السبت 20-04-2024 09:46:43 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

أكاذيب متهافتة.. لماذا تتواصل الدعاية السوداء الموجهة ضد تجمع الإصلاح؟

الخميس 13 أغسطس-آب 2020 الساعة 12 صباحاً / الإصلاح نت – خاص / عبد السلام الغضباني

 

تتجدد الدعاية السوداء الموجهة ضد التجمع اليمني الإصلاح بحسب ما يمكن وصفه بتقلبات الطقس السياسي، وبقدر ما تتعدد الأطراف والجهات التي تصدر منها هذه الدعاية، تتعدد أيضا أساليب الدعاية السوداء وما تتضمنه من أكاذيب وتهم كيدية أرهقت أصحابها في تكرارها وتلوينها وتناولها من زوايا عدة في محاولة لإقناع الشعب بها أو يتحقق الهدف المرجو منها، بينما في الحقيقة ارتدت تداعياتها عليهم، ذلك أنها عرتهم أخلاقيا وصفّرت رصيدهم الأخلاقي، وجعلتهم يثبتون يوما بعد يوم للآخرين بأن ما يرددونه مجرد أكاذيب هم أول من يعرف أنها أكاذيب ودعاية سوداء منافية لأدوات العمل السياسي قبل أن تكون منافية للأخلاق والضمير ولشرف الخلاف في العمل السياسي، سواء في أوقات السلم أو في أوقات الحرب.

بدأت الدعاية السوداء الموجهة ضد تجمع الإصلاح منذ مؤتمر الحوار الوطني، واشتدت وتيرتها أثناء معارك محافظة عمران بين القوات الحكومية ومليشيات الحوثيين، ثم استعدادات الحوثيين لاقتحام العاصمة صنعاء، وحينها سئل القيادي الإصلاحي محمد قحطان فك الله أسره: لماذا لا ينفي حزب الإصلاح الأكاذيب والافتراءات الموجهة ضده؟ فأجاب بأن الإصلاح لو أراد نفي كل الأكاذيب والتهم الموجهة له لاحتاج لإصدار بيان نفي في كل دقيقة، في إشارة إلى كثرة الأكاذيب والافتراءات التي تستهدف الحزب.

- اتهامات بالجملة والتجزئة

كان التجمع اليمني للإصلاح أول تكتل سياسي يمني أعلن تأييده لعملية "عاصفة الحزم" بعد انطلاقها في أواخر مارس 2015، وبعد ذلك بمدة قصيرة بدأت المليشيات والقوى البدائية باستنزاف قدراتها وجهودها للادعاء بأن الإصلاح متحالف مع الحوثيين في السر ويحاربهم في العلانية، وهي تهمة تثير السخرية والقرف في آن واحد، ثم تطورت التهمة لتشمل تحالف الإصلاح مع الحوثيين وإيران. وبعد الأزمة الخليجية، توقفت تهمة تحالف الإصلاح مع الحوثيين وإيران وحلت مكانها تهمة تحالف الإصلاح مع دولة قطر.

وبعد تدخل تركيا عسكريا في ليبيا، توقفت تهمة تحالف الإصلاح مع دولة قطر وحلت مكانها تهمة تحالف الإصلاح مع تركيا وإرساله مقاتلين إلى ليبيا. وبعد فشل كل تلك الاتهامات في تحقيق مرادها لوضوح زيفها واصطدامها بواقعية تحالف الإصلاح الراسخ مع السلطة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها، لم تجد المليشيات والقوى البدائية سوى دمج تلك التهم في تهمة واحدة، أي انتقال الاتهامات من مرحلة التجزئة إلى مرحلة الجُملة، وهي تحالف الإصلاح مع الحوثيين وإيران وقطر وتركيا دفعة واحدة ضد الحكومة الشرعية التي يعد الإصلاح جزءا منها، أي أنه يتحالف مع مليشيات انقلابية وعدة دول ضد نفسه وضد الحكومة الشرعية التي هو جزء منها، وإذا حدث أن تدخلت أي دولة أجنبية في أزمات المنطقة، فإنهم سيتهمون الإصلاح بالتحالف معها فورا.

- لماذا الدعاية السوداء؟

تعد الدعاية السوداء الموجهة ضد التجمع اليمني للإصلاح نتيجة طبيعية لتشوهات العمل السياسي في اليمن، وعدم وجود ثقافة سياسية لدى القوى التي تصدر منها تلك الدعاية تجعلها تدرك فن الممارسة السياسية وشرف الخلاف السياسي أو الخصومة السياسية إن جاز التعبير، رغم أن الوضع العام في البلاد غير مهيأ لبروز خلافات سياسية، في حين هناك انقلاب طائفي سلالي عنصري على السلطة الشرعية مدعوم إيرانيا ويمضي في مشروعه الكهنوتي الظلامي الذي يهدد الجميع.

والقاسم المشترك بين مختلف القوى البدائية التي تتهم تجمع الإصلاح بالتحالف مع الحوثيين، أنه ليس لها دور ميداني يرقى إلى مستوى دور الإصلاح في مساندته للسلطة الشرعية والمواجهة الميدانية ضد المليشيات الحوثية الإيرانية، بل فإن بعض تلك القوى تحالفت مع الحوثيين منذ اليوم الأول لانقلابهم على السلطة الشرعية، وكان قادتها يتفاخرون بالتحالف مع الحوثيين، ويصفون تجمع الإصلاح بالعميل بسبب تحالفه مع السلطة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها ضد الحوثيين، وبعد أن استولى الحوثيون على كل شيء وأقصوهم من السلطة الانقلابية وركلوا بهم خارج دائرة الفعل السياسي والعسكري وجردوهم من كل قوة، تحولوا إلى أبواق للدعاية السوداء الموجهة ضد الإصلاح، وأصبحوا يتهمونه بالتحالف مع الحوثيين بعد أن كان كل معارض للانقلاب الحوثي عميل ومرتزق في قاموسهم السياسي.

