الجمعة 29-03-2024 13:37:31 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

حرض وميدي.. صحراء مترامية الأطراف تستنزف المليشيات بشرياً وعسكرياً

السبت 07 أكتوبر-تشرين الأول 2017 الساعة 09 مساءً / التجمع اليمني للاصلاح - خاص / هشام الشبيلي
 

 

تشهد مناطق حرض وميدي الحدوديتان (شمال غربي اليمن)، معارك عنيفة وشرسة منذُ أكثر من عام ونصف استطاعت خلالها قوات الجيش الوطني الموالية للشرعية استنزاف مليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح بشرياً وعسكرياً.

وتضم جبهة حرض وميدي التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة، خمسة ألوية عسكرية من قوات الجيش الوطني، تحت قيادة اللواء الركن عمر سجاف قائد المنطقة غربي محافظة حجة اليمنية.

ومنذُ تأسيس الجبهة الحدودية مع المملكة العربية السعودية، تعاقب على قيادة المنطقة، تعاقب على قيادة المنطقة أبرز الضباط من قوات الجيش الموالي للشرعية.

وكان أول من افتتح الجبهة، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الفريق الركن "علي محسن الأحمر" ليسلم قيادتها حينها للواء الركن عادل القميري تلاه اللواء الركن علي القشيبي ثم اللواء الركن توفيق القيز بعد أن قدم استقالته وخلفه القائد الحالي اللواء الركن عمرسجاف.


وشهدت الجبهة الحدودية خلال تلك الفترة القصيرة، موجة من التغييرات فأزاحت قيادة الخمسة الألوية من مناصبهم مطلع 2017 أثناء قيادة اللواء الركن توفيق القيز عدا قائد اللواء 82 مشاه والذي استشهد قائده السابق العميد صالح الخياطي على مسرح العمليات.

مواجهات عنيفة وشرسة شهدتها جبهتي حرض وميدي، ومعارك كر وفر، بين قوات الجيش الوطني ومليشيات الحوثي وصالح وبحسب مصادر فان آخر الإحصائيات بلغ عدد قتلى الحوثيين في جبهتي حرض وميدي أكثر من 2000 قتيل بينهم قيادات بارزة وأكثر من 5000جريح بإصابات متعددة بينهم مئات المعاقين خلال العامين الماضيين.

 


المنبر اليمني على خط النار


موفد "المنبر اليمني"، زار جبهات القتال في حرض ميدي ورافق مقاتلي الجيش الوطني في الخطوط الأمامية لاندلاع المواجهات مع مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، والتقى بعدد من المقاتلين والقادة العسكريين.

أحد قادة المنطقة العسكرية الخامسة قال لـ”المنبر اليمني“، مفضلا عدم الكشف عن هويته، إن الميليشيات الإنقلابية تستميت من أجل السيطرة على جبهتي حرض وميدي لما لها من أهمية استراتيجية لتهريب الأسلحة الإيرانية عبر الميناء والذي كان من أهم المنافذ التي تعتمدها المليشيات في التهريب، بالإضافة موقع المنطقتين الحدودي للمملكة العربية السعودية.

وأكد المصدر إن من يدير عناصر الميليشيات العميد علي صالح الأحمر شقيق المخلوع صالح الذي كان يرأس قوات الحرس الجمهوري قبل تولي أحمد علي، لافتا إلى ان المليشيات أرسلت في الجبهتين العشرات من عناصرها للتدريب على يد خبراء إيرانيين في أحد معسكراتها في محافظة حجة.

وفي شهر ديسمبر عام 2016 أسرت قوات الجيش الوطني القيادي الحوثي محمد حسين العابد في جبهة حرض وبحوزته بوصلة وأدوات إيرانية، وأثناء التحقيق معه أعترف بتلقيه تدريبات عسكرية على يدي خبراء ايرانيين في أحد معسكرات المليشيات في حجة.

ومن حين لآخر تشهد جبهتي حرض وميدي عدد من عمليات وقف إطلاق النار، من أبرزها اتفاقية ظهران الجنوب والتي قضت بفتح أهم منفذ بري يربط اليمن بالمملكة والمتمثل في منفذ الطوال البري تحت أشراف قوات سعودية يمنية وكذالك من جانب المليشيات غير ان المليشيات لم تلتزم بوقف أطلاق النار.

وكان من أهم الخروقات التي ارتكبتها الميليشيات حينها اغتيال عضو لجنة وقف أطلاق النار في جبهة حرض لتعود بعدها المواجهات من جديد، بحسب مصدر في المنطقة العسكرية الخامسة.

وخلال مرافقة موفد ”المنبر اليمني“، لقوات الجيش الوطني، شهدت جبهة ميدي ثلاث أيام دامية هي الأعنف خلال اغسطس، تكبدت فيها الميليشيات خسائر فادحة على اثر غارات جوية لطيران التحالف العربي ومدافع الجيش الوطني.

وشنت مقاتلات التحالف العربي في الساعة العاشرة من صباح الأربعاء الماضي 16 / اغسطس، خمس غارات جوية على جيوب المليشيات في مدينة ميدي.

مصدر عسكري قال لـ”المنبر اليمني“، إن الغارات الجوية أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن عشرين قتيلا كانوا متجمعين في أحد مواقعهم العسكرية.

وفي صباح الخميس 17/اغسطس، دارت معارك عنيفة و شرسة، حاولت خلالها المليشيات فك الحصار المفروض على مدينة ميدي الساحلية من قبل قوات الجيش، الا ان محاولاتها باءت بالفشل.

