الخميس 02-05-2024 08:18:24 ص : 23 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

اليمن ساحة انتهاكات واليمنيون هدفاً للجرائم..

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. مليشيا الحوثي تتفوق في الانتهاكات وتمارس إرهاباً منظماً

الأحد 12 ديسمبر-كانون الأول 2021 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت – خاص

 

حل اليوم العالمي لحقوق الإنسان، في وقت تصاعدت فيه جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي الانقلابية، بصورة غير مسبوقة، بقصفها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المدنيين، ومخيمات النازحين التي أصبحت هدفاً للمليشيات المدعومة من إيران.

ومنذ سبع سنوات، يواجه الشعب اليمني جرائم وانتهاكات لامحدودة، من قبل المليشيات الحوثية، التي ارتكبت صنوفاً من انتهاكات حقوق الإنسان، عجزت المنظمات الحقوقية والإنسانية عن رصدها، وذلك بسبب تصاعدها واستمرارها وتزايد أعدادها بشكل رهيب، وكذا بسبب التكتم على هذه الانتهاكات في مناطق سيطرة المليشيا والقمع الذي تفرضه على الضحايا وإرهابهم حتى لا يفصحون عما يتعرضون له.

ولا يعني الحديث عن 7 سنوات من الانتهاكات والجرائم الحوثية، أنها بدأت مع الانقلاب أو انطلاق عاصفة الحزم، فمليشيات الحوثي منذ إنشائها، حملت في تكوينها الجيني عاملين، هما: العنصرية السلالية القائمة على الخرافة، وإرهاب المجتمع بارتكاب الجرائم والانتهاكات والبطش من أجل إخضاعه، لكن تركيز الحديث عن 7 سنوات من الجرائم والانتهاكات، هي المدة التي اتسعت فيها رقعة الانتهاكات وتكثفت فيها بصورة مرعبة، بعد أن كانت مقتصرة على محافظة صعدة أو عدد من مديرياتها.

لمحة عن جرائم وانتهاكات يصعب سردها

وفي حين يحتفي العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، يكتوي اليمنيون بجرائم مليشيا الحوثي الإرهابية، التي أهدرت كافة الحقوق والحريات وداستها بأسلحتها الفتاكة، وصادرت حتى الحق في الحياة، وحولت حياة اليمنيين إلى جحيم ملتهب.

وكانت شريحة الصحفيين في مقدمة الفئات التي واجهت البطش والعنف الحوثي، قتلاً وتصفية وقنصاً وحتى وصل الأمر إلى وضعهم دروعاً بشرية مزهقة أرواحهم بوحشية، في الوقت الذي لا يزال فيه عدد منهم مختطفين أو مخفيين قسرياً للعام السادس على التوالي، رافضة إطلاق سراحهم، ضمن المئات من المختطفين من المدنيين الذين تبادلهم بعناصر مليشياتها الذين تم أسرهم في جبهات القتال، وما تمكنت المنظمات من رصده هو 196 انتهاكا ضد الناشطين، و9 آلاف و458 عملية اعتقال و547 انتهاك وتعذيب و214 محاكمة، بالإضافة إلى 350 حالة اختفاء قسري، و1350 انتهاكا ضد الصحافة.

وفي هذه السنوات هجّرت مليشيات الحوثي عشرات الآلاف من الأسر من قراهم وبيوتهم، وأجبرت الملايين على النزوح بتصعيدها العسكري واستهدافها لمنازلهم.

وتأتي جرائم قصف المدن والأحياء السكنية والمنازل وقتل المدنيين ومنهم الأطفال والنساء التي أصبحت مشاهد دموية شبه يومية، تنقلها وسائل الاعلام، لا سيما ما تتعرض له مدينة مأرب وأحياؤها المكتظة بالسكان والنازحين من قصف وحشي أودى بحياة المئات من المدنيين وحول أجساد أطفال إلى أشلاء على مرأى ومسمع من العالم.

وبات القصف اليومي الحوثي للمدنيين بالصواريخ الباليستية جرائم حرب مروعة تتحدى القوانين والأعراف والقيم الإنسانية، لمليشيا يقول قادتها وعناصرها للضحايا المدنيين داخل سجونهم بأنهم لا يكترثون لقضايا حقوق الإنسان.

بشاعة تفوق القاعدة وداعش

وأما أبشع الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، فيأتي على رأسها ما يطلق عليه اليمنيون "العيب الأسود" وهي الجرائم المتعلقة بالنساء والشرف، فأقدمت المليشيا على اختطاف النساء وإخفائهن وارتكاب جرائم مروعة بحقهن، وما كشفت عنه تقارير دولية عن ضلوع قيادات في المليشيا الحوثية في جرائم بحق النساء وتكوين شبكات دعارة، وما تزال العديد من النساء في سجون المليشيا.

