كلمة الدكتور عبد الكريم الإرياني الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام - الدورة الثانية
الموضوع: المؤتمرات العامة للحزب

 


بسم الله الرحمن الرحيم
(والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) صدق الله العظيم.
الأخ الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر , رئيس مجلس النواب , رئيس التجمع اليمني للإصلاح.
الأخ محمد عبد الله اليدومي أمين عام التجمع اليمني للإصلاح.
الأخوة ممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية في عموم الوطن الحبيب.
السيدات والسادة الحاضرون جميعا.
يطيب لي بادئ ذي بدء أن أنقل إليكم تحيات وتمنيات الأخ الفريق علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام مشفوعة بتمنياته الصادقة للإخوة قيادة وأعضاء التجمع اليمني للإصلاح بأن يكون النجاح والتوفيق حليفهم في مؤتمرهم هذا الذي يشكل انعقاده في هذه المرحلة من تاريخ شعبنا معلما جديدا من معالم الديمقراطية والتعددية التي كانت وما زالت وستظل قرينا للوحدة اليمنية التي أقامها شعبنا بإرادته الحرة يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م ودافع عنها بدمائه الزكية الطاهرة فرسخ بناؤها وصلب عودها واندحر أعداؤها يوم السابع من يوليو 1994م.
كما يسعدني أن أنقل إليكم أيها الأخوة في الإصلاح تحيات وتمنيات إخوانكم في المؤتمر الشعبي العام وذلك نيابة عن لجنته الدائمة والعامة وأمانته العامة وقيادات فروعه وأعضائه في جميع أنحاء الوطن.
إننا في المؤتمر الشعبي العام وانطلاقا من هذه الرؤية الوطنية نرى أن يكون شعارنا هو: الوطن أولا خاصة وأن الماضي بكل سلبياته قد أفرز العديد من المآسي التي كان سببها الأساسي إطلاق شعارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
أما اليوم فإن واجبنا جميعا هو التحلي بالصدق في شعاراتنا والوضوح في مبادئنا وأهدافنا , والشفافية في أعمالنا لكي نتيح لشعبنا في ظل الديمقراطية والتعددية أن يحدد خياراته بين هذا التنظيم أو ذاك أو هذه الإيديولوجية أو تلك بكل دقة ووضوح.
أيها الأخوة والأخوات:
إننا في المؤتمر الشعبي العام ندرك بأننا والتجمع اليمني للإصلاح ومعنا كل القوى الخيرة معنيون بالعمل من أجل المصلحة العليا للوطن اليمني الواحد, كما أننا مسئولون عن توفير الأمن والاستقرار والطمأنينة لجميع أبناء شعبنا الذين لم يبخلوا بشيء على هذا الوطن , كلما تطلب منهم الظرف بذلا.
ولكي نخطو خطوات فعلية في هذا المسار الملح, فإننا في أمس الحاجة إلى العمل الصادق والدؤوب الهادف إلى تجذير السلوك الديمقراطي في مختلف جوانب ومجالات حياتنا, وفي مقدمة ذلك حياتنا السياسية التي ينبغي أن ننأى بها عن كل الرؤى والمصالح الضيقة , ونجبنها من كل النزوات الأنانية والاستغلالية , ونتمسك – كلنا بلا استثناء – بمبدأ التداول السلمي للسلطة , وهو المبدأ الذي يؤكد عليه مؤتمرنا الشعبي العام في كل المناسبات ويبذل ما بوسعه في كل الأوقات من أجل تجسيده عمليا وتطبيقه على أرض الواقع المعاش.
أيها الأخوة والأخوات:
إننا في المؤتمر الشعبي العام نغتنم هذه الظاهرة الديمقراطية كفرصة مواتية لتجديد وتأكيد الدعوة إلى العمل في كل ما من شأنه تعزيز الائتلاف القائم , وتطوير العلاقات التنظيمية بين مؤتمرنا الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح انطلاقا من الثوابت الوطنية والقواسم المشتركة التي رسخت العلاقة الإستراتيجية بين التنظيمين .
ونحن في المؤتمر الشعبي العام نرى بأن الخلافات في بعض وجهات النظر التي تبرز بين الحين والآخر بين مؤتمرنا الشعبي العام وحليفه التجمع اليمني للإصلاح ما هي في حقيقة الأمر إلا أمور طبييعية لا يمكن أن توصل تنظيمينا إلى مرحلة الاختلاف على الثوابت الوطنية الرئيسية , ولعل الاتفاقات الثنائية بين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح في المجالات الإعلامية والسياسية والتنظيمية خير مرجعية لحل أية إشكالات ضمن الأطر التنظيمية المشروعة , مؤكدين في الوقت على أن تقويم علاقة التنظيمين ببعضهما البعض من حين لآخر سوف يعزز بلا شك من نقاط الاتفاق ويقف دون ظهور خلافات جديدة .
أيها الأخوة الحاضرون جميعا:
إننا في المؤتمر الشعبي العام نغتنم هذه الفرصة أيضا لنوجه الدعوة إلى كافة القوى والفعاليات السياسية في البلاد لكي نعمل معا من أجل إنجاح الانتخابات النيابية القادمة , مؤكدين لكم جميعا إننا في المؤتمر الشعبي العام حريصون كل الحرص على ضرورة أن تتاح الفرصة لجماهير شعبنا لكي تمارس حقها الدستوري في اختيار ممثليها في السلطة التشريعية , كما أننا ندعو التجمع اليمني للإصلاح وهو حليفنا الاستراتيجي , وندعو كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى أن نعمل معا من أجل انتخابات ناجحة حرة ونزيهة يلعب فيها الناخب دور الحكم , ويتجلى فيها مبدأ المشاركة الشعبية التي دعا إليها مؤتمرنا الشعبي العام منذ تأسيسه في 24 أغسطس 1982م , ويعمل على تطبيقها منذ ذلك التاريخ , وهو ما ساعده بفضل من الله على تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في البلاد , وإنهاء مظاهر العنف التي كانت سائدة في ذلك الحين , وكلنا نعلم أن المؤتمر الشعبي العام قد اعتمد في الحوار الديمقراطي الذي يعترف بوجود الآخر , ولا يلجأ إلى محاولة إلغائه أو ابتزازه أو الضغط عليه بأي صورة من الصور.
أيها الأخوة والأخوات:
حري بنا أن نتوجه إلى الله جل شأنه بالحمد والشكر والثناء بعد أن تمكنا بقوته وبتعاون جميع أبناء الشعب اليمني بأكمله من إخماد نار الفتنة بتأصيل الوحدة اليمنية في السابع من يوليو 1994م مؤكدين في نفس الوقت بأن المسؤولية الوطنية تفرض علينا جميعا كأحزاب وتنظيمات سياسية أن لا نسمح بإنتاج المزيد من الأزمات الجديدة التي لا تثمر إلا الإضرار والآلام والمعاناة لأبناء شعبنا اليمني الكريم.
ختاما , تحية للمؤتمرين في التجمع اليمني للإصلاح وتمنياتنا لهم بأن تكلل أعمال مؤتمرهم العام بالنجاح , والخروج بنتائج إيجابية ترفد العمل السياسي في الساحة.
بسم الله الرحمن الرحيم (إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون) صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....

التجمع اليمني للإصلاح - خاص
الخميس 21 نوفمبر-تشرين الثاني 1996
أتى هذا الخبر من موقع التجمع اليمني للإصلاح:
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=29