل).
3- تخابر مع اليهود وتخابر مع قريش .
4- بث الشائعات يوم الخندق (ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا)
5- اقامة مسجد الضرار ( جيوب امنية) داخل المدينة
6- العزم علي تصفية الرسول جسديا يوم تبوك ،
( ..وهموا بما لم ينالوا..) التوبة


القرآن ومواقف الرسول

1- صرح القرآن في سوره التوبة ان المنافقين:
أ/ قالوا كلمة الكفر
ب/ كفروا بعد اسلامهم

2- القرآن منع الرسول من الصلاة على المنافقين، ومن الاستغفار لهم .
☆ ماذا كان موقف الرسول (ص)؟؟ تركهم وتمت تعريتهم امام الجميع ، صلى الرسول على من مات منهم واستغفر لهم

الدرس المستفاد :

أ/ فقه الواقع ..
(معاذ الله ياعمر أتريد ان يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه )؟!

ب/ عاملهم انهم مسلمون
ج/ تحمل اذاهم في كل اتجاه ( اللمز ) في الصدقات
عابوا عليه مشاورته يوم أحد وقاموا بالخيانة العسكرية ، ومع ذلك فالرسول (ص) لم يعاقب ، لم يقتل ،لم ينف ، لم يسجن .

الانصاروالمعارض​ة السياسية

١- يوم الاحزاب : تكالبت القبائل من كل اتجاه كماهو معلوم ، حصار مطبق لالتهام المدينة وسحقها، فكر الرسول (ص) بموقف - تدبير سياسي بواسطته سيخذل أكبر قبيلتين من القبائل التى تحاصر المدينه ــ اسد وغطفان وذلك باعطائهما ثلث تمر المدينة ؟؟ لكن رغم هذا المقصد السياسي التكتيكي الفذ لم يستبد بالقرار ، بل لم يعلنه للجميع من الصحابه وانما شاور السعدين سعد بن عباده وسعد بن معاذ ، زعيما الاوس والخزرج..كونهما طليعة قبيلتي الاوس والخزرج ـ فجاء الرد من الرجلين (يارسول الله: والله ماطعمت القبائل تمر المدينة الاشرىً او قرىً - ضيافه ، أفبعد ان اعزنا الله بالاسلام نعطى مالنا ؟
هل هذا موقف معارضة سياسيه ؟

2- يوم الحديبيه قصتها معروفة ، وظهر التبرم والرفض من كل الصحابه ، بل ان عمر الملهم يقول: انعطي الدنيئه ؟ الرسول لم يزد على قول
(اني رسول الله)
اليس هذا اعتراض على اتخاذ قرار سياسي ؟

3- يوم حنين : وزع الرسول صلى الله عليه وسلم الغنيمة على المسلمين الجدد ( المؤلفة قلوبهم ) فوجد الانصار في نفوسهم وقالوا
( الرسول لقي عشيرته) سنة فطرية نفسية هل (استبد) الرسول ؟؟
القصة معروفة ـــ حاور واستمع وتكلم سعد بن عبادة بصراحة - انها الثقة السياسية بين الجندى والقائد لايوجد ( مصطلح نفذ) ثم تظلم؟
لقدناقشهم الرسول واقنعهم ورجع الجميع بصدور مرتاحه.

المجال الثالث :
العهد الراشدي .

1- (لحق) الرسول بالرفيق الاعلى والامة بحاجةمااااسّة اليه وأي حاجه؟ لكن مشيئة الله لا رادلها .

2- لم يوص الرسول ص بالخلافة لا لعلي كما يدعى الشيعه ، ولا لابى بكر كما يدعى السنه استدلالا بصلاة ابى بكر بالناس قبل وفاته صلى الله عليه وسلم.

