الجمعة 19-04-2024 08:01:29 ص : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

رئيس الوزراء يحضر اللقاء الموسع للعلماء والخطباء والدعاة في العاصمة المؤقتة عدن

السبت 18 نوفمبر-تشرين الثاني 2017 الساعة 05 مساءً / الاصلاح نت/ سبأ نت/ عدن

 

حضر رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر، اليوم، اللقاء الموسع لعلماء ودعاة و خطباء العاصمة المؤقتة عدن، المنعقد برعاية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وتنظيم وزارة الأوقاف والإرشاد.

 

وكرس اللقاء بحضور القائم بأعمال محافظ عدن احمد سالم ربيع، لمناقشة دور العلماء والدعاة والخطباء في مواجهة الغلو والتطرف والتصدي لمواجهة الانحراف الفكري لعناصر الإرهاب الضالة، ونشر قيم الوسطية والاعتدال كأساس للدين الإسلامي الحنيف.

 

ووقف اللقاء أمام خطورة استهداف الفكر الوسطي والجهود المطلوبة لحماية العلماء والخطباء والدعاة، بما يضمن استمرار دورهم في أداء رسالتهم العظيمة، ومواجهة انحراف الجماعات الضالة المتحللة من أي ذمة ودين، والتي تجد في إسالة دم البشر الآمنين شفاء لما تحمله من أحقاد متخفيّة بمظاهر دينية.

 

وأكد أن كل من يتوسل العنف ويلجأ إلى الإرهاب مجرم تجب إدانته ومواجهته وملاحقته بكل الوسائل القانونية المتاحة، وإن أول خطوات المواجهة تتجسد بنبذ الفرقة وتوحيد الصفوف على المستوى الرسمي والشعبي، وأهمية الدور المحوري للخطباء والعلماء والدعاة في هذا الجانب.

 

ونقل رئيس الوزراء في كلمته التي ألقاها، تحيات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية للعلماء والخطباء والدعاة وتعازيه الحارة لهم في إخوانهم وزملائهم من العلماء والدعاة الذين سقطوا شهداء على ايدي عناصر الظلام والإرهاب الأعمى..معربا عن ثقته في ان هذه المحاولات البائسة لإسكات أصوات الحق والوسطية لن تجدي نفعا، وستهزم العناصر الضالة بتكاتفنا جميعا،والاستمرار في قول كلمة الحق.

 

وعبر الدكتور بن دغر عن سعادته بهذا اللقاء مع كوكبة من العلماء والخطباء والدعاة الذين يمثلون قامة وقيمة مهمة في حياتنا، فمنهم تعلمنا مبادئ الدين الإسلامي الحنيف ونستقي معارفنا بشؤون ديننا كنبراس نهتدي به في حياتنا اليومية.

 

وقال: "كم هي فرصة وأنا أخاطبكم اليوم وعبركم أخاطب كل علمائنا الأجلاء في اليمن، فما نعيشه من وضع وواقع صعب يتطلب وحدة الموقف بما يخدم وطننا وشعبنا الذي نحن جزء منه ونعاني معه، ويفترض أن نعمل بكل جهد وتكاتف للقيام بواجباتنا ومسؤولياتنا الأخلاقية والوطنية والدينية كلا من موقعه للخروج من الأزمة الراهنة".

 

وأضاف: "وموقف المدرسة والمسجد والحزب والمجتمع، كلها هامة وضرورية، لمواجهة التهديد القائم الذي لازال يهدد امن الوطن والمواطن، وانتم العلماء قلتم ولا تزالون كلمة الحق وهو ما جعلكم عرضة للاستهداف في حياتكم وتعرض بعضكم للقتل والتهديد، لكن لا يجب أن يرهبونا وما دمنا على الحق فنحن منتصرون حتما".

 

وتطرق رئيس الوزراء إلى آفة الإرهاب التي لا دين لها ولا جغرافيا ولا وطن.. لافتا إلى أن الأعمال الإرهابية التي شهدها الجميع مؤخرا دليل على أن امننا واستقرارنا مستهدف ومهدد، وتقتضي المسؤولية والواجب أن نتنبه جميعنا الى هذا الخطر الداهم والمسارعة لقطع الطريق والتصدي لهذا الإرهاب وعدم السماح له بالتمدد او النمو.. مؤكدا أن وقوف العلماء والخطباء والدعاة وجميع اليمنيين دون استثناء حول الدولة الشرعية ومؤسساتها ولاسيما المؤسسة العسكرية والأمنية، هو الضمان الحقيقي لحماية بلادنا وشعبنا من شرور التطرف والعنف والإرهاب. 

 

وشدد على ضرورة أن تنصب كل الجهود الوطنية المخلصة،على مواجهة آفات التطرف والإرهاب من أية جهة أتت، باعتبارها خطرا داهم يهدد امننا واستقرارنا، وهذه المواجهة لا يمكن ان تتم الا عن طريق دعم الدولة ومؤسساتها وعلى وجه الخصوص الأجهزة الأمنية وتوحيد القرار الأمني والعسكري والسياسي، فكلنا على ظهر سفينة واحدة ان نجت نجونا جميعا، ويجب ان نعمل من اجل نجاتها ولن نقبل عن ذلك بديلا.

