الأحد 05-05-2024 14:39:26 م : 26 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

ابنة الشهيد قاسم هيثم رفيق الشهيد راجح لبوزة..

قيادية بإصلاح تعز: ثورتا سبتمبر وأكتوبر اثبتتا واحدية الأرض اليمنية (حوار)

الثلاثاء 18 أكتوبر-تشرين الأول 2022 الساعة 12 مساءً / الإصلاح نت/ الصحوة نت

 

 

أكدت عضو الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز، سارة قاسم هيثم، على واحدية ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، مشيرة إلى أن ثورتي سبتمبر واكتوبر كانتا من أهم الدلائل على واحدية النضال لشعب واحد، ذات حضارة واحدة تمتد لأكثر من خمسة آلاف سنة.

وأضافت سارة -ابنة الشهيد قاسم هيثم رفيق الشهيد رجح لبوزة- في حوار نشره موقع "الصحوة نت"، أن اليمن في تاريخه المعاصر، وقع تحت مشروعين خارج نطاق حضارتهما وهما المشروع الكهنوتي الامامي في الشمال، والاستعمار البريطاني في الجنوب، أدى ذلك إلى تقسيم اليمن إلى شطرين.

وأكدت أن ثوار ثورتي سبتمبر واكتوبر كانوا مؤمنين إيمان عميق بواحدية الأرض اليمنية، وتاريخها وحضارتها، فكان من اهم اسباب إشعال الثورتين هو التخلص من المشروعين الظلاميين في الشمال والجنوب، وإعادة الوحدة الطبيعية لليمن السعيد.

 

نص الحوار:

 

- بداية.. هل ممكن تعطينا نبذة عن والدك الشهيد المناضل / قاسم هيثم الحجيلي أحد أبطال ثورة 14 من أكتوبر ورفيق الشهيد راجح لبوزة؟

أهلا بكم.. والدي الشهيد / قاسم هيثم الحجيلي رحمه الله كان أحد أبطال ثورة 14 من أكتوبر المجيدة، من مآثِرِه البطُوليّه قيامه بِإسّقاطِ طائرة مُقاتله تابعه لسلاح الجو البريطاني، أصابها بسلاحه الشخصي، من جوار دار جدهِ سعد الحجيلي كانت في مهمة لقصف الدار، واحترقت الطائرة بالجو وسقطت في أرض العِبدلي باتجاه ودِنِه، في الوقت الذي خلت فيه جميعُ مساكن الجبل من السكان بعد نزوحهم مع مواشيهم وممتلكاتهم هَرَباً من القصف.

بعد أيامٍ من نشر القوات الجوية البريطانية منشورات ورقيه على جِبال ومطارح آل حِجِيل ، تدعوهم فيها إلى النزوح وترك قراهم تهيئةً لقصفها ، بعد ورود معلومات إلى الإنجليز -عبر بعضِ الخونة- تفيد بأن بعض تلك الدُّورِ والمساكن تعود ملكياتها للثوار ، الذين كانوا يمرغون أنوف الإنجليز بعملياتهم العسكرية بالمنطقة، ومن ضمنها "دار سعد الحجيلي" في حيد الزقم، الذي أتى ذكر اسم الثائر "قاسم هيثم" ضمن قوائم الانجليز، ممن أسموهم "بالمتمردين"، ويُنسبُ إليه ملكية هذا الدار، فكان هدفاً عسكرياً لطيرانهم، وتم ضربه بعد ذلك بعدة طلعات جويه ما أدى لتدمير جزءٍ منه، وألقيت تلك المنشورات على أغلب مطارح آل حجيل نظراً لازدياد الهجمات ضد معسكرات الإنجليز فيها، مثل جبل الرقة والجميعي والحاجب وجهور وبعض قرى الوادي، ووالدي رحمه الله و إضافة إلى نضاله مع رفيقه لبوزة أسس وحدة الذئاب الحمر وهذه التسمية اتت من الصحافة البريطانية التي كانت تتابع تحركات والدي ومن معه في عمل الكمائن التي تستهدف وحدات المستعمرين حيث استطاع الوالد إرباك العدو عبر تلك الكمائن التي أحدثت فيهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

 

- بمناسبة الذكرى 59 لثورة الرابع عشر من أكتوبر ماذا تعني لك هذه الذكرى؟

تعني الحرية والاستقلال، تعني عودة اليمن الجنوبي إلى اليمنيين جميعا، تعني الانعتاق من الظلم وسيطرة المستعمر على اليمنيين ومواردهم وموانئهم وخيراتهم، تعني كرامة اليمن واليمنيين التي لا زالت الأجيال تحافظ عليها من خلال الاحتفالات بهذه الذكرى الطيبة واستذكار تضحيات المناضلين والشهداء والتمسك بأهدافهم والسير على دربهم للحفاظ على تلك التضحيات لنعيش بكرامة على أرضنا مرفوعو الرأس والهامة.