( يأبى الله والمومنون إلا أبا بكر)

تعلق أهل السنه بهذه الرواية وحاشا رسول الله ان يترك القرآن الذي انصف الامة ويدخلنا فى هذا اللغز العجيب ؟

3- لانحب ان نطيل الكلام والتحليلات ، ولكن هناك نقاط هامة وواضحة تضمنت مفهوم المعارضة السياسية بامتياز . على النحو التالي :
أ/ طلحه والزبير المبشران بالجنه رفضا بيعة ابى بكر ،
ب/ سعد بن عباده لم يبابع ابا بكر وظل حتى مات أبوبكر وكان يصلى خلفه ويقول له لست أميري لانى لم ابايعك
ج/ الزبير تقول الروايه انه قال سيقاتل وفعلا امتشق السيف فقال عمر خذو سيف الزبير واضربوا به الصخرة - ولم يقل اضربوا عنق الزبير - صعد الزبير على صخرة فتعثر قدمه فاخذوا السيف وكسروه على الصخره ؟ هل هذه معارضة سياسية ؟

د/ صحابة آخرون لم يبايعوا ابابكر - العباس ، على ، آخرون قيل بلغوا (17) صحابيا
هـ/خليفة الرسول يتجه الى ( ) والسوق - فيرده عمر
( يجتمع الصحابه ) ويحددوا راتبا لابى بكر ) هل نحن ازاء تحديد صلاحيات الحاكم فى المال العام ؟

4- بيعة عمر (متى استعبدتم الناس وقدولدتهم أمهاتهم احرارا )
نص قانوني اسلامى فى ذروة النضج ـ وهوعين نص ميثاق الثورة الفرنسية ـ
ولكن بعد وفاة الصديق

أ/تم التزوير و الكذب على الصحابه : ان ابابكر اعطى ولاية العهد لعمر وهذا محض افتراء كما افتروا على أبي بكر انه قال (الائمه من قريش ) بل ليتهم وقفوا عند ابي بكر وانما نسبوها زورا الى رسول الله .

ب/ ان التاريخ دخل فيه تزوير مشين شوهته أياد خبيثة .
والحق ان عمر بويع كما بويع الصديق في اغلب الحاضرين فى المدينة ، ولم يبايعه الزبير ولا طلحه وآخرون ؟ هل هذه معارضه سياسيه ???

ج/ مجلس شورى عمر : أصدر عمر قرار ( اقالة) خالد بن الوليد، استمع خالد واطاع وقاتل حتى نهاية المعركة
ثم حضر خالد الى المدنية معترضا على قرار عمر لا لانه أقاله ، وانه يريد العودة للقياده ؟!
لكن خالدا احس ان هناك من استغل الاقالة فاشاع كلاماكاذبا ضد خالد - تشويها لسمعته ، فقدم خالد دعواه الي. مجلس الشورى ، لم يستطيع الفاروق الا الخضوع وتبرير اتخاذ القرار وايضاحه بالحرف: ان خالدا نزيه وان اقالته لاعلاقة لها بما أشيع عنه - اختيار من عمر (انه قرار رد الاعتبار) .. لكن متى قال عمر هذا بعد اسبوعين من النقاش وعمر يقول اللهم افتح بيني وخالد! فيقول خالد لابد من ايضاح مسببات القرار وانه لاعلاقة له بتهمة ؛ فصرح عمر بذلك من على المنبر ؟ هل هذه معارضة سياسية ؟

د/ قصة ارض العراق وبقائها بيد اصحابها - قصه مشهورة - لاقى عمر فيها اعتراضا شديدا وظلت المعركه بين عمر والمعارضين - اغلب الصحابه - ظلت 65 يوما وقيل اكثر حتى بين عمر الدليل واستدعى معاذا من الشام ثم صدر القرار ببقائها بيد اهلها ، هل هذه معارضة ؟

هـ/ اخيرا وليس بآخرا : ( اصابت امرأه (مشروع قرار ) قصة مشهورة ، خلاصتها بلغة اليوم
(الحكومه قدمت مشروع قرار) فاعترضت المرأة ، فسحب عمر المشروع .
هل هذه معارضة سياسية ؟

* بيعة ذى النورين وخلافته

لا اريد الخوض هنا وهناك ولكن امامنا موقفان :
الموقف الاول : الشباب يعلنون التمرد والاجتماع على عثمان ، وتجمعوا من كل الاقاليم ووصلوا الى عثمان .. تصور وماذا فعل عثمان معهم ؟ لقد خرج اليهم واستمع وصعد المنبر وخطب واثنى على المتمردين بانهم افضل الشباب - آمرون بالمعروف ناهون عن المنكر ، لم يقل فيهم شئ رغم دعواهم القائمة على الاشاعات كثيرة وصرفهم وهم في غاية الطمأنينة على انفسهم.

