الأحد 05-05-2024 05:52:25 ص : 26 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

مليشيا الحوثي تبيع أدوية السرطان المجانية في السوق السوداء

الثلاثاء 09 فبراير-شباط 2021 الساعة 12 مساءً / الاصلاح نت-متابعات

 

 

اتهمت مصادر طبية يمنية وأخرى حقوقية مليشا الحوثي المدعومة من إيران بالاستمرار في وضع العراقيل أمام وصول أدوية مرضى السرطان المقدمة من المنظمات الدولية وبيعها في السوق السوداء والتربح منها.

وقالت المصادر إن المليشيا تواصل الاستغلال والمتاجرة بمعاناة وأوجاع الآلاف من مرضى السرطان في عموم مناطق سيطرتها، وسط تقديرات عن ارتفاع عدد المرضى إلى 60 ألف مريض. وتتعمد المليشيا المتاجرة بالأدوية والعلاجات باهظة الثمن المقدمة مجاناً لليمنيين الذين يعانون أمراضا مستعصية بما فيهم مرضى السرطان، وبيعها في السوق السوداء بغية مضاعفة معاناة المرضى وجني أرباح طائلة من ورائها، وفق هذه الاتهامات.

وتقول منظمة «سام للحقوق والحريات» في تقرير حديث إن «الآلاف من مرضى السرطان في اليمن يضطرون اليوم للبحث في السوق السوداء عن الأدوية ذات الأهمية لصحتهم»، في حين أكدت منظمة الصحة العالمية خلال تصريحات سابقة أن مرض السرطان أصبح بمثابة حكم الإعدام بحق الآلاف من المصابين بالمرض في اليمن، وأشارت في الوقت ذاته إلى وجود نقص حاد في الأدوية.

وتؤكد مصادر في «وزارة» الصحة الخاضعة لسيطرة المليشيا في صنعاء أن الانقلابيين مستمرون في عرقلة وصول الأدوية الخاصة بمرضى السرطان وأمراض أخرى بعموم مدن ومناطق سيطرتهم.

واتهمت المصادر التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، الجماعة بأنها «تتعمد في كل مرة الوقوف عائقاً لأشهر أمام وصول مختلف أنواع العلاجات والأدوية المقدمة من المنظمات الخارجية لصالح مرضى السرطان ومرضى آخرين بذريعة ما تسميه إجراء عمليات الفحص والمتابعة».

ويبدو، بحسب المصادر، أن «الهدف من تلك العرقلة هو إتاحة الفرصة أمام التجار الحوثيين الذين يوفرون أطناناً من الأدوية المهربة الخاصة بمرضى السرطان وغيرهم (أغلبها من إيران)، لبيعها بأسعار باهظة». على الصعيد ذاته، يشكو العشرات من مرضى السرطان في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة من توقف الكثير من الأدوية والعلاجات التي كانت تقدم لهم في السابق بشكل مجاني. وعزا بعضهم ذلك إلى «استمرار تحكم واستحواذ الميليشيات على كميات كبيرة من تلك الأدوية المقدمة لهم كمنح طبية وعلاجية من المنظمات الدولية».

ويحمّل المرضى ومعهم عاملون صحيون، المليشيا مسؤولية تفاقم الحالة الصحية لديهم ولدى الكثير من المرضى الآخرين نتيجة استمرار سياسات النهب والعبث والتدمير المنظمة بحق القطاع الصحي.

وتواصل الميليشيات الحوثية بالتوازي مع ذلك استغلال معاناة وأوجاع تلك الشريحة اليمنية من خلال إطلاق العشرات من حملات التبرعات الوهمية وإقامة المؤتمرات والملتقيات التي في ظاهرها إنقاذ مرضى السرطان وفي باطنها مساندة ودعم مقاتلي وجبهات الجماعة.

وبحسب بعض العاملين في مجال مكافحة السرطان، نظمت المليشيا منذ آواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وحتى مطلع فبراير (شباط) الجاري في عدد من مناطق سيطرتها عدداً من حملات الجباية تحت عنوان «سأبدأ عامي بخير لدعم مرضى السرطان».

واتهم العاملون الصحيون الميليشيات بأنها جمعت من وراء تلك الحملات والفعاليات ملايين الريالات عبر إجبار التجار ورجال المال وملاك شركات الأدوية والمؤسسات الطبية الخاصة وغيرها على الحضور والمشاركة وتقديم التبرعات النقدية والعينية. وقالوا إن «بعض تلك المبالغ ذهبت إلى أرصدة وحسابات قادة بارزين في الجماعة في حين خُصص البعض الآخر لصالح استمرار حرب الميليشيات».

وتشير تقارير دولية وأخرى حكومية إلى أن فساد المليشيا الحوثية وإهمالها تسبب بخروج أكثر من نصف المرافق الطبية عن الخدمة خلال السنوات الست الماضية، فضلاً عن تخصيصها أغلب المساعدات الصحية الإنسانية لمصلحة عناصرها وجرحاها.