فيس بوك
جوجل بلاس
قيادات الإصلاح تستقبل العزاء في رحيل الشيخ الزنداني وسط حضور كبير بمأرب
أمين عام الإصلاح يستقبل العزاء بالرياض في وفاة الشيخ الزنداني
عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية «المطلق» يقدم العزاء في وفاة الشيخ الزنداني
الحزب الجمهوري يعزّي برحيل الشيخ الزنداني ويشيد بإسهاماته في ميادين النضال والدعوة
قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بعطائه وأدواره المشهودة
تشييع مهيب للشيخ الزنداني شارك فيه الرئيس أردوغان وقيادات في الإصلاح
البكري: ترك الشيخ الزنداني بصمة لا تُمحى وصوته الداعي إلى السلام والتسامح
اللواء العرادة يعزي بوفاة الشيخ الزنداني ويشيد بإسهاماته وأدواره الوطنية ومواقفه النضالية
علماء وهيئات إسلامية في دول عدة ينعون العلامة الشيخ عبد المجيد الزنداني
منظمة إكرام ماليزيا: رحيل الزنداني خسارة لليمن والعالم الإسلامي
دخلت اليمن في نفق مظلم عقب انقلاب (سبتمبر/أيلول 2014)، الذي سيطرت على إثره مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على مفاصل الدولة، لتندلع عقبها حرب شرسة في مختلف المحافظات بين الانقلابيين والقوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي.
قامت الكثير من القوى بواجبها تجاه الوطن والتصدي للانقلابيين، وكذلك بعض المنظمات والمكونات الاجتماعية أبرزها المرأة في حزب الإصلاح، التي كانت السباقة في مناهضة تلك المليشيات، ولعبت دوراً هو الأبرز خلال سنوات الانقلاب الثلاث الماضية.
ناضلت المرأة الإصلاحية ومارست واجباتها بالتضحية في سبيل الخلاص من الانقلابيين، فضلا عن ارتفاع صوتها للتنديد بممارسات المليشيات ضد أبناء الشعب اليمني، وكذلك بدعمها للمقاتلين في صفوف الجيش الوطني بمختلف أنواع الدعم؛ حيث دفعت بأبنائها وزوجها وإخوانها إلى المعارك فيما كن الظهر الحامي لهم في مختلف الميادين.
التصدي للانقلاب
عملت المرأة في حزب الإصلاح على التصدي للانقلاب برغم انتهاجه العنف، من أجل قمع أية مظاهر مناوئة له، والحيلولة دون السماح لهم بمناهضتهم، وهو ما لم يحدث، وقامت المرأة الإصلاحية بالعديد من الأدوار منذ الانقلاب وحتى اليوم، وتتمثل بالتالي:
- تنظيم الاحتجاجات المستمرة في مختلف المحافظات؛ تنديدا بالانقلاب وللحث على استعادة الدولة، ورفض السلوك المليشاوي الذي ينتهجه الانقلابيون، فكان صوتها هو الأعلى برغم استخدام وتلويح المليشيات بآلات الموت.
- طالبت المرأة الإصلاحية كذلك عبر مختلف وسائل الاحتجاجات ووسائل التواصل الاجتماعي، بترسيخ مناخ الحقوق والحريات، فضلا عن المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في سجون الانقلابيين، الذين تعرض الكثير منهم للإخفاء القسري والتعذيب حتى الوفاة، بحسب تقارير حقوقية.
- في الوقت الذي أصبح زوجها معتقلا لدى المليشيات أو شهيدا أو جريحا، قامت المرأة بكامل المسؤولية، فأعالت أسرتها، وعملت جاهدة على التكيف مع الواقع الاقتصادي السيئ، الذي فرض وضعا معيشيا قاسيا على ملايين الأسر اليمنية.
- سجلت المرأة الإصلاحية مواقف مشرفة بكفاحها الإعلامي، عبر مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ومواقع التواصل الاجتماعية، فأخذت تقوم بتعرية الانقلابيين بالكشف عن جرائمهم، وإيصال صوت المظلومين على يد تلك المليشيات إلى الرأي العام، كما قامت بالمشاركة في التوعية بخطورة الانقلاب وآثاره على حاضر ومستقبل اليمن، وكذا مناقشة مختلف المستجدات على الأرض.
- إضافة إلى ذلك فقد لعبت دورا سياسيا بارزا ومؤثرا في الرأي العام، والناشطة الحائزة على جائزة نوبل توكل كرمان مثالا لذلك، فقد كانت صوت المدنيين الذين يعانون كثيرا في المدن الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، واتخذت الكثير من المواقف المناهضة للانقلاب، والداعمة والناقدة في ذات الوقت للشرعية والتحالف العربي، من أجل تصحيح مسارهم والعمل نحو استعادة الدولة.
