السبت 20-04-2024 10:32:20 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

اجتياح إب بين مؤامرة الخارج وعدم تراجع المقاومة

الأحد 15 أكتوبر-تشرين الأول 2017 الساعة 11 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ إب/ محمد صالح ابوراس

 

لم تكن محافظة إب قبل وأثناء وبعد اجتياحها من قبل الأداة المنفذة محليا مسلحي مليشيات الإنقلابيين لم تكن بعيدة عن تلك المؤامرة الخبيثة التي اجتاحت صعدة وأجزاء من عمران والجوف وحجة وحتى تجلى تلك المؤامرة الخارجية في 21سبتمبر2014م الأسود في التاريخ فاجتياح محافظة إب يوم 15 أكتوبر 2014م هو امتداد طبيعي لتلك المؤامرة السوداء التي تهدف لضرب اليمنيين ببعضهم البعض حتى انتهاء أغلب أسودهم وفرسانهم البشرية من كل المكونات السياسية والاجتماعية وكل المحافظة شمالا ووسط وجنوبا وشرقا وغربا تمهيدا لاجتياح الأعداء المتربصون بما تبقى لليمنيين من وطن لاحتلاله وتقسيمه ونهب خيراته وإجراء عملية ضم وإلحاق وطمس هويته والتخلص من كيانه لعقود من الزمن.

 

وكمتابع شبه دقيق للأحداث في إب خصوصا واليمن عموما وشبه الجزيرة العربية ومحيطها بخلفياتها التاريخية والأطماع الاستعمارية والأدوات المستخدمة مع تطور الأدوات والمسميات كان جليا الهدف في إخضاع وسط اليمن ومنها إب؛ لأن فيها كتلة قوة صلبة تمثل حصانة ذاتية ضد الغزاة والطامعين وأدواتهم والخونة المغرسون في الجسد اليمني.

 

قبل اجتياح إب بأسابيع كان قد زارها وزير الدفاع آنذاك في بداية شهر 10/2014م وطلب من قادة اللواء 30 مدرع المعروف بمعسكر الحمزة واللواء 55 مدرع بيرين والتقى معهم بحضور قيادات في السلطة المحلية وطلب منهم بشكل صريح عدم مقاومة مليشيات الإنقلاب المزمع تسليمها محافظة إب وأن يبقوا على الحياد في حال وصلت المليشيات وقاومها حزب الإصلاح وبعض القوى القبلية الرافضة للإنقلاب وطلب من تلك الألوية حماية شخص المحافظ انذاك "القاضي يحب الارياني ومبنى السلطة ال محلية" وبعد أيام قليلة توافدت المليشيات كانت اوامر قد صدرت من خارج الوطن والخلية التي تدير اجتياح اليمن في صنعاء لقيادات أمنية ومخابراتية وحزب المؤتمر الشعبي العام بالتحضر لاستقبال المليشيات القادمة في يريم وسمارة والسحول وصولا الى الاستاد الرياضي والصالة المغلقة بمدينة إب وكان من بين القادمين المليشاويون 3أطقم مسلحة من محافظة عمران يقودها المدعو ياسر الأحمر وتبين لاحقا من بعض الشخصيات المستقبلة أنها تلقت أوامر عليا ونفذت وهي غير مقتنعة بتلك الأوامر واحسست بالعار أمام تضحيات اليمنيين ومناظلي ثورتي 26سبتمبر و14 أكتوبر كون اعداء هذان الثورتان هم من يقفون خلف الإنقلاب على تلك الثورتين الخالدتين،

قيادة أمن محافظة إب كانت عقبة كئود أمام اطماع الغزاة الجدد ولذا لم يطلبها وزير الدفاع "محمد ناصر الحسني" لحضور الاجتماع أثناء زيارته لتسهيل اجتياح إب وتقافز قادة المؤتمر وبعض هواشم الحوثية لاطلاق تصريحات بعزل مدير أمن محافظة إب العميد فؤاد العطاب وتصدر هذا المطلب وكلاء المؤتمر وقادته ومن بينهم "على الزنم رئيس الدائرة السياسية للمؤتمر ووكل المحافظة المساعد لشئون الديوان ".

