الثلاثاء 16-04-2024 17:02:12 م : 7 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الاصلاح من ثورة الأمل الى إعادة الأمل (1)

الأحد 15 أكتوبر-تشرين الأول 2017 الساعة 12 صباحاً / الثورة اليمنية 2011 ثورة الأمل في وجه اليأس واسترداد الكرامة

 

الإصلاح والتغيير

تقوم فلسفة الإصلاح على قاعدة التغيير السلمي، وأن العنف يولد العنف وغير مضمون النتائج.

 

الانتخابات كأرقى وسيلة للتغيير

وجد في الانتخابات أفضل وسيلة للتغيير، وكان مشاركاً فاعلا في الانتخابات النيابية الأولى عام 1993 وحصل على المركز الثاني في تلك الانتخابات. حصل المؤتمر الشعبي العام على المركز الأول وتوصف بالأغلبية النسبية لا تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده، فكانت حكومة ائتلافية من المؤتمر والإصلاح والاشتراكي، والتي مثلت نقلة هائلة في الحياة السياسة اليمنية، وفيها كانت المراعاة لظروف البلد فقد قبل الإصلاح برئاسة الاشتراكي للحكومة، وقبل بوزارات خدمية محرقة لكنه قدم نماذج للكفاءة والنزاهة من وزراء أبرزهم عبد الرحمن بافضل وعبد السلام المخلافي، بل إن صحيفة صوت العمال (النقابية الإشتراكية) – المناهضة للإصلاح - أعجبت باختيار الإصلاح لوزرائه.

وشارك في انتخابات 1997 وحصل على مقاعد أقل وأغلبية ساحقة للمؤتمر بعد صراع حتى العظم كما وصفها الأستاذ اليدومي وانتزاع مقاعد من فم الوحش، كما قال الشيخ عبد الله الأحمر.

 

الانتخابات غير مجدية – النضال السلمي

وشارك في انتخابات 2001 المحلية والاستفتاء على تعديلات دستورية ثم انتخابات 2003 النيابية ومع المشترك في الانتخابات الرئاسية والمحلية 2006، لكنه مع تكرار تزوير الانتخابات، وانحياز السلطة بكل مقدراتها للمؤتمر، وفشل جولات الحوار في إلزام السلطة بالحياد وبشروط الحرية والنزاهة والعدالة أصبحت الإنتخابات آلية معطلة وتستخدم فقط لتكريس اغتصاب السلطة والشروع في توريثها. وصل الى قناعة بضرورة النضال السلمي من أجل التغيير لكن ذلك النضال كشف عن مدى تشبث السلطة بسلوكها المهين للشعب والعبث بمقدرات البلاد.

 

 الحيلولة دون الصدام مع السلطة

نجح الإصلاح في تفادي الصدام مع السلطة على الرغم من محاولات السلطة باتخاذ قرارات استفزازية.

 

الثورة 2011

كل المعطيات التي كانت حاضرة قبل الثورة اليمنية 11 فبراير 2011 تشير الى توفر جميع العناصر المسببة لاندلاع الثورة على جميع المستويات السياسية والإجتماعية والإقتصادية. لا يوجد جانب واحد مشرق هناك ما يشبه اليأس الجمعي، وأصدق وصف للحالة هو ما تحدث به علي عبد الله صالح للعربية في 28 مارس - أذار – 2011 ( اليمن قنبلة موقوتة).

إن لك أن تتصور رئيس الجمهورية يصف بلاده التي يقف على رأس السلطة فيها بأنها قنبلة موقوتة لقد قنبلها وذلك أهم إنجازاته على الإطلاق وذلك الحديث تفسير موجز للحالة ولاندلاع الثورة. 

 

سياسيا

هناك مشروع توريث للسلطة يسبب للبلاد وأهلها خسائر فادحة بما يتطلب من شراء الذمم وإطلاق الفساد وبناء للقوة القاهرة، وهناك انسداد كامل في الأفق السياسي لقد تم إنهاء نتائج جولات حوار مضنية بحركة واحدة لقد كانت هنا ك أزمة سياسية تطلبت تشكيل لجنة حوار ضمت في البداية 200 شخص من طرفي المؤتمر والمشترك انتهت الى لجنة الأربعة والمكونة من عبدربه منصور هادي وعبد الكريم الإرياني وعبد الوهاب الآنسي وياسين سعيد نعمان التي توصلت الى نتائج في 29 أكتوبر – تشرين الأول - 2010 كان يمكن أن تنهي الأزمة السياسية وتفتح آفاقاً واسعة في الجانب السياسي والانتخابات النيابية المؤجلة من عام 2009 الى 2011 غير أنه تم رفض الاتفاق من قبل صالح وخرج في الأيام التالية الحديث عن إجراء تعديلات دستورية وحديث سلطان البركاني الشهير بقلع العداد والذي يعني التأبيد لرئاسة صالح وإعداد السلطة لولده والحديث عن إجراء الانتخابات النيابية من طرف واحد.