- قامت أيضا المرأة في حزب الإصلاح بالتركيز على ملف الإغاثة والملف الحقوقي، فعملت في كثير من المنظمات لتوثيق انتهاكات الحوثيين، ودعم الأسر الفقيرة بالمواد الإغاثية، وكذا تقديم الدعم اللازم لكثير من الجرحى الذين لم تقم الشرعية بواجبها تجاههم كما ينبغي، فكرست الكثير من ناشطات الحزب جهودهن كالناشطة حياة الذبحاني، وكثير من الناشطات غيرها لحشد الدعم للجرحى عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ونجحن في مساعدة العشرات.
- كان لها الدور الأبرز -أيضا- في تشجيع أبنائهن وأزواجهن للتصدي للانقلابيين، فكن أنموذجا لكثير من نساء اليمن.
- قامت المرأة الإصلاحية –كذلك- بإهداء الجرحى والمقاومة الشعبية أموالها، من أجل دعمهم ليصمدوا في الجبهات لدحر المليشيات الانقلابية من المحافظات التي سيطروا عليها بالقوة.
انتهاكات متواصلة
ونتيجة لكل تلك الأدوار النضالية التي قامت بها المرأة في حزب الإصلاح، فقد وقفت لها المليشيات الانقلابية بالمرصاد، ومارست ضدها مختلف الانتهاكات، متجاوزة الأعراف والتقاليد المعروفة في المجتمع اليمني.
فتعرضت المرأة في الحزب للتهجير والتشريد وتفجير المنازل، في محاولة لثنيِّها عن القيام بدورها لإدراكهم بالدور الذي تقوم به، وهو ما فشلوا فيه، طوال فترة الانقلاب.
وكثيرا ما تعرضت أيضا للاعتداء والتعسف، وقمع الاحتجاجات بالقوة التي تقوم بها للمطالبة بالإفراج عن أبنائهن المختطفين لدى تلك المليشيات.
كما كانت المرأة الإصلاحية هدفا لتلك المليشيات، فأصبحت شهيدة أو جريحة نتيجة لقصفهم العشوائي، أو قنصها، وهو المشهد الذي كثيرا ما يتكرر في محافظة تعز على وجه التحديد.
وفي أحايين كثيرة، ونتيجة لخشية الانقلابيين من الضغط المجتمعي عليهم إذا قاموا باعتقال المناوئات لهم، كانوا يقومون بالضغط عليهن وابتزاهن عبر استهداف أزواجهن أو حتى أبنائهن وآبائهن، وبرغم ذلك استمرت المرأة في الحزب بنضالها حتى اليوم.
فضلا عن ذلك فلم تغب المرأة في الحزب عن سلك الشرطة، الذي كان هناك محاولات لتفعيله في تعز عقب اندلاع الحرب، وذلك للحد من الجرائم التي كانت تحدث، وللقيام بالتفتيش في بعض بيوت المشتبه بهم.
أنموذجا للنساء اليمنيات
في الوقت الذي كانت مليشيات الحوثي الانقلابية تقوم بتدريب النساء الحوثيات تحت ما يسمى بـ"الزينبيات" لقمع النساء المناوئات لهم، بطريقة تجاوزت الأعراف والتقاليد في المجتمع اليمني، كانت المرأة الإصلاحية تتشكل صورتها المغايرة لما عُرفت به المرأة اليمنية طوال العقود الماضية، فناضلت وجسدت أنموذجا صارت تقتدي به النساء في اليمن.
فقد أثرت مسيرتهن النضالية على نساء حزب المؤتمر الشعبي العام، اللائي خرجن يوم أمس الأربعاء (6 ديسمبر/كانون الأول) من أجل المطالبة بجثمان الرئيس السابق علي عبدالله صالح المحتجزة لدى مليشيات الحوثي.
وتعرضن على إثر ذلك لاعتداء جسدي وترويع، في سلوك أثار غضب المجتمع اليمني المحافظ، ليعكس بذلك الحوثيون نظرة مستقبلية تبدو غاية في البشاعة في ظل مثل هذه الممارسات الدخيلة على المجتمع.
فكما شجعت المرأة الإصلاحية اليمنيات للعب أدوار سياسية ومجتمعية وحقوقية وإغاثية، ها هي تضع بصمتها اليوم في سجل اليمن التأريخي الذي يوثق لأبشع انقلاب تعرضت له اليمن.