الجمعة 19-04-2024 09:48:29 ص : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحوثيون يجندون الأطفال للقتال على الخطوط الأمامية

الثلاثاء 28 فبراير-شباط 2017 الساعة 05 مساءً / التجمع اليمني للإصلاح - موقع منظمة العفو الدولية

 

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إنه ظهرت أدلة جديدة تفيد بأن جماعة الحوثيين المسلحة تنكب بنشاط على تجنيد صِبيَة لا تزيد أعمار بعضهم عن 15 عاماً كجنود أطفال على خطوط القتال الأمامية في النزاع الدائر في اليمن. وجاء تصريح المنظمة بعدما تحدثت مع أهالي ثلاثة فتيان كانوا خلال الشهر الحالي ضحايا لتلك الممارسة المروِّعة التي تمثل انتهاكاً للقانون الدولي. كما أكد الأهالي أنه تم تجنيد صبي رابع من المنطقة.

 

وقال الأهالي وشاهد عيان لمنظمة العفو الدولية إن الصِبيَة الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 عاماً و17 عاماً، قد جُندوا على أيدي مقاتلين من جماعة الحوثيين المسلحة، التي تُعرف محلياً أيضاً باسم أنصار الله، في العاصمة صنعاء. ولم يعلم الأهالي بأن أطفالهم قد جُندوا إلا بعد أن نبههم بعض سكان المنطقة، الذين شاهدوا الصِبيَة ومعهم حوالي ستة أطفال آخرين وهم يستقلون حافلة في مركز لجماعة الحوثيين في المنطقة، في منتصف فبراير/شباط 2017.

 

وتعليقاً على ذلك، قالت سماح حديد، نائبة مدير قسم الحملات في المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت: "من المروِّع أن تقوم قوات الحوثيين بانتزاع الأطفال من آبائهم وبيوتهم، وأن تحرمهم من طفولتهم، وأن تلقي بهم على خطوط القتال حيث يمكن أن يلقوا مصرعهم".

 

وأضافت سماح حديد قائلةً: "إن هذا العمل يمثل انتهاكاً صارخاً ومعيباً للقانون الدولي. ويجب على قوات الحوثيين أن تكف فوراً عن جميع أشكال تجنيد الأطفال دون سن الثامنة عشرة، وأن تطلق سراح جميع الأطفال المُجنَّدين في صفوفها. ويجب على المجتمع الدولي أن يدعم عملية إعادة تأهيل الأطفال المُسرَّحين وإدماجهم مرة أخرى في المجتمع".

 

وفي وقت لاحق، تلقى أهالي الصِبيَة الأربعة الذين أُخذوا في منتصف فبراير/شباط أنباءً تفيد بأن أطفالهم موجودون في موقع لم يُذكر اسمه على الحدود اليمنية السعودية.

 

وسائل التجنيد والحوافز المقدمة

 

ذكر الأشخاص الذين التقت بهم منظمة العفو الدولية أن ممثلي جماعة الحوثيين يديرون مراكز محلية تنظم أنشطةً من قبيل الصلوات والمواعظ والمحاضرات، وخلالها يُشجع الصِبيَة والشبان على الانضمام إلى المعارك على جبهات القتال.

 

وقال شاهد عيان إن اثنين من الصِبيَة الأربعة جُندوا عن طريق ممثل لجماعة الحوثيين في المنطقة، بعد أن أُرسلا إلى مدرسة لتعليم القرآن الكريم بالقرب من صنعاء لتلقي دروس دينية أولية، في يناير/كانون الثاني 2017. وبعد ذلك أُعيد الاثنان إلى أسرتيهما، اللتين لم تكونا على علم بمكانهما.

وقال بعض أهالي الصِبيَة إن هناك زيادة في تجنيد الأطفال كجنود في الأحياء التي يسكنونها، نظراً لأن كثيراً من الأطفال توقفوا عن الذهاب إلى المدارس بصفة منتظمة، حيث أثَّرت الحرب تأثيراً بالغاً على الاقتصاد، ولم يعد بمقدور كثير من الأهالي تحمل نفقات المواصلات التي يحتاجها أطفالهم للذهاب إلى المدارس. وفي حالات كثيرة، توقفت الفصول الدراسة عن العمل. ويضرب بعض المدرسين عن العمل لأنهم لا يتسلمون رواتبهم.

 

وذكر أحد الأهالي أن الحوثيين فرضوا على ممثليهم في المناطق المختلفة تجنيد أعداد معينة من مناطقهم، وأحياناً ما يصاحب ذلك تهديدات لهم إذا لم يحققوا النتائج المطلوبة.

 

وتحدث شخص من الأهالي، كان شقيقه البالغ من العمر 16 عاماً قد جُند، عن الصِبيَة الذين يُجندون فقال: "هؤلاء [الصِبيَة] لديهم شغف لإطلاق النار من البنادق ورشاشات كلاشينكوف ولارتداء الزي العسكري. [الحوثيون] يقولون إن هناك عدداً قليلاً من المقاتلين [على خطوط القتال الأمامية]، ولذلك يدورون ويأخذون [يجنِّدون] واحداً من كل عائلة. وإذا ما مات الابن على الجبهة، فإنهم يدفعون لأبيه راتباً شهرياً ويعطونه بندقية لكي يضمنوا سكوته".

 

ويخشى كثير من الأهالي أن يتعرض أطفالهم الذين أخذهم الحوثيون أو غيرهم من أطفال العائلة لأعمال انتقامية إذا ما جاهروا بالكلام عن عمليات التجنيد.

 

وقال أحد الآباء: "هناك أطفال كثيرون [يُجنَّدون]، ولكن لا أحد يجرؤ على الحديث أو الاستعلام عن الموضوع. فالكل يخافون من التعرض للاعتقال".

 

وقال اثنان ممن التقت بهم منظمة العفو الدولية إن الحوثيين يعدون بدفع حوافز مادية للأهالي لاسترضائهم، حيث يتعهدون بدفع مبلغ يتراوح بين 20 ألف و30 ألف ريال يمني (حوالي 80 إلى 120 دولار أمريكي) شهرياً عن كل طفل يسقط شهيداً في جبهة القتال. كما يكرِّم الحوثيون أهالي الأطفال الذين يُقتلون بوضع صورهم على ملصقات تذكارية تُعلق في مناطقهم تقديراً لمشاركتهم في الجهود الحربية. وشدد اثنان ممن أجريت معهم المقابلات على أن الأطفال الذين يُجنَّدون عادةً ما يكونون من أفقر الأوساط.

 

هذا، وقد حُجبت أسماء الأطفال الذين جُندوا، وأسماء أهاليهم والأشخاص الآخرين الذين أُجريت معهم مقابلات، كما حُجبت التواريخ الدقيقة لتجنيد الصِبيَة، وذلك حفاظاً على سلامتهم.