 

إب لم تكن سهلة فقد خرجت انتفاضة مسلحة يومي 15،16من شهر أكتوبر 2014م وتجمع الجمهوريزن والغيوران على الوطن من كافة الفئات وتظاهروا في قلب المدينة وتخلل تلك المضاهرات مواجهات مسلحة مع المليشيات الحوثية سقط فيها عشرات القتلى اغلبهم من مليشيات الحوثي في وسط المدينة ويريم والسياني والسحول بعدها تجمع شركاء الانقلاب بأوامر من خلية صنعاء وخلايا أخرى في لبنان وإحدى دول التحالف العربي الخليجية وتمكنوا من الضغط على حزب الإصلاح وبعض القوى القبلية بالتراجع وبوعود بانتشار الجيش والأمن وقبول استقالة مدير الأمن فؤاد العطاب واللعب على الزمن حتى تمكين مليشيات الحوثي صالح الانقلابية من بسط سيطرتها على غالبية المواقع الحساسة بالمحافظة، وهنا ينبغي أن نسجل أن إب كانت اول محافظة تقاوم الانقلابيين بعد مؤامرة سقوط صنعاء وأول محافظة يحضرها وزير الدفاع آنذاك الخائن لتسهيل احتلالها وتركيعها وضلت كثير من المديريات خارج سيطرة الانقلابيين حتى بعد انطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل.

 

المؤامرة كانت كبيرة على محافظة إب فهي تعتبر الهدف الثاني بعد صنعاء في ضرورة إخضاعها وكسر شوكتها فعندما انطلقت مقاومة عفوية في 2015م وحررت أكثر من 80 % من المحافظة خلال 24ساعة صدرت الأوامر من كل مكان بانسحاب المقاومة ومنع عنها الدعم وكان يصل إلى غير المقاومين الحقيقيين لأن الحرب آنذاك لم تحقق أهدافها في اليمن وفي حال تحررت إب سيعجل في فشل المؤامرة على اليمن كلها وسرعان ما يسقط الانقلاب في بقية المحافظات.

 

إب تقاتل على طريقتها فقد غادرها عشرات الآلاف للحاق بركب المقاومة والجيش الوطني في المحافظات المحررة والجبهات الساخنة في المعارك ضد مليشيات الإنقلاب.

 

وهنا ينبغي أن اذكر ببعض مبررات و خداع الانقلابيين أثناء اجتياح إب فقد ذكروا ان مهمتهم تعزيز الأمن وحفظ الإستقرار وترخيص الأسعار ومنها ضبط سعر الغاز والمشتقات النفطية والانتصار للمظلومين الذين تنهب ممتلكاتهم وأراضيهم وإنهاء العصابات التابعة للنافذين حسب زعمهم لكن سرعان ما تحولت تلك المبررات الى استراتيجية عمل ممنهجة ضد المدنيين بالمحافظة فقد قتل الآلاف بسبب فوضى الحوثيين وفقد المئات أراضيهم وممتلكاتهم وفقد الموظفون رواتبهم وعندما ودخلت الأطماع داخل أجنحة الانقلابيين فتعرضوا الكثير منهم للإقصاء من وظائفهم وإهانات باللطم والاعتداءات وغيرها .

محافظة إب السلام ولم تعد تجرؤ الأجهزة الأمنية الشكلية الخاضعة لمشرفي المليشيات لم تجرؤ على اصدار تقريرها السنوي منذ2014م بعدد الاحصائي لجرائم والأحداث الأمنية كما كان قد صدر خلال الأعوام التي سبقت مجيء الإنقلابيين لهول الأرقام والانتشار الجنوني لجرائمهم الممنهجة .

 

محافظة إب اليوم ما زالت قوية برجالها وشبابها الوفي لوطنه ولأهداف ثورتي 26سبتمبر و14 اكتوبر و11 فبراير ويوجد لها ألوية عسكرية كثيرة تنتظر الضوء الأخضر بصدور أوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عبدربه منصور هادي  لتحرير المحافظة وهذا غير ممكن بعيدا عن التنسيق مع التحالف العربي وبإمكان الأخير أن يساعد على قرار وإمكانات تحرير إب وسيجد الجميع محافظة إب محررة خلال أقل من شهر ان لم يكن ايام قليلة.

ويتحمل عدم تحرير إب القيادة الشرعية وقيادة التحالف العربي فهي الوحيد من منع أبناء محافظة إب من التحرك لتحرير المحافظة وفقط.