الجمعة 29-03-2024 08:03:37 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

تصدع الجبهة الداخلية للانقلاب.. المظاهر والتداعيات

الخميس 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2017 الساعة 05 مساءً / الاصلاح نت - خاص/ عبدالسلام قائد

   

تتزايد الخلافات يومًا بعد آخر بين طرفي الانقلاب (المخلوع علي صالح وجماعة الحوثي)، جراء استمرار الحوثيين في خطتهم للاستيلاء على كافة المناصب في العاصمة صنعاء والمحافظات غير المحررة، وسعيهم التدريجي إلى إقصاء كافة أتباع المخلوع صالح، رغم الاتفاقيات بين الطرفين المتضمنة استمرار الشراكة بينهما، ولجوء المخلوع صالح وأتباعه إلى عدة حِيَل للحفاظ على استمرار الشراكة، مثل تشكيل ما أطلق عليه "مجلس سياسي" تكون العضوية فيه مناصفة بين الطرفين، ورئاسته دورية بينهما، بالإضافة إلى تشكيل ما أطلق عليها "حكومة الإنقاذ"، على أن تكون المناصب الوزارية وغيرها مناصفة بين الطرفين أيضًا.

 

وتعكس الخلافات المتزايدة بين أتباع المخلوع صالح والحوثيين الوجه البشع للانقلاب، المتمثل في سعي كل طرف منهما للاستيلاء الكامل على السلطة، وإقصاء الآخرين منها وعدم القبول بالشراكة معهم. وإذا كان طرفا الانقلاب لا يقبلان بالشراكة مع بعضهما، فكيف إذن سيقبلان بها مع الأطراف الأخرى، أو سيقبلان بالتداول السلمي عن طريق صناديق الاقتراع، وهو ما يعني أن الرهان على الحل السلمي للأزمة مجرد وَهْم.

 

 مظاهر الصراع

 

تتعدد مظاهر الصراع بين طرفي الانقلاب في الوزارات والمؤسسات الحكومية وغيرها من المناصب المدنية والعسكرية في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات التي لم يتم تحريرها بعد، والصراع لم يقتصر على التراشق الإعلامي أو التعيينات والإقالات، خاصة في المناصب الكبيرة، وإنما وصل إلى الاعتداءات الجسدية واللفظية والتمييز العنصري من قبل جماعة الحوثيين ضد أتباع المخلوع صالح أو جناحه في حزب المؤتمر. وفيما يلي أبرز مظاهر الصراع بين الطرفين:

 

- تبادل الاتهامات بالخيانة وعدم الإيفاء بمقتضيات التحالف بين الطرفين لمواجهة ما يسمونه "العدوان"، واتهام كل طرف للآخر بالتقصير والتسبب بالهزائم العسكرية في بعض الجبهات.

 

- ﺇﻗﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻋﺪﺩًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﻢ، وكان آخرها إصدار ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺼﻤﺎﺩ، ﺭﺋﻴﺲ ما يسمى ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺟﺪﺩ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺷﺎﺕ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ تعيين ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺣﻮﺛﻴﺔ ﻭﻛﻼﺀ ﻭﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ.

 

- اتهام الحوثيين لوزير النفط الموالي للمخلوع صالح برفض توريد الإيرادات المالية إلى البنك المركزي ونهبها والعبث بها، وأيضًا عرقلة رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد لقرارات التعيينات وغيرها التي أصدرها وزير النفط والمماطلة أو الرفض في المصادقة عليها.

 

- ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﺋﺎﺳﺔ ما يسمى ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻴﻄﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺭﻏﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﻭﺭﻱ ﻛﻞ أربعة ﺃﺷﻬﺮ ﻟﻜﻞ ﻃﺮﻑ منهما، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻳﺠﺒﺮﻭﻥ المخلوع ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺪﻳﺪ ﻟﻠﺼﻤﺎﺩ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ، الذين ﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ.