وخلال محاولة فك الحصار الفاشلة سقط نحو عشرة من مقاتلي المليشيات، لا تزال بعض جثثهم متناثرة في الصحراء، كما استشهد خمسة من جنود الجيش الوطني في المواجهات ذاتها.

مصدر محلي بمحافظة حجة (شمال اليمن)، تحدث لـ”المنبر اليمني“ عن وصول عشرات القتلى والجرحى من مقاتلي المليشيا بجبهة ميدي، يومي الأربعاء والخميس 16-17اغسطس.

 


الأهمية الإستراتيجية


وعن الأهمية الاستراتيجية لجبهة حرض وميدي، يقول الرائد بندر المهدي، إن السيطرة على ميناء ميدي الإستراتيجي سيقطع عن الميليشيات أهم الممرات تهريب السلاح.

وأوضح المهدي في حديثه لـ”المنبر اليمني“، إن جبهتي حرض وميدي مكان استنزاف للمليشيات الإنقلابية في صحراء مترامية الأطراف، مما يجعل قواتهم امام مرمى سلاح الجو للتحالف العربي.

وأكد إن جبهة حرض وميدي تعتبر الجبهة الإولى في اقليم تهامة وهو الإقليم الوحيد الذي لا تزال مليشيات الحوثي والمخلوع تسيطر على محافظاته الأربع سيطرة شبه تامة، وتعد الجبهة الوحيدة باتجاه الحديدة قبل بدء معركة المخاء.

وفيما اعتبر المهدي جبهة ميدي وحرض أكبر جبهة استنزاف للميليشيات في اليمن في عتادها وقيادتها، كشفت مصادر عسكرية عن إحصائية لخسائر المليشيا البشرية والعسكرية، خلال الربع الاول من العام 2017 في جبهة حرض وميدي.

حيث أكدت الإحصائية الصادرة عن دائرة التوجيه المعنوي لقوات الجيش الوطني، سقوط 186 قتيلا بينهم عشرة من قيادة المليشيات وثلاثة خبراء اتصالات أحدهم من الحرس الثوري، بالإضافة الى جرح 155 بإعاقات دائمة.

وكشفت الإحصائية، عن تدمير 130 عربة عسكرية تابعة للمليشيا، و16 طقم عسكري و6 منصات صواريخ كاتيوشا، بالإضافة الى 10 مدافع مختلفة الأحجام ، كما تم تدمير 13 مخزنا للسلاح.

مصادر طبية بمحافظة حجة أكدت لـ”المنبر اليمني“ صحة الإحصائية السابقة، حيث أشارت الى حالة الإستنفار الذي تشهده مستشفيات حجة والحديدة، لاستقبال قتلى وجرحى الجبهة.

وفي الجانب العملياتي للمعركة تشارك في العمليات العسكرية قوات من الجيش الوطني مسنودة بقوات التحالف العربي، ودخلت في المواجهات على الارض مؤخرا (قوات برية سعودية وسودانية ).

وبحسب قادة عسكريون التقتهم ”المنبر اليمني“، فإن جبهة حرض وميدي، تعتبر الجبهة الأولى من حيث الدعم اللوجستي وتغطية الطيران على مستوى الجبهات نظراً لقربها من المملكة ولما تمثله من أهمية لدى قوات الجيش والتحالف العربي.

 

صعوبات وعوائق

وخلال تجول موفد ”المنير اليمني“، في مختلف مواقع الجبهة، تحدث عدد من المقاتلين والضباط، عن معوقات وصعوبات تواجههم، خلال المواجهات، وتعيق تقدمهم العسكري.


المساعد والقيادي في المنطقة العسكرية الخامسة عمر البكلاني قال إن أهم المعوقات والمشاكل التي تواجه قوات الجيش الوطني هي تشبث المليشيات الإنقلابية بالمنطقة وحشدها الكبير للمقاتلين الى الجبهة فيما يشبه حالة الانتحار الجماعي لها، بالاضافة الى قرب الجبهة من المخزون البشري للمليشيات (حجة –صعدة).


وأفاد الكبلاني لـ”المنبر المنبر اليمني“، إن المدة الكبيرة التي يعيشها أفراد الجيش الوطني في المتارس والجبهات أدت الى تذمر الجنود وانهزام معنوياتهم، مؤكدا ان طبيعة الأرض وامتداد خطوط المواجهات بامتداد الصحراء، يمثل أحد عوائق التقدم العسكري.

وبين إن حالة المناخ وحرارة الجو جعل من الجبهة مكان طارد للمقاتلين إضافة الى بعدها الجغرافي عن مركز الحشد والدعم البشري الرئيسي للجيش الوطني في (مأرب).

وفيما أكد المساعد في الجيش الكبلاني ان الألغام التي زرعتها الميليشيات في الصحراء تشكل عائق رئيسي أمام تقدم قوات الجيش الوطني، قال أحد أعضاء الفريق الهندسي في المنطقة العسكرية الخامسة، والذي فضل عدم ذكر أسمه لـ”المنبر اليمني“، أن الفرق الهندسية المشتركة لقوات الجيش الوطني والتحالف تمكنت من انتزاع أكثر من خمسة آلاف لغم أرضي متعددة الأغراض والأحجام.

وأوضح الخبير ون أكبر مشكلة ستواجه السكان بعد التحرير هي مشكلة الالغام كون المليشيات عمدت في زراعتها في كل مكان، دون ان تفرق بين مزارع و صحراء ومناطق سكنية وغيرها.