الخميس 25-04-2024 15:36:37 م : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحوثيون يبدّدون مليون دولار على «الصرخة الخمينية» والناس «جياع»

الإثنين 22 يونيو-حزيران 2020 الساعة 10 صباحاً / الاصلاح نت - متابعات

 

 

أغرقت الميليشيات الحوثية ومنذ أيام شوارع وحارات وأزقة العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى تحت سيطرتها بشعارات «الصرخة الخمينية» للاحتفال بالذكرى السنوية لاستيرادها من طهران على يد مؤسس الجماعة حسين الحوثي.

وفي الوقت الذي يعيش فيه الملايين من اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين أوضاعاً معيشية صعبة بفعل الانقلاب، كشفت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة خصصت حوالي مليون دولار لطباعة شعار «الصرخة الخمينية» وعشرات آلاف اللافتات والملصقات التي لطخت شوارع وأحياء العاصمة صنعاء وجدران مؤسسات الدولة ومباني المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والجامعات والمعاهد والمساجد.

وأفادت المصادر بأن قيادة الميليشيات في صنعاء أصدروا الخميس الماضي توجيهات عاجلة لمشرفيهم وأتباعهم وعقال الحارات الموالين لهم في العاصمة ومحافظات إب وذمار وعمران وحجة والمحويت وغيرها من المدن الأخرى الواقعة تحت سيطرتهم شددت على طبع وتوزيع شعارات الجماعة لتشمل جميع المدن والقرى وشوارع وأحياء مناطق سيطرتها.

وفي سياق التعليمات الحوثية الصادرة لأتباع الجماعة بضرورة إيصال شعار الصرخة إلى كل مكان، كشف مواطنون ومصلون بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إقدام الميليشيات عقب صلاة الجمعة الماضي على وضع شعار «الصرخة الخمينية» على منابر وواجهات عدد كبير من مساجد العاصمة صنعاء.

وقال مواطنون في صنعاء إن عناصر حوثية مسلحة أقدموا على طباعة «الصرخة» بالطلاء على قبلة خمسة مساجد في حي السنينة بمديرية معين وفي مساجد أخرى تقع في أحياء ومناطق ومديريات العاصمة صنعاء.

ولفتوا إلى أن ذلك التصرف الحوثي لاقى استنكاراً واسعاً من قبل شريحة كبيرة من المواطنين خصوصاً مرتادي المساجد، الذين أشاروا إلى أن الميليشيات لا تزال تصعد أنشطتها الطائفية والعنصرية وتعمل على إهانة الأماكن المقدسة ودور العبادة.

واتهم السكان في الوقت ذاته الميليشيات الحوثية بتعمد إهانة المساجد ودور العبادة والتقليل من شأنها واستخدامها لأغراض طائفية وسياسية، ناهيك عن ملاحقة واعتقال وتهديد مرتاديها والقائمين عليها.

وكعادتها في إنفاق الميليشيات الحوثية للأموال الطائفة على جميع مناسباتها السياسية الدينية الطائفية من بينها فعالية «الصرخة الحوثية» التي تحتفل بها طيلة أيام الأسبوع الجاري. كشفت المصادر المحلية ذاتها عن رصد الجماعة للاحتفال بما سمته (أسبوع الصرخة) هذا العام موازنة مالية فاقت ما أنفقته العام الماضي على المناسبة نفسها.

وأشارت المصادر إلى أن الموازنة التي خصصتها الميليشيات للاحتفال بالمناسبة قدرت بنحو 500 مليون ريال (الدولار يساوي 600) خصصتها لإقامة فعاليات أسبوع «الصرخة الخمينية» على مستوى المدن والمديريات والقرى والعزل والمؤسسات الحكومية بجميع مناطق سيطرتها.

وعلى الصعيد ذاته، بدت العاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية الأخرى في اليومين الماضيين وهي في «حلة إيرانية خمينية» اكتست فيها الشوارع بعشرات الآلاف من اللافتات والشعارات في إطار سعي الانقلابيين الحوثيين المتواصل لتغيير البنية المذهبية والعقائدية في اليمن التي سادها التعايش على مدى قرون طويلة.

وبمقابل مسلسل العبث والنهب والإهدار الحوثي المتواصل للمال العام، يعيش سكان المناطق الخاضعة للجماعة حالة غليان وقهر غير مسبوقة، بسبب تسلّط الانقلابيين على رقابهم، وقيام قادتها بالاستئثار بجميع المناصب والأموال، فضلاً عن تحويل كل ما نهب منهم لإقامة المئات من الفعاليات الطائفية والمذهبية والسلالية.

واعتبر مواطنون وموظفون حكوميون في صنعاء الاحتفالات الحوثية الأخيرة بأنها تندرج في إطار الاستفزاز الحوثي الواضح والمتعمد لمشاعر اليمنيين بمناطق سيطرتها خصوصاً شريحة الموظفين الذين لا تزال الميليشيات تنهب حقوقهم ومرتباتهم للعام الرابع على التوالي.

وتعد ذكرى «الصرخة الخمينية» واحدة من عشرات المناسبات الحوثية التي تستغلها الجماعة لاستدراج عشرات الشباب والأطفال والمواطنين البسطاء وجرهم إلى دورات تدريبية وتعبوية مكثّفة، ومن ثم إلحاقهم في جبهات القتال المختلفة.

وبحسب مراقبين محليين، فقد أظهرت استعدادات الميليشيات واهتمامها الكبير هذا العام بإحياء مناسبة ما تسميها بـ«ذكرى الصرخة»، وحجم الأموال التي أهدرتها وما زالت، وكذا فرضها على التجار بدعمها، حاجتها لاستقطاب مقاتلين جدد لتعزيز جبهاتها التي تشهد نزفاً كبيراً أمام القوات الحكومية