 

- اتهام القيادي المؤتمري عارف الزوكا، الموالي لصالح، للحوثيين بنهب أربعة مليار دولار من خزينة الدولة.

 

- وزير النفط الموالي للمخلوع صالح يتهم نافذين حوثيين ونقاط أمنية تابعة لهم في الحديدة باحتجاز قاطرات المشتقات النفطية ورفع أسعارها في السوق السوداء.

 

- اندلاع اشتباكات في أواخر أغسطس الماضي في جولة المصباحي بالعاصمة صنعاء بين مسلحين من الطرفين قتل فيها القيادي المؤتمري خالد الرضي، وهو من المقربين من المخلوع صالح ويقال إنه قائد الحرس الخاص به.

 

- ازدادت حدة الخلافات بين الطرفين عندما حشد المخلوع صالح أنصاره في ميدان السبعين للاحتفاء بذكرى تأسيس حزب المؤتمر، واتهمه الحوثيون -على خلفية ذلك الحشد- بالاتفاق سرًا مع التحالف العربي للانقلاب عليهم، وأن الحشد هدفه التصعيد ضدهم، وقابلوا حشد صالح لأنصاره بحملة مضادة أطلقوا عليها "التصعيد مقابل التصعيد"، وحشدوا أنصارهم في جميع المداخل الرئيسية للعاصمة صنعاء استعدادًا لأي محاولة للانقلاب عليهم من قبل صالح.

 

- ﺗﺰﺍﻳُﺪ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺷﻖ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺻﺎﻟﺢ، ﺣﻴﺚ ﻳﻬﺪﺩ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻔﻀﺢ ﺟﺮﺍﺋﻤﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻠﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺴﺘﺔ في صعدة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴًﺎ ﻟﻠﺒﻼﺩ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﻠﻔﺎﺕ ﺗﻮﺭﻃﻬﻢ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﻓﺴﺎﺩ.

 

- اعتراض أتباع المخلوع صالح على تغيير الحوثيين لمناهج التعليم بمناهج طائفية تخدم فكرهم السلالي والعنصري.

 

- اعتداء الحوثيين بالضرب على وزراء ومسؤولين آخرين من الموالين للمخلوع صالح، واقتحام بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية وفرض سيطرتهم عليها بالقوة أو استبدال بعض المسؤولين فيها بآخرين من الموالين لهم، مثل اقتحامهم لوزارات الخارجية والصحة والتعليم والإرشاد ومصلحة الأحوال المدنية وغيرها.

 

- ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺨﻴﻮﺍﻧﻲ، ﻧﺎﺋﺐ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ، وهي المطالب التي روج لها عدد من قيادات الجماعة، وقوبلت باعتراض علي صالح وأتباعه، كونها تستهدفهم، خاصة بعد أن شاع وصف الحوثيين لمنتقديهم من أتباع صالح بـ"الطابور الخامس".

 

- الصراع على قوات الحرس الجمهوري، وسعي الحوثيين للهيمنة على ما تبقى من ألوية عسكرية منها موالية للمخلوع صالح وعائلته.

 

- ﻧﺸﺮ ﺍلمليشيات ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭمديرية ﺳﻨﺤﺎﻥ، ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺱ ﺻﺎﻟﺢ، ﻭﺇﺭﺳﺎﻟﻬﻢ ﺗﻌﺰﻳﺰﺍﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻌﺴﻜﺮﻱ "ﺿﺒﻮﺓ" و"ﺭﻳﻤﺔ ﺣﻤﻴﺪ"، اﺳﺘﻌﺪﺍﺩًﺍ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺧﻄﺔ للاستيلاء ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮ "رﻳﻤﺔ ﺣﻤﻴﺪ" ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ للمخلوع ﺻﺎﻟﺢ.

