الأربعاء 24-04-2024 22:36:40 م : 15 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحوثيون في إب.. دورات طائفية وتثقيف منحرف

الإثنين 29 يونيو-حزيران 2020 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت – خاص / عبد الرحمن أمين

 

استكمالا لنهجها التدميري وإشاعة الفوضى وزرع بؤر التوتر، تسعى مليشيات الحوثي الإجرامية في إب لتفخيخ المحافظة -كما هو الحال في باقي المناطق الواقعة تحت سيطرتها- على المدى القريب والبعيد من خلال حرف مسار التعليم وتعطيل العملية التعليمية ونشر الأفكار الضالة في جيل فتح عينيه على طوفان مدمر لم يبق ولم يذر.

وتسعى المليشيات الحوثية جاهدة وعبر مراكزها الصيفية المستحدثة لتعليم فئتي الأطفال صغار السن والشباب المراهقين كافة العقائد المذهبية والطائفية والأفكار المتطرفة، وتدريبهم على استخدام السلاح وجميع أنواع فنون القتال، تمهيداً للزج بهم إلى جبهات الصراع.

ويرى مختصون ومراقبون أن إيران والمليشيات الموالية لها تعتمد إستراتيجية أبعد بكثير من مجرد التحشيد لجبهات القتال، إذ تسعى من خلال تلك المراكز إلى السيطرة على العقول قبل الأبدان والولاء الفكري والعقائدي الأعمى وبالتالي تحقق سيطرتها الطائفية.

وأشاروا إلى أن الدروس العقائدية والتحريضية والتدريبات العسكرية تمثل أبرز ما يتلقاه الأطفال ضمن خطة ممنهجة هدفها غسل أدمغتهم، لافتين إلى أن المليشيا تبدأ في منح الأطفال تدريباً مذهبياً لما لا يقل عن شهر، يعقبه تدريب عسكري، في أسلوب دأبت عليه إيران عبر الجماعات الموالية لها في بلدان عدة.

فقد أفادت مصادر محلية بأن الحوثيين نفذوا قبل أكثر من أسبوع ورشة تدريبية لكوادر تعليمية بمديرية فرع العدين، بهدف استقطاب طلاب المدارس إلى المراكز الصيفية والتي تحتوي على برامج حوثية لاستقطاب الطلاب إلى جبهات القتال وغرس الأفكار الحوثية والطائفية.

وأشارت المصادر إلى أنه ومع بداية انطلاق المراكز الصيفية تأكد تدريس الملازم الحوثية بعدد من مدارس مديرية فرع العدين غربي محافظة إب، بينها مدارس النصر والنضال وبلال ومدارس أخرى.

وفي منطقة السبل في مدينة إب، تم تدشين فعالية للمليشيات في مركز صيفي تابع لها بمدرسة اللواء اﻷخضر، حيث تم تدريس عدد من الأطفال منهجا حوثيا يتبع الجماعة الطائفية.
وذكرت مصادر أن مليشيات الحوثي أقامت احتفالية للطلاب المشاركين بساحة المدرسة وأطلقت اﻷعيرة النارية باتجاه اﻷرض وأمام الطلاب بغرض "تعويدهم الشجاعة"، حسب قول الجماعة.

مصادر إعلامية أخرى ذكرت أن مشرف الحوثيين في مكتب تربية المحافظة المدعو محمد لطف المتوكل فرض على الطلبة من صغار السن حضور دروات طائفية.

وقالت إن المتوكل طلب من مدراء المدارس وعقال الحارات وأولياء أمور الطلاب الدفع بالتلاميذ صغار السن للالتحاق بما تسمى "الدورات الثقافية"، وهي دورات طائفية تنظمها مليشيات الحوثي لتعبئة التلاميذ طائفياً وغسل أدمغتهم.

وكانت المليشيات قد عممت، الأسبوع الماضي، خطب الجمعة على العديد من المساجد في ذكرى ما يسمى الصرخة، وطالبت الأهالي عبر تلك الخطب برفد الجبهات بالمقاتلين من أبنائهم.

ولم تتوقف المليشيات، منذ أن دشنت حربها على الشعب، عن عملية استقطاب الأطفال وتجنيدهم بطرق شتّى وأساليب متعددة، لكنها في العامين الأخيرين صعدت من وسائلها وأساليبها في الاستقطاب والتجنيد، في المدارس والمساجد والأسواق والأحياء الفقيرة، إذ يعد مثل هؤلاء الصبية هم الأقل كلفة والأكثر طاعة لتحقيق أجندة مستقبلية.

وتشير بعض التقديرات إلى أن المليشيات الحوثية أنشأت أكثر من ثلاثة آلاف مركز صيفي خلال العام الماضي فقط في مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وأقامت من خلال تلك المراكز دورات طائفية فكرية لغرض الاستقطاب والتجنيد.

منظمات حقوقية كشفت عن تفشي ظاهرة اختطاف الأطفال في محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، وظهورهم إما جثثا هامدة بعد أن تكون قد زجت بهم في جبهات القتال، أو مختطفين خلف قضبانها.

وكانت قد تزايدت أرقام الاختطافات في المحافظة واختفاء الكثير من الأطفال كان آخرها اختفاء فتى يدعى "محمد يحيي الفقيه" من أبناء عزلة "بلد شار" مديرية العدين، يسكن في منطقة جوبلة غرب مدينة إب، في ظل اتساع وزيادة ظاهرة اختفاء الأطفال وصغار السن بمحافظة إب، وظهور البعض في جبهات القتال أو معرفة مصيرهم بعد أن يكونوا جثثا هامدة لقوا حتفهم في مصارع الموت الحوثية.

كلمات دالّة

#اليمن