 

- استخدم الاحتلال البريطاني سياسية فرق تسد للسيطرة على جنوب الوطن هل نجحت هذه الخطة؟

لقد أقامت بريطانيا بما يسمى اتحاد إمارات الجنوب العربي بهدف إثبات وجودها الاستعماري في المنطقة لسنوات طويلة وبموجب هذه السياسة أبقت على اليمن الجنوبي مجزئاً إلى أكثر من ٢٠ وحده سياسية يرأسها حكام محليون يطلقون عليهم السلاطين وسعت بريطانيا إلى عزل عدن بالذات عن بقية السلطات نظرا لترك مصالحها الأساسية في مينائها ، وهذه هي سياسة المحتل سياسية فرق تسد ، قام بتقسيم الجنوب إلى سلطنات مع غرسه للحقد بين هذه السلطنات ، وجعل كل سلطنة تنشغل بذاتها، تحت إشرافه وحمايته وكان الهدف طبعا احكام السيطرة على جنوب الوطن اليمني.

 

- ما هي الأسباب التي دفعت بريطانيا لاحتلال جنوب الوطن؟

اليمن عبر تاريخها حباها الله بموقع جيو سياسي غاية في الأهمية إذ تقع اليمن على ممر الطريق العالمي للملاحة الدولية وتشرف على باب المندب الذي يعد أهم مضايق العالم على الاطلاق، بالتالي كان المستعمر البريطاني يعي هذا الموقع الحيوي وباشر باحتلال عدن لحماية مصالحه الاقتصادية ومحمياته في الهند التي بالضرورة تمر مصالحها من الشرق إلى الغرب عبر باب المندب فسعى الاحتلال إلى الاستحواذ على كل ما يمت لتلك المصالح بصلة في الجنوب عموما فحرص على تقسيم الجنوب إلى سلطنات متناحرة معادية لبعضها البعض بهدف صرف أنظار اليمنيين عن مواردهم الحيوية بالتالي لم يرعى حق اليمنيين في شؤونهم العامة أو الخاصة بل سعى إلى تكريس الانقسام المجتمعي.

 

- التقارب الزمني بين الثورتين سبتمبر وأكتوبر هل هذا دليل على واحدية الثورة؟

الشهيد لبوزة ورفاقه كانوا ممن دعموا ثورة سبتمبر في الشمال وليقينهم أن اليمن هي جغرافيا واحدة وتاريخها واحد ولا ينبغي إلا أن تكون كذلك بالتالي كان إنهاء الاستعمار في الجنوب ضرورة وطنية ودينية وتاريخية لضمان استعادة اللحمة الوطنية لليمن كما ينبغي لها أن تكون، وكانت تعز هي همزة الوصل لتحقيق ذلك، فشهدت تعز مسرحا للاستعداد الكامل لإشعال الثورة في الجنوب وكانت المنصة الأولى للانطلاق نحو تحرير جنوب اليمن.

 

- بالحديث عن تعز، ما هو الدور الذي لعبته في ثورة 14 أكتوبر؟

لقد تزود الشهيد لبوزة مع والدي ورفاقهم بالسلاح والذخيرة المطلوبة من تعز وانطلقوا بها إلى ردفان وأشعلوا ثورتهم المجيدة كما كانت تعز في محطات لاحقة المعسكر الحقيقي لاحتواء أبناء الجنوب وتدريبهم وتزويدهم بكل ما يحتاجونه للمضي نحو الانتصار في الجنوب وهو ما كان، وتعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر من أهم الدلائل على واحدية النضال لشعب واحد ذات حضارة واحدة تمتد لأكثر من خمسة آلاف سنة ولأن اليمن في تاريخه المعاصر وقع تحت مشروعين خارج نطاق حضارتهما وهما المشروع الكهنوتي الإمامي في الشمال والاستعمار البريطاني في الجنوب أدى ذلك إلى تقسيم اليمن إلى شطرين وكانت ثورتي سبتمبر وأكتوبر ومن أشعلها كانوا على يقين عميق بواحدية الأرض اليمنية و تاريخها وحضارتها فكانت أهم أسباب إشعال الثورتين هي التخلص من المشروعين الظلاميين في الشمال والجنوب وإعادة الوحدة الطبيعية لليمن السعيد، بالتالي كانت أهمية الثورتين تنطلق من هذه الحقيقة.

