السبت 20-04-2024 05:30:14 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

برلمانيون: افتقدنا برحيل النائب صالح السنباني شخصية فذة وقامة وطنية

الثلاثاء 02 يونيو-حزيران 2020 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

 

عبر مجلس النواب عن خسارته برحيل واحد من أنبل رجاله وأبر أبنائه، وهو الدكتور صالح عبد الله السنباني، الذي وافاه الأجل الأحد الماضي، بعد حياة حافلة بالعطاء والمواقف الخالدة.

وقال المجلس في بيان نعي، إن الفقيد كان مثالا للصدق والمثابرة والعطاء من أجل الوطن مما جعله محل تقدير ومحبة كل زملائه في المجلس.

كما اعتبر رحيل السنباني خسارة للتعليم العالي والبحث العلمي، الذي فقد قامة علمية وتربوية قديرة أسهمت في ترسيخ مداميك الوعي والمعرفة في نفوس الأجيال التي عاصرته من شباب الوطن، وكان للفقيد بصمات في مجال عمله العلمي والبرلماني لا يمكن نسيانها.

وجاء بيان النعي تعبيراً صادقاً عن مكانة الفقيد الراحل في قلوب زملائه على اختلاف توجهاتهم السياسية، وأدواره الوطنية في مختلف المراحل.

 

برلمانياً محنكاً ووطنياً مخلصاً

وبعد ساعات من وفاة السنباني، عبر رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني عن الحزن والأسى، وقال: "غادرنا اليوم أخ كريم وزميل عزيز هو الدكتور صالح السنباني عضو مجلس النواب الذي وافاه الأجل بأحد مستشفيات السودان الشقيق بعد معاناة مع مرض ألمّ به وبذلت كل الجهود لإنقاذه لكن إرادة الله كانت أسرع من كل المحاولات".

وأضاف البركاني في صفحته بفيسبوك: "وبرحليه خسرنا برلمانيًا محنكًا وتربويًا لامعًا ووطنيًا مخلصًا تعرض لأذى كثير من قبل عصابة الحوثي والتي استولت على منازله وشردت أسرته ولم ينحنِ وكان شامخًا وقامة سامقة آثرت الوطن على كل ما عداه ونذر نفسه لخدمته والدفاع عنه".

 

يقف مع الحق

نائب رئيس مجلس النواب عبد العزيز جباري، عبر عن تعازيه الحارة لأسرة المرحوم الدكتور صالح السنباني ولزملائه أعضاء مجلس.

وأبدى جباري لـ"الإصلاح نت" حزنه لرحيل السنباني، مضيفاً: "لكن هذا قضاء الله وقدره أن يتوفى في الخرطوم بعيدا عن بلده نتيجة ما قامت به جماعة الحوثي من تدمير للبلد وملاحقة الكوادر الوطنية والسياسية".

وأشار إلى معرفته بالفقيد في مجلس النواب ممثلا لإحدى دوائر العاصمة صنعاء، وشجاعته ووقوفه إلى جانب الحق دوما.

ولفت جباري إلى أنه ربطته علاقة أخوة مع الدكتور صالح من خلال الزمالة في المجلس واجتماعهما في عدة لجان ميدانيه، فكان رجلا صادقا ومرِنا في حواره.

وتابع: "اختلفنا في بعض القضايا داخل المجلس وكان اختلاف في وجهات النظر يسوده النقاش والود والاحترام".

 

رمز برلماني

من جانبه، تحدث النائب محمد سيف عبد اللطيف عن الفقيد الراحل كأكاديمي وبرلماني، ومن الأصوات الفاعلة في مجلس النواب، وأحد الرموز المؤثرة داخل البرلمان.

ونوه بالدور البارز للفقيد في قاعات المجلس من خلال مناقشات المواضيع التي تُطرح، فكان مشاركاً فاعلاً من خلال مداخلاته المتميزة، مما جعله محل تقدير الكثير من زملائه أعضاء مجلس النواب.

وأضاف عبد اللطيف: "كان مثالاُ للصدق والعطاء والمثابرة في كل أعمال مجلس النواب ولجانه، خاصة لجنة التعليم العالي والشباب والرياضة، التي كان أحد أعضائها، كما كان مشاركاً فاعلاً في التقارير حيث إنه الأكاديمي المعروف وله خبرته الطويلة".

وأشار إلى دوره في الكثير من أعمال الخير والمبادرات التعاونية خارج المجلس، داعماً للفقراء والمحتاجين، وقال إن منزله في صنعاء يشهد بذلك.

واعتبر أن مجلس النواب خسر برحيل السنباني قامة برلمانية أكاديمية وتربوية وصاحب خبرة وتجربة.

 

أدوار مشهودة

ووصف النائب علي المعمري نبأ رحيل زميله د. صالح السنباني بأنه صدمة كبيرة له وللزملاء في مجلس النواب، الذين عرفوه بمواقفه الوطنية، وأدواره المشهودة، على مستوى البرلمان، والمستوى الأكاديمي والنقابي في اليمن.

وأوضح أن الفقيد السنباني صديق قديم تعود معرفته به إلى العام 1982 عندما كان رئيسا لاتحاد طلاب اليمن، ومنذ تلك المدة مرورا بكل هذه السنوات توثقت علاقتهما، وجمعتهما مواقف كثيرة تحت قبة مجلس النواب، وفي أعمال أخرى ذات طابع اجتماعي وإنساني.

وأكد أن السنباني نذر حياته لخدمة الناس، وعرف بمواقفه الصلبة في التصدي لسلوك الفساد والتسلط وتجريف البلاد.

وأبدى المعمري أسفه قائلاً: "سيقف التاريخ محتارا وهو يرى أمثال السنباني يواجهون الأوبئة والموت خارج الوطن، في حين تستأثر بالوطن عصابات ومشاريع طارئة، مجردة من أي مشاعر، أو ولاء وطني، وتتعامل معه كغنيمة وفيد".

وقال: "مشاعر الندم والخجل لن تكفي بالنسبة لزملائه الذين صادروا وظيفته من جامعة صنعاء إرضاء لمليشيا الحوثي، وأولئك الذين قبلوا أن يكونوا أدوات لتمرير رغبة حوثية في رفع الحصانة البرلمانية عنه، تمهيدا لمحاكمته وإصدار أوامر بإعدامه".

وأعرب المعمري عن تعازيه الخالصة لأسرة الفقيد، وحزبه التجمع اليمني للإصلاح، ولليمن الذي خسر برحيله واحدا من أكفأ وأشجع الرجال.

 

الرحيل الفاجع

ويعود النائب علي عشال بالذاكرة إلى بداية ثمانينيات القرن الