السبت 20-04-2024 00:20:47 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

اغتيالات وإعدامات مروعة..

اب: الإرهاب الحوثي لا يستثني أحداً

السبت 25 نوفمبر-تشرين الثاني 2017 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت- خاص/ محمد الجماعي

    

تعيش محافظة إب الموسومة بالسلام والتعايش وجمال الطبيعة الخلاب, واقعاً مختلفاً لطبيعة الصراع الدموي الجاري وراء الكواليس بين الانقلابيين والمناهضين لهم سياسياً وعقائدياً من جهه , وبين حلفاء الانقلاب أنفسهم من جهة أخرى.

 

وعلى الرغم أن المدينة لا تشهد عمليات عسكرية وقتالية كتلك التي تشهدها مدن يمنية أخرى في إطار الحرب المشتعلة منذ انقلاب ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح على سلطات الدولة في 21 سبتمبر من العام 2014م , بالإضافة لإبرام اتفاقية سلام بين كافة الأطراف والمكونات السياسية والقبلية في مدينة إب مع الانقلابيين حرصاً على تجنب مآلات ونتائج الحرب , الا ان مدينة السلام والجمال نالت نصيبها الوافر من إجرام وسوء أفعال الانقلابيين التي طالت مختلف شرائح الجميع دون استثناء.

 

 

استهداف ممنهج

 

أخذ الصراع في مدينة إب بين حلفاء الانقلاب طابع أخر بعد صدامات حدثت بينهما في الاونة الأخيرة, أدى بالحوثيين إلى التصعيد العلني تجاه العديد القيادات السياسية والعسكرية والوجاهات الاجتماعية المحسوبة على حزب صالح , ففي العام 2017 تنوعت آلية الاستهداف بحسب ما تقتضي الحالة , فالبعض تمت تصفيته جسدياً , وآخرين فصلوا من وظائفهم في مؤسسات الدولة , وهناك من همشوا اجتماعياً في المناطق التي ينتموا اليها واستبدلوا بمشرفين تابعين لجماعة الحوثي وفق ما أكدته تقارير حقوقية.

 

مؤخراً أقدمت مليشيا الحوثي على استهداف العقيد احمد قايد الجماعي نائب مدير أمن السبرة وأحد وجهاء وأبناء المنطقة المحسوبة على حزب الرئيس السابق صالح داخل مقر إدارة الأمن بمركز مديرية نجد الجماعي.

 

وكشفت أحداث وتفاصيل استهداف العقيد الجماعي المهشود له بالنزاهة والالتزام بالقانون والنظام حقيقة وطبيعة المخطط الخفي والممنهج الذي يطال قيادات حزب المؤتمر , فقد تركه الحوثيين ينزف حتى الموت ورفضوا السماح للمتواجدين من جنود إدارة الأمن وأهالي المنطقة بتقديم الإسعافات الأولية أو نقله الى المستشفى , بعدما قام أحد مقاتليهم بإطلاق النار على ركبته عقب اشتباكات مسلحة درامية كان طرفيها مشرفان يتبعان الجماعة , والذي بدورهم سارعوا بتهريب وتأمين الجاني عبر المشرفي الأمني للمنطقة فور تنفيذ العملية حسب شهادات مصادر محلية.

  

مصير متشابه

 

 لم يكن المناهضين لميليشيات الانقلاب بمنأى عن آلة إجرامهم , والسقوط في شرائك حيلهم ومكرهم , والوقوع في افخاخ نكثهم للمواثيق والمعاهدات والاتفاقيات, حيث نال قيادات ووجاهات حزب الإصلاح في العام 2016 النصيب الأكبر من الاستهداف والتصفيات والسلوكيات المليشاوية التي تتشابه حد التطابق مع سلوكيات المافيا والعصابات.

 

 في 11 فبراير أغتيل رئيس فرع الإصلاح في مديرية حبيش محمد الشامي ونجله بعبوة ناسفة زرعت أمام منزله, وحينها اتهم حزب الإصلاح مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بالوقوف وراء العملية، وفي الشهر ذاته أغتيل نجل القيادي في المقاومة الشعبية بإب الشيخ علي مسعد بدير الذي سبق له وخاض معركة ووقف في وجه التوسع الحوثي في منطقته.