- الموقف الثاني : وهو الاخطر :
انهم حاصروه وهددوه بالقتل .. تقدم اليه الصحابة سيدافعون عنه ، بل الارقاء حق عثمان فرفض ولم يقاتل المعترضين ولم يأمر ضدهم بأي سوء ولاقال فيهم كلمة سيئة وسقط شهيدا وكأنه يقول لنا
لايجوز للامير ان يقاتل عن منصبه.
الحقيقه كانت ازمة دستورية بامتياز تصنع ملامح رائعة لكن عبث سيف البغي اضاع ملامح رسم مشروع سياسي حضاري بوقت مبكر.

* ملامح الازمة الدستورية.

تأمل معى : يقول البغاه لعثمان : استقيل ، فيقول هذا ليس لكم وانما لمجالس الشورى .
- يقولون له : المال العام أنفقته ـ أجاب : هل منعت احدا حقه ؟ قالوا اعطيت البعض كثيرا ، قال سبقني بالعطاء عمر وابابكر ، قالوا : هما أعطوا قليلا ، وانت اسرفت اجاب : الشيخان أعطوا على قدر مالديهم واعطيت بقدر مالدي قالوا : ليس لك الحق في هكذا عطاء قال: نعم هذا ليس لكم ، وانما لمجلس الشورى. هل هذه معارضة سياسية؟ السنا امام مطلب دستوري سياسي يحدد الصلاحيات وينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم؟؟

☆بيعه علي

بيعةا لامر الواقع : لان البغاه - قتلة عثمان - مسيطرون على الواقع بالسيف ، وصحيح ان البيعة لعلي كانت صادره عن اكثرية ، لكنها بيعه في ظل الفوضى يصدق عليها سياسة الامر الواقع . غير أن الاهم يومها هو :

أ/ خروج علي الى الكوفه لاقى معارضة من الصحابة لكن البغاه سيطرو على الموقف وكانوا اكثر واقوى فخرج معهم.

ب/ التقى جيش علي وجيش معاويه واقتتل الفريقان ، لم يسجل لنا التاريخ (موقفا احتج ) فيه علي ضد معاويه
( بالحق الالهي ) ولم يقل لمعاويه شقيت عصا الطاعه ، ولم يقل
بحديث من اتاكم وامركم جامع فاقتلوا الاخر ،فهل هذه الروايات صنعت موخرا ؟؟؟

د/ الزبير وطلحه لم يبايعا عليا وكانوا مع عائشة مطالبين بدم عثمان - بمحاكمة القتلة !
هل هذه معارضة سياسية ؟

اخيرا وليس بأخير
لوقلت لك اخى القارئ أن جان جاك روسو قال فى كتابه
( العقد الاجتماعي )
ان حفيد اسماعيل بالحجاز - يقصد النبى محمد ص - هو الذي جاء بدولة الموسسات ؟
عد الى الفصل الثالث من كتاب العقد الاجتماعي لجان جاك روسو ستجد هذا وان اقتنعت بقولى : فالسوآل : ماذا يعنى قول روسو ( حفيد اسماعيل ...) الخ .
الا يتضمن قوله اننا امام حرية سياسية بامتياز ومعارضه سياسية متقدمة ؟؟

خلاصة واستنتاج .
لم تقتل المعارضة ابدا . ولازجت في السجون ولارفع السيف علي احد بل قيل اكسروا سيف المعارض على الصخر... فتأمل

التجمع اليمني للاصلاح - خاص / عبد العزيز العسالي
الخميس 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2017
أتى هذا الخبر من موقع التجمع اليمني للإصلاح:
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=900