 

اقتصاديا واجتماعيا

 هناك سياسة إفقار للمجتمع واستحواذ على النشاط الإقتصادي وصناعة بيئة طاردة للإستثمار وهدر وتبديد لكل عناصر القوة اليمنية وهناك تدهور مستمر للخدمات على جميع المستويات في الطرق والمواصلات في الصحة والتعليم في المياه والكهرباء.

 

الأمن

وهناك تدهور أمني وجماعات مسلحة تعيث فساداً وحروباً داخلية تزيد من تمكين التمرد الحوثي وهناك حراك يدعو الى الانفصال هناك قنبلة موقوتة ويأس عام وشعور جماعي بفقدان الكرامة على جميع المستويات بما فيها سمعة اليمن واليمنيين في الخارج والتعرض للإهانة إذ كانت الأخبار المتداولة عن اليمن صار لها متلازمة تقول أفقر بلد عربي وينشط فيه (الإرهاب) وتدني مستمر في جميع مجالات الحياة.

 

إرهاصات الثورة

اندلعت الثورة التونسية في 17 ديسمبر (كانون الأول) 2010 وأسفرت عن هروب بن علي وسقوط نظامه – وان كان جزئياً – لكنه سقط فكانت الثورة المصرية في 25 يناير (كانون الثاني) 2011 وأسفرت عن استقالة مبارك في 11 فبراير (شباط) وكانت إرهاصات الثورة اليمنية قد بدأت في 15 يناير عقب الإعلان عن هروب بن علي وبدأت من طلاب وطالبات من جامعة صنعاء وبينهم الناشطة المعروفة الأستاذة توكل كرمان ثم ما لبثت تلك التجمعات الصغيرة أن ازدادت ليأتي غداة 11 فبراير وقد صارت جموعاً غفيرة وليسجل يوم الثورة اليمنية الكبرى ثورة الأمل واسترداد الكرامة المهدورة اشتركت فيها قوى كثيرة ومثلت التلاحم الوطني بأجلى صورة من الشباب والطلاب والأحزاب السياسية إلى القوى الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني.

 

جاءت الثورة السلمية وسيلة للتغيير

 معطيات

 الإسلاميون في مصر وليبيا واليمن كان لهم الدور الأكبر في تنظيم الثورة من جوانبها المختلفة.

 

التجمع اليمني للإصلاح

 إنه تجمع يمني يشمل الجغرافيا اليمنية ويضم قوى وفئات اجتماعية مختلفة ويتمتع بتنظيم قوي إنه يجمع بين الوحدة والتنوع لعب دوراً محورياً في الثورة ومحركا أصيلا.

الجماهير التي ملأت الساحات

التنظيم يتمتع الإصلاح بتنظيم متجانس متماسك وصف موحد لم يشهد انشقاقات وعلى الرغم من كونه يجمع بين فئات تتسم بالتنوع واختلاف في وجهات النظر ووجود من يميل إلى السلفية ومن ينحو منحى ليبراليا إلا أنه يظل تنوعا مقبولا في اطار الوحدة والرؤية الوسطية التي تعد الخط الجامع.

إن أحد عناصر القوة المرجعية الإسلامية أي أنه يستند في منطلقاته وخطابه العام إلى الإسلام بمعانيه الجامعة وبعيداً عن التمذهب

تنشئة الأعضاء على الولاء للفكرة وليس للأشخاص يجعلهم يتفانون في العمل لخدمة ما يعتقدونه حقاً

التنشأة على أخلاق وقيم الصدق والأمانة والعفة وإن ظهرت حالات من الجشع وعدم الوقوف عند الجائز والممنوع فإنها تظل استثناء والخطأ يكبر حين يسكت عنها وخاصة عندما تصل إلى ظلم بين وقهر لإنسان سواء من المنضوين في الإصلاح أو خارجه.