وكما النساء، فإن الأطفال هدف لجرائم وانتهاكات مليشيا إيران الحوثية، وما تزال التقارير الحقوقية، محلية ودولية، تتحدث باستمرار عن أهداف هائلة من الأطفال الذين جندتهم المليشيا، وزجت بهم في أتون معارك حربية مستعرة، وأعداد الذين أعادتهم في توابيت بعد أن قذفت بهم إلى الموت وما تزال تقذف يومياً بمئات الأطفال في المعارك.

ومثلها عمليات تفجير المنازل والمباني العامة حيث إن 1100 منزل تم تفجيرها، مع استمرار الانتهاكات للحريات الدينية وضحاياها 6 آلاف و612 قتيلا، و7 آلاف و603، و329 حالة.

ومن شناعة الانتهاكات والجرائم الحوثية التي يشاهدها العالم ويكتوي بنيرها الشعب اليمني، تحويل المليشيا أراضٍ واسعة إلى حقول ألغام، وحديث تقارير حقوقية عن ما يقرب من مليوني لغم زرعتها المليشيا في الأراضي اليمنية، وهو عدد مهول وغير مسبوق في تاريخ الحروب.

أما أعداد ضحايا الألغام الحوثية فقد أكد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) في أبريل الماضي أن أكثر من 4 آلاف مدني سقطوا ما بين قتيل وجريح، منهم 1929 قتيلا مدنيا خلال ست سنوات، بينهم 357 طفلاً، و146 امرأة، وإعاقة وتشويه أكثر من 2242 مدنيا، بينهم 519 طفلاً و167 امرأة في الفترة نفسها بسبب الألغام.

إرهاب منظم

من الصعوبة بمكان سرد أنواع الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها مليشيا معجونة بالعنف والإرهاب خلال السنوات الماضية، والأصعب إحصاء كل هذه الانتهاكات حتى بصورة تقريبية لضراوة العنف ودوران عجلة ضحاياه يومياً.

غير أنه يمكن الإشارة إلى أن هناك جرائم تعكس أن خلفها إرهاب منظم لمليشيا أساس تكوينها قائم على الإرهاب، ويمولها نظام إقليمي كما يمول غيرها من المليشيات والمنظمات الإرهابية.

وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى الجريمة الدامية المتمثلة في الهجوم الإرهابي على مطار عدن الدولي، والجريمة الوحشية في سجن اللاجئين الإثيوبيين في صنعاء الذي أودى بمئات المهاجرين حرقاً وقتلاً على أيدي مليشيا الحوثي.

وختمت المليشيا هذا الإرهاب المنظم للشعب والمجتمع بتصفية مختطفين بصورة وحشية، كما حدث مع 9 من أبناء محافظة الحديدة الذين أعدمتهم بعد أن تعرضوا للبطش والتنكيل.

على أن التمييز العنصري الذي تمارسه المليشيات في مناطق سيطرتها يعد أسوأ أنواع الانتهاكات لمليشيا تعمل بدعم إيراني مكثف على فرض معتقدات وأفكار طائفية تمييزية تدّعي الحق الإلهي في الحكم وتنشر مبدأ الولاية الذي يرتكز على هذه الأحقية، والتي تتعارض مع المبادئ والقيم التي جاءت بها الأديان السماوية في المساواة وعدم تسلط الإنسان على الإنسان، وتتنافى مع الدستور اليمني وأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر والقوانين النافذة في تجريم الطبقية والسلالية.

أين حقوق الإنسان اليمني؟

أما تداعيات 7 سنوات من الجرائم والانتهاكات الحوثية فيكفي معرفة أن أكثر من مليوني طفل يمني تأثروا نفسيا نتيجة إصابتهم المباشرة أو تعرضهم للتهجير القسري أو النزوح من مناطقهم بسبب جرائم وانتهاكات المليشيا الحوثية.

وقبل يومين وبالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، طالبت وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن، بتحمل مسؤوليتهم في حماية المدنيين في محافظة مأرب، والعمل على اتخاذ إجراءات عقابية رادعة ضد مليشيا الحوثي الانقلابية، وهي المطالبات التي لم تنقذ ضحية منذ سنوات، في الوقت الذي تستهدف فيه المليشيا أمام أعين العالم، مخيمات النازحين بالصواريخ البالستية الأمر الذي يعد جريمة حرب مكتملة الأركان، لكن لا يزال العالم يغض الطرف عن هذا الإرهاب المنظم الذي يدمي اليمنيين فقط.

كلمات دالّة

#اليمن