 

وأشار الدكتور بن دغر الى إن المعركة مع الإرهاب طويلة، ومن شروط الانتصار فيها عدم الاستسلام للهلع الذي يريد الارهابيون زرعه في نفوسنا، أو الانقياد للفتنة التي يسعون الى جرنا اليها، وهذه المعركة تستدعي منا جميعا مزيدا من الالتفاف حول جيشنا وقواتنا الأمنية، وأجهزة الدولة ومؤسساتها الشرعية، باعتبارها الضامن الوحيد للأمن والاستقرار.

 

وأكد ان اليمن لن تعود الى الوراء بل ستنتصر بالدولة وللدولة، تنتصر مع كل اليمنيين الحريصين على امنهم وحريتهم واستقرارهم مهما كلف ذلك من مشقات، وسيدرك المندسون والمتآمرون والانقلابيون ان خططهم للعبث بالامن مصيرها الفشل والهزيمة.

 

وجدد رئيس الوزراء التاكيد على ان عدن وكل مدن اليمن لن تزدهر الا في ظل السلم والسلام .. لافتا الى ان الاضطرابات في عدن تتطلب حتما وحدة المواقف خلف الدولة الشرعية ووحدة الموقف السياسي والعسكري والامني تجاه المليشيات الانقلابية والارهاب لصون عدن واليمن كلها. 

 

وأشار الى ان استكمال انهاء الانقلاب ومحاربة الارهاب هما اولوية قصوى لدى الحكومة الشرعية بدعم اخوي صادق وكامل من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.

 

وقال رئيس الوزراء: "نحتاج إلى نصر عسكري واستعادة العاصمة صنعاء لكسر شوكة الحوثيين، وهذا لا يعني اننا نريد إبادة أحد، لكن بسط سيطرة الدولة على كامل ترابها ومؤسساتها هو الضامن الحقيقي لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية، لأن مليشيات الانقلاب طالما ظلت مسيطرة على جزء من الوطن فستظل تغذي الإرهاب والتطرف وزعزعة الأمن بكل الوسائل والطرق".

 

وأضاف: "من يعتقد ان الحرب انتهت بخروج الحوثيين من عدن وان الحرب في تعر ومأرب لا تعنيه فهو واهم، وعلينا ان ندرك ان كل هذه الجبهات تدافع عنا في عدن".

 

وحذر الدكتور بن دغر من خطورة المشروع الفارسي الذي تقوده ايران في المنطقة العربية، وما يغذيه من خلافات مذهبية وطائفية من اجل فرض وجوده لطمس الهوية العربية والإسلامية..مشيراً الى ان ايران تجبرت في المنطقة والمشروع الفارسي يريد ان يتمدد ويتوسع والحوثيين اداة ايران في اليمن، لكن عاصفة الحزم اسقطت احلامهم واوهامهم، ونحن على ثقة ان دفن مشروع ايران وكبح جماحه سيكون من موطن العروبة اليمن، بفضل الوقفة الحازمة للاشقاء في دول التحالف العربي بقيادة السعودية وقد ادركت خطورة ما يمثله انقلاب الحوثيين ومن يستخدمهم في سبيل استهداف دول الجوار الخليجي والمنطقة العربية والعالم بتهديد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب.

 

واشار الى ان الحوثيين وايران يمارسون الإرهاب في ابشع صوره، وعلى المجتمع الدولي الالتفات بجدية الى ذلك ومن المستغرب عدم ادراج وتصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية وايران كدولة راعية للارهاب..مؤكدا ان سياسات ايران التخريبية والتدميرية في المنطقة وتصديرها للفتن الطائفية والتعصب المذهبي عبر اذرعها الارهابية لن تتغير دون موقف حازم ورادع من المجتمع الدولي .

 

وطالب رئيس الوزراء من الاجتماع الطارئ المقرر عقده لوزراء الخارجية العرب غدا الاحد في جامعة الدول العربية، اتخاذ موقف حازم ورادع في وجه المخطط الإيراني التوسعي في المنطقة، واستمرار دعمها للمليشيا المسلحة في اليمن وسوريا ولبنان وغيرها.

 

وتمنى -في ختام كلمته للعلماء والخطباء والدعاة- التوفيق والنجاح في عملهم واستمرارهم في اداء دورهم التنويري دون خوف..مؤكداً ان الدولة والحكومة ستقوم بواجبها في حمايتهم ولن تتخلى عن دعم مشروعهم للوسطية والاعتدال.

 

وكان وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور احمد عطيه، قد القى كلمة رحب في مستهلها برئيس الوزراء والمشاركين في اللقاء الموسع.. مستعرضا اهداف اللقاء والدور المعول عليه لاستمرار ودعم الخطوات والإجراءات باتجاه محاربة الفكر الضال والتطرف والعنف والإرهاب.

 

وأشار وزير الأوقاف، الى دور الخطباء والعلماء والدعاة في المنابر والمساجد لغرس القيم في النفوس، ومكافحة آفة الارهاب.. مشيدا بدورهم وتضحياتهم من اجل قول كلمة الحق بحيث صاروا مستهدفين وسقط منهم شهداء وجرحى..داعياً الى صياغة ميثاق شرف دعوي لكل التيارات الإسلامية.

 

وتحدث في اللقاء عدد من الخطباء والعلماء والدعاة المشاركين، عن المشاكل والهموم التي تعاني منها مدينة عدن وحرصهم عل توعية الناس بأهمية رص الصفوف والتعاون لمواجهة كل الآفات التي تهدد وتقوض امن واستقرار المدينة المعروفة بمدنيتها واعتدالها ووسطيتها.