الجمعة 19-04-2024 18:50:27 م : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

معلمو الأمانة لـ"العاصمة أونلاين": وضعنا من سيّئ إلى أسوأ وسنكافح حتى انتزاع حقوقنا وكرامتنا

الجمعة 06 أكتوبر-تشرين الأول 2017 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت- متابعات

     

حل اليوم العالمي للمعلم هذه المرة والمعلمون اليمنيون بمناطق سيطرة مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، في وضع متدهور وغير مسبوق، ويترددون على أبواب الوزارة ومكاتبها في العاصمة يطالبون بحقوقهم المسلوبة منذ عام، فهو يوم حزين كئيب عليهم.

 

لجأ معلمو اليمن إلى الإضراب الشامل والمفتوح في العاصمة صنعاء كآخر وسيلة احتجاجية للمطالبة بحقوقهم التي أوقفتها مليشيات الانقلاب وسخرتها لحربها ضد أبناء الشعب اليمني الذين هم جزء منه.

 

وطالب المعلمون في فعالياتهم الاحتجاجية إلى سرعة صرف رواتهم المتوقفة واحترام المعلم والتعليم وعدم تسييسه وفق معايير الانقلاب الطائفية.

 

"العاصمة أونلاين" استطلع آراء بعض معلمي أمانة العاصمة في يومهم العالمي، والذين أكدوا مواصلتهم الإضراب حتى انتزاع كامل حقوقهم من سلطات الأمر الواقع، مؤكدين رفضهم لأساليب مليشيا الانقلاب الترهيبية وخدعهم المتمثلة بأنصاف الحلول.

 

حزن مضاعف

 

المعلمة "سلوى محمد غالب" قالت إن هذا اليوم ضاعف حزنها وخصوصاً عندما أتى هذا اليوم وبدأنا يعيش هذه الظروف الصعبة وبالأخص المعلم الذي كان يعتمد في حياته على راتبه وقلمه، وما إن انفجرت الحرب حتى وجد المعلم نفسه في وسط ها فسلب حقه وفقد احترامه وهيبته.

 

لم تستطع سلوى إكمال الحديث، خنقتها العبرات، شرعت في البكاء، وختمت سريعاً بقولها: "لم يعد لدي شيء أقوله انتهى.. انتهينا وسط هذه الحرب".

 

تساؤل

 

أما المعلمة "سناء المحمدي" فتساءلت بقولها: "لماذا يطالبون (في إشارة إلى مليشيا الحوثي وصالح) المعلم بأداء واجبه، في الوقت الذي أصبح مسلوب الحقوق والاحترام والمكانة التي كان يتمتع بها سابقاً؟".

 

وأضافت: "حرم المعلم من حقه الأساسي وهو الراتب والاحترام فعن أي الواجبات نتحدث؟!".

 

وأشارت إلى أن الحرب ألحقت بالمعلم اليمني أضراراً كبيرة في جميع جوانب حياته الاقتصادية والاجتماعية والنفسية ولا تقل فداحة عما لحق بالتعليم بشكل عام.

 

بيع الأثاث

 

المعلم "عصام محمد الوجيه" أشار إلى أن وضع المعلم اليمني أصبح كارثياً ويزاد سوءًا يوماً بعد يوم، خصوصاً في ظل سيطرة المليشيات على مؤسسات الدولة وتسخير مواردها لمصالحها الشخصية وإنفاقها على عناصرها المسلحة، وحروبها العبثية".

 

وأشار إلى أن "المعلم اليمني لا يشعر بأي شيء تجاه ما أسموه اليوم العالمي للمعلم لأنه أصبح مسحوقاً ومديوناً ومسلوب الإرادة".

 

وذكر الأستاذ "عصام" أن الأضرار الناتجة عن انقطاع الراتب كانت وما زالت كارثية فأنا شخصياً اضطررت لبيع أغلب أثاث البيت الأساسية لإنقاذ نفسي وأولادي من الجوع والهلاك ولأكف نفسي عن سؤال ما بأيدي الناس".