 

وفي ديسمبر من ذات العام أغتيل القيادي الإصلاحي في مديرية جبلة فهد محسن الحاشدي بعبوة ناسفة زرعت أمام منزله وبطريقة مشابهه لاغتيال رئيس فرع إصلاح حبيش , واتهمت مليشيات الحوثي وصالح بالوقوف وراء الحادثة.

  

إعدامات ميدانية

 

استهدفت ميليشيا الانقلاب مختلف شرائح المجتمع بمدينة إب, واقدمت على ارتكاب ابشع الجرائم بحسب ما وثقه المركز الإعلامي للمدينة خلال العاميين الماضيين، وقامت بإعدام وتصفية لعدد من قيادات المقاومة والأحزاب السياسية ووجاهات اجتماعية معارضين للانقلاب.

 

ومن ابرز الحالات التي وثقت في تقرير المركز لعام 2016 إعدام الشيخ عبدالله العزي ونجله في الـ23 من شهر فبراير , بعد اقتحام منزلهم في قرية الدخلة بمديرية يريم بحملة عسكرية مكونة من عشرات الأطقم واختطافهما وإعدامهما, ومن ثم بث جريمة الإعدام في وسائل الإعلام التابعة للانقلابيين.

 

وفي اليوم التالي لإعدام الشيخ العزي, اعدمت مليشيات الحوثي وصالح الشيخ محمد زيد السبل بعد اختطافه وسجنه في سجن خاص بها لساعات في مركز المديرية, وقتلته رمياً بالرصاص بعد أن مارست بحقه جرائم تعذيب وحشيه, ولم تتوقف سلسلة الإعدامات الميدانية ففي في 28 مارس صفت مليشيا الانقلاب الشيخ غمدان الشعوري في مستشفى الثورة العام بإب , بعد نقله للعلاج عبر وساطة قبلية قبل أن ينكث الانقلابيين بالاتفاق.

 

ولرفضه فرض مليشيات الانقلاب خطيباً بالقوة في الجامع الكبير بالمدينة, اقتحمت مليشيات الحوثي وصالح في 14 ابريل 2014 منزل بشير شحرة في المدينة القديمة , وقامت بإعدامه رمياً بالرصاص وسحله بعد ذلك أمام أنظار أبنائه وعائلته, في مشهد بشع غير معهود في مدينة إب, وبعدها بأيام اقتحمت حملة مسلحة للانقلابيين قرية في منطقة السحول, وأعدمت المواطن طه البعداني أمام أنظار زوجته وأولاده.

  

عام الاغتيالات

 

 مرت محافظة إب في العام الأول لسيطرة مليشيا الانقلاب بانفلات أمني هو الأسوأ في الأعوام على الإطلاق بعد عقود اتسمت المحافظة بالسلام والأمان, ولم تشهد حوادث القتل والإغتيالات كما عرفتها منذ سيطرة مسلحي الحوثي وصالح.

 

ووثقت مصادر حقوقية خلال 2015م حوادث اغتيالات واسعة وتمكنوا من رصد اثني عشر حالة اغتيال فضلا عن عشرات الجرائم التي ترتقي إلى حالات الإغتيالات.

 

وأخذت منهجية الاغتيالات طابع سياسي فمن خلال تتبع بعض من خيوط تلك الجرائم والتي قالت بأنها سياسية بحته وبعضها تم تصفيتهم عن طريق الإغتيالات لرفضهم التعامل مع مسلحي الحوثي وصالح الانقلابيين كما يريدون حسب تلك المصادر الحقوقية.

 

ففي الـ30 من سبتمبر 2015م تم اغتيال الضابط فيصل جهلان أحد أفراد شرطة النجدة في إب وذلك في شارع الجامعة , وبعد تلك الجريمة بيومين أغتيل فيصل شريف جوارجامع الرحمن بمنطقة الظهار العليا , وفي ذات المنطقة أغتيل الضابط عباس المغربي المعروف بنزاهته ورفضه للفوضى وعبثية ميليشيا الانقلاب.

 

وفي الـ29 من شهر ديسمبر 2015م أغتيل امام جامع بمديرية ريف إب بعد صلاة العشاء وهو أحد طلاب معهد دماج السلفي صعدة والذي هجر مع بقية طلاب دماج من قبل جماعة الحوثي.