 

- ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻟﺘﺤﻴﻴﺪ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺳﻨﺤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺧﺸﻴﺔ تحالفها ﻣﻊ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ، ثم ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻋﺴﻜﺮﻳًّﺎ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ تردد أنباء بأن صالح ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺎﺳﺘﻨﻔﺎﺭ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺳﻨﺤﺎﻥ ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﻃﻮﻕ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺗﻪ، ﻭﻗﺪﻡ ﻟﻬﻢ ﺩﻋﻤًﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳًّﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ، ﺣﻴﺚ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺗﻌﺰﻳﺰﺍﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﻃﻘﻢ ﻭﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﺑﻬﺪﻑ ﻣﻨﻊ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻟﻼﺣﺘﻤﺎﺀ ﺑﻬﺎ، ﻭﻣﻨﻊ ﺃﻱ ﺗﺤﺮﻙ ﻗﺒﻠﻲ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺍﻻﻧﻘﻀﺎﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ.

 

- مطالبة بعض الناشطين السياسيين والإعلاميين في جماعة ﺍﻟﺤﻮثي باﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﻧﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺻﻌﺪﺓ، ﻭالمطالبة بإصدار قرار ﺑﺈﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ، ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺃﻥ ﺻﺎﻟﺢ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﻄﻂ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ، وبعضهم يهددون بالانتقام منه والثأر لمقتل مؤسس الجماعة حسين الحوثي في الجولة الأولى من حرب صعدة عام 2004.

 

هيمنة بلا حدود

 

أفرز تصدع الجبهة الداخلية لطرفي الانقلاب وتزايد الخلافات بينهما معادلة مختلة، تتمثل في الهيمنة المتزايدة للحوثيين على القرار السياسي والهيمنة على القوات العسكرية التي كانت موالية للمخلوع صالح وعائلته، وبذلك يكون الحوثيون قد استطاعوا خلال فترة زمنية وجيزة الهيمنة على عوامل القوة والنفوذ للمخلوع صالح التي راكمها خلال سنوات حكمه لليمن التي استمرت 33 عامًا، لدرجة أنه حتى الجيش الذي كانت عقيدته العسكرية تتمثل في الولاء المطلق للمخلوع صالح وعائلته، تمكن الحوثيون من الهيمنة عليه، وغيروا عقيدته العسكرية من خلال دورات طائفية وعقائدية مكثفة، وأصبح جيشًا طائفيًا بامتياز، وأصبح ولاؤه لجماعة الحوثي.

 

ومن العوامل التي ساعدت الحوثيين على ذلك، الانتماء القبلي والمناطقي والمذهبي لغالبية أفراد هذا الجيش، وخاصة ما يعرف منه بـ"الحرس الجمهوري"، والتجانس المذهبي والاجتماعي بين هذا الجيش ومليشيات الحوثيين، بالإضافة إلى غياب المخلوع صالح كثيرًا عن المشهد السياسي والعسكري بعد انطلاق عملية "عاصفة الحزم" العسكرية، ولم تجدِ محاولاته الأخيرة في لملمة شتاته من خلال الظهور الإعلامي وتفعيل النشاط التنظيمي لحزب المؤتمر، وهو النشاط الذي أثار سخط الحوثيين وسخريتهم منه في نفس الوقت.

 

ورغم كل هذه الخلافات والتصدعات، لكن يبدو أن التحالف التكتيكي بين الطرفين لن ينهار جراء ذلك، وذلك لحاجة كل طرف للآخر، وخشية كل طرف من الآخر، وأيضًا استفادة كل طرف من الآخر في ملفات أخرى، فالحوثيون يتخذون من حزب المؤتمر واجهة سياسية للانقلاب والتخاطب مع المجتمع الدولي، بينما يتخذ المخلوع صالح من الحوثيين واجهة عسكرية للانقلاب وتحميلهم وزر الجرائم البشعة التي ترتكب ضد المدنيين. وتبدو احتمالات انهيار التحالف بين الطرفين في القريب العاجل ضعيفة، رغم سعي الحوثيين لإنهاء التحالف وحرص المخلوع صالح على بقائه.