 

كارثة متوقعة

 

الكثير ممن قابلناهم من المعلمين أكدوا أن العملية التعليمية في اليمن تراجعت بشكل مخيف، وأن المستقبل ينبئ بكارثة تفتك بالجيل الجديد وخصوصاً إذا ما طالت أمد الحرب.

 

وأشاروا إلى أن التراجع بدأ منذ اجتياح الانقلابيين للعاصمة صنعاء أواخر العام 2014م وسيطرتها على مؤسسات الدولة واستبدال الكوادر المؤهلة بأنصارها الذين لا يحملون مؤهلات ومن ضمن هذه المؤسسات وزارة التربية والتعليم والذي يديرها- حالياً- شقيق زعيم الجماعة يحيى بدر الدين الحوثي.

 

مواصلة الكفاح

 

كما أكد معلمو أمانة العاصمة على مضيّهم في الاحتجاج والإضراب حتى تسليم رواتبهم واستيفاء جميع حقوقهم المسلوبة من قبل المليشيات الانقلابية منذ عام ونصف، وأن إجراءات مليشيات الحوثي وصالح التعسفية والإرهابية لن تثنيهم على مواصلة النضال والكفاح.

 

وأشاروا إلى أنهم تحملوا وصبروا لأكثر من عام إلا أن هذه الجماعة لا تحترم المعلم ولا قداسة العلم وأن انتهاكاتها بحق التعليم تأتي ضمن أهدافها التدميرية والتجهيلية للمجتمع لكي يلجأ أبنا الشعب اليمني إلى الانخراط في تشكيلاتها القتالية.

 

وبالتزامن مع اليوم العالمي للمعلم، نفذ معلمو العاصمة صنعاء، أمس الخميس، وقفة احتجاجية، أمام مكتب التربية في بيت معياد مطالبين برواتبهم ورافضين ما تحاول مليشيا الحوثي فرضه عليهم وهو صندوق للمدارس ونصف راتب.

 

وأوقفت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح رواتب الموظفين في المناطق التي تسيطر عليها منذ قرابة عام، وأعلنت نقابة المهن التعليمية مطلع سبتمبر الماضي الإضراب الشامل حتى صرف المرتبات.

  

خلف القضبان

 

وفي بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، كشفت رابطة أمهات المختطفين أن المعلمين اليمنيين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب في سجون الحوثيين بالعاصمة اليمنية صنعاء.

 

كما كشفت رابطة أمهات المختطفين، الخميس، عن اختطاف جماعة الحوثي المسلحة، لـ 613 من المعلمين والأكاديميين اليمنيين من بيوتهم ومدارسهم وأماكن أعمالهم بينما كانوا يؤدّون عملهم الوطني.

 

وأوضحت الرابطة أن المعلمين تنتهك كرامتهم داخل سجون جماعة الحوثي وصالح المسلحة وتمنع عنهم أبسط الحقوق الإنسانية المكفولة لهم قانونا وإنسانيا ويمنع عنهم الغذاء والدواء.

 

وفاة تحت التعذيب

 

وأكدت الرابطة وفاة العشرات من المعلمين داخل السجون بسبب تعرّضهم للتعذيب النفسي والجسدي دون أدنى رحمة وسط صمت غير متوقع من زملائهم في هذا العالم".

 

وطالبت المنظمات الدولية والعالمية، بإصدار البيانات المنددة للضغط على جماعة الحوثي وصالح المسلحة حتى تطلق سراحهم دون قيد أو شرطّ.

 

وتواصل مليشيا الانقلاب تعنتها وامتهانها للمعلم اليمني رغم المناشدات المحلية والدولية، بل تعمل على إسكات أي صوت يطالبها بحقه، وهو ما تعرض له المئات من المعلمين بين سجن وتعذيب وقتل وتشريد.