التنشئة على الثقة وهي عامل ذو حدين انها تجعل العمل انسيابيا ولا تؤدي إلى اتهامات وجدل غير مفيد لكن إطلاقها له سلبيات منها عدم اضطلاع الأعضاء بواجباتهم في الرقابة والمحاسبة مع وجود خلط بين الثقة وبين كون القادة بشر يخطئون ويصيبون فليس كل خطأ ناتج عن خيانة أو مؤامرة وليس كل صواب يكسب العصمة.

لقد كان لهذه العناصر وغيرها الدور الأكبر في تماسك وتلاحم الساحات والميادين والتضحية والصبر لعب حزب الإصلاح دوراً رئيساً على المستويات كافة منها.

 

الحشد

إن المختلفين مع الإصلاح يقرون بإمكاناته في الحشد وان أي طرف آخر لا يدانيه وهذه الخاصية تمتاز عن أحزاب السلطة في كونها ذاتية وليست شعبوية أو شعبية زائفة كما تفعل أحزاب سلطة فحشودها تعتمد على سيف السلطة وذهبها المحرمان أي القوة العامة والمال العام كلاهما حرام فهما ملك الشعب والرئيس والحكومة عبارة عن موظفين لا مالكين لكن الرئيس في البلاد العربية يجعل السلطة ملكية شخصية وعلى حد تعبير أحمد شفيق – آخر رئيس حكومة للرئيس المخلوع حسني مبارك ومرشح الفلول في انتخابات 2012 أمام مرسي – في تعليقه على ترشح السيسي للانتخابات الرئاسية الدولة حتوضب له كل حاجة.

الشاهد أن المؤتمر الشعبي حزب الرئيس المخلوع صالح من إنتاج السلطة ولخدمة صالح وأسرته لم يأت بقوة ذاتية وجماهيريته مصطنعة زائفة وقد عجز بعد انتزاع الرئاسة من رئيسه عن الحشد وأخفق في جمع الأعضاء للتعبير عن تأييد للمخلوع على الرغم من أنه لا يزال مسيطرا على معظم السلطة.

وتدرك قوى الثورة المختلفة أن الثورة ما كان لها أن تكون بذلك الزخم والقوة الجماهيرية بدون الإصلاح.

 

التنظيم

تطلبت الاعتصامات لمئات الألوف من المعتصمين التنظيم لهم وتقديم الخدمات لهم وقد اضطلع حزب الإصلاح بمعظم الجهود في تقديم الخدمات وخاصة على مستوى توفير المياه والغذاء فضلاً عن الخيام.

والواقع أن الإصلاح عمل على جبهات متعددة بالنظر إلى علاقاته بقوى الثورة من القبائل داخل الساحات وخارجها وكان معنياً بما يجري في أرحب ونهم وفي المحافظات الأُخرى.

اللجنة الأمنية تطلبت الساحات والميادين حمايتها من الداخل وتفويت الفرص على الثورة المضادة تفجيرها من الداخل فقد جرت محاولات لتصوير الساحات على أنها مسرحا للقاعدة وظهور بعض الأفراد الذين يفتعلون الشغب والعدوان على بعض الثوار أوجر المتحمسين إلى مسيرات مفخخة وهذه الأخيرة وقعت مرتين.

الأهم من ذلك كله وعبر حراسة المنافذ منع دخول السلاح والمحافظة على سلمية الثورة.

 

الأداء الإعلامي كان متقدماً 

 اضطلع الإصلاحيون بالجانب الإعلامي وربما سجلت قناة سهيل الفضائية دوراً رائداً عبر اللقطات والفلاشات السريعة من أشهرها حديث المخلوع عن الجيش كما أن رصد حركة البلاطجة وإيرادها أخبار عاجلة على الشاشة قد ساهمت في إفشال أغلبها بل شكلت عاملاً رادعاً ولعل محمد شردة وجماعته مثالاً فقد تدخل العقلاء من منطقته وأثنوه ثم ما لبث أن اعتزل البلطجة وانظم للثورة، وعملت صحافة المشترك في معركة الإعلام الكثير وصدرت مطبوعات في الساحات.

 

النتائج

هل كان من الممكن ثورة بلا إصلاح؟

لم تكن الثورة لتتم بدون الإصلاح كما أن الإصلاح ما كان سينجح بدون الأحزاب الأخرى والمستقلين فالعلاقة تكاملية تعاونية بين القوى المختلفة.