وحين نتصفح تاريخ النضال السبتمبري والأكتوبري نجد التداخل العميق بين رواد الثورتين والتعاضد بينهم في إنجاح أولا ثورة سبتمبر لتكون ثورة أكتوبر امتداد طبيعي لثورة سبتمبر حتى أنها جاءت مباشرة بعد تثبيت أركانها في الشمال ليتوجه من شارك فيها من أبناء الجنوب إلى الجنوب ليكملوا مشروعهم الوطني من خلال إشعال ثورة أكتوبر في الجنوب، وتاريخ هذا النضال يعطي اليوم زخم ثوري كبير أمام ما تواجهه اليمن من انقلاب مليشيا الحوثي التي تحاول فرض مشروعها الامامي السلالي العنصري الطائفي على اليمنيين، ولكن نؤكد أن هذه المليشيا لن تجد مبتغاها في اليمن طالما والروح الثورية مشتعلة في قلوب أبناء اليمن في الشمال والجنوب ولا يمكن أن يتخلوا عن تضحيات ثوار الثورتين.

 

- هل كان هناك ثمة تخادم بين المستعمر البريطاني والحكم الامامي في شمال الوطن؟

نعم بلا شك هناك تخادم بين الإمامة والمستعمر البريطاني فمنذ انحسار الحكم العثماني عن اليمن في فترة ضعف الدولة العثمانية وامتداد الإمبراطورية البريطانية إلى البلاد العربية استطاع المستعمر انتزاع عدن والجنوب من العثمانيين وحين غادر العثمانيين لشمال اليمن سلموها للإمام يحيى الذي بادر إلى المستعمر البريطاني في الجنوب بعقد الاتفاقات وترسيم بما يسمى بالحدود بين الشطرين ليضمن لنفسه سيطرة اليمن الشمالي مقابل ترك المستعمر البريطاني يلتهم الجنوب.. وذاك كانت باكورة التخادم بين الإمامة والمستعمر البريطاني الذي استمر حتى قيام الثورتين المجيدتين سبتمبر وأكتوبر اللتان قضت على الإمامة في الشمال والاستعمار في الجنوب.

 

- ماذا عن مشاركة المرأة اليمنية في الثورتين سبتمبر واكتوبر؟

لأن الثورة كانت ثورة شعب بأكمله فمن الطبيعي أن تكون المرأة مشاركة في سياق الثورة سواء ثورة سبتمبر وثورة أكتوبر وامتد نضالها حتى اليوم في مواجهة الانقلاب الحوثي والمشاريع التمزيقية لليمن ولقد برزت أسماء نساء يمنيات في ثورة أكتوبر ناضلن بشكل منقطع النظير، للأسف لم تحظى المرأة اليمنية بإبراز أدواها كما ينبغي بل همش دورها كما همش دور كثير من الرجال لأسباب مختلفة أهمها الايدلوجية الشيوعية التي سيطرت على الجنوب بعد الاستقلال، ونحن اليوم أحوج ما نعيد إبراز المناضلين كحق تاريخي لهم عبر إعادة قراءة التاريخ قراءة موضوعية تحفظ لكل حق حقه بعيدا عن الانتماءات الايدلوجية.

 

- هل يمكن أن تسردي لنا أسماء بعض مناضلات ثورة أكتوبر؟

من أبرز من شاركن بأدوار مختلفة في ثورة أكتوبر دعرة سعيد التي حملت السلاح وواجهت المستعمر بكل شجاعة حتى أطلق الاستعمار عليها لقب الذئبة الحمراء لبسالتها وشجاعتها، ومنهن نجوى عبد القادر، ونعمة زهرة هبة الله، وملكة الشيباني اللواتي تفاوتت نضالاتهن ضد المستعمر من تسير المسيرات ومساعدة الثوار وإيوائهم ونشر المنشورات الثورية وغيرها من الأعمال النضالية والعجيب أننا نجد ذكر نضالاتهن في الصحف البريطانية القديمة ولا نكاد نجد دراسة يمنية تؤرخ تلك النضالات التي لا تقل أهمية من نضالات الثوار الرجال. 

 

رسالة أخيرة في نهاية هذا الحوار؟

أوجه نداء إلى المؤرخين اليمنيين ووزارة الثقافة والأحزاب والمنظمات المهتمة بقضايا المرأة وكل المعنيين إلى الالتفات نحو تلك النضالات وإبرازها بشكل يليق بثورة الرابع عشر من أكتوبر وكذلك هناك مناضلات في ثورة سبتمبر المجيدة يجب معرفتهن وكتابة نضالاتهن كحق تاريخي لهن وكحق المجتمع أن تسطر تلك التضحيات.