وأما شراسة الدعاية السوداء الموجهة ضد الإصلاح، فإن محركها الرئيسي ما يمكن وصفه بالغيرة السياسية من الدور الوطني الذي لعبه الإصلاح في مساندته للسلطة الشرعية منذ بداية الانقلاب وحتى الآن، حيث قدم نفسه شريكا فاعلا وقويا للسلطة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها في مختلف جبهات القتال، فأحرج ذلك الدور العديد من القوى التي لم تستطع إثبات جدارتها في الميدان، وبالتالي لم يكن أمامها سوى الدعاية السوداء بغية التشويش على الدور الوطني للإصلاح في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ البلاد، ومحاولة حرق رصيده النضالي، وكلما بدا أن ذلك مستحيلا لاصطدامه بالواقع، تزداد شراسة وتخبط الدعاية السوداء، لدرجة اتهام الجيش الوطني التابع لوزارة الدفاع والحكومة الشرعية بأنه مليشيات تتبع الإصلاح والتحريض ضده، والهدف إنزاله من مكانته السامية ليكون في مستوى مليشياتهم الانقلابية المنبوذة شعبيا.

كما أن شراسة الدعاية السوداء الموجهة ضد الإصلاح هدفها تفخيخ العلاقة بين الإصلاح والسعودية التي تقود تحالف دعم الشرعية في اليمن، وتحاول أطراف الدعاية السوداء تقديم نفسها كشريك بديل للتحالف في حال نجحت في تفخيخ العلاقة بين الإصلاح والسعودية، رغم أنها لا تستطيع القيام بدور فاعل ضد الانقلاب، ولو أنها تستطع ذلك لاتجهت إلى الميدان وقدمت نفسها كإضافة نوعية للحرب على الانقلاب بدلا من محاولة تهميش دور الآخرين بشكل يفتقد للقيم والأخلاق وقواعد العمل السياسي.

- لماذا فشلت الدعاية السوداء؟

رغم أن الدعاية السوداء مستمرة ضد التجمع اليمني للإصلاح منذ عدة سنوات، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق مبتغاها، وهذا يعني أنها فاشلة، كونها تصطدم بالوعي الشعبي الذي لم تعد تنطلي عليه الأكاذيب، ويعرف أن تلك الدعاية تأتي كانعكاس للفجور في الخصومة، وأن أطرافها ليس لديهم سجل وطني مشرف يمكنهم من المزايدة على الآخرين في وطنيتهم، ذلك أن مختلف أطراف الدعاية السوداء هم أصحاب مشاريع تمزيقية وتدميرية للبلاد، ويعملون لخدمة أطراف أجنبية تضمر الشر لليمن، وعداؤهم لتجمع الإصلاح ليس غيرةً على الوطن ولكن خوفا على مصالحهم الخاصة على حساب المصلحة الوطنية.

كما أن الأطراف التي تصدر منها الدعاية السوداء ضد الإصلاح هي غالبا من المليشيات الانقلابية في صنعاء وعدن ومن الجماعات المناهضة للسلطة الشرعية، وترى في الإصلاح عقبة كبيرة أمام المشاريع السلالية والقروية والعائلية ومشاريع تمزيق البلاد التي تتبناها، وعداؤها الحقيقي غالبا موجه ضد السلطة الشرعية وتريد إنهاكها بذريعة مواجهة الإصلاح، بل فبعضها تجاهر بالعداء للسلطة الشرعية بذريعة أنها سلطة الإصلاح، رغم معرفة الجميع بأن الإصلاح مكون ضمن مكونات كثيرة في السلطة الشرعية، وتمثيله في السلطة محدود جدا ولا يتناسب مع حجمه وشعبيته ودوره الوطني، وهو يعد حليفا إستراتيجيا للسلطة الشرعية في حربها على الانقلاب أكثر من كونه شريك فيها.

أخيرا، يجدر التنويه إلى أن المواقف السياسية لأي حزب عادة ما تكون صادرة عن قيادات الحزب وهيئته العليا التي تنشر بيانات رسمية حول مواقف الحزب في وسائل الإعلام التابعة له، كما يتم إرسالها إلى وسائل الإعلام الأخرى، إلا أن الأطراف التي تتبنى الدعاية السوداء ضد تجمع الإصلاح تذهب إلى فبركة فيديوهات لأشخاص ليسوا قادة في الحزب ولا يمثلونه وليسوا متحدثين باسمه، ثم تنشرها كجزء من الدعاية السوداء ضد الإصلاح، ويتم تعميمها على شبكة من المواقع الإخبارية التي أنشئت لهذا الغرض، ورغم انكشاف كل الأكاذيب والافتراءات، إلا أن الدعاية السوداء ضد الإصلاح مستمرة، وستظل كذلك، كنتيجة لافتقاد أطرافها للنزاهة السياسية والفجور في الخصومة.

كلمات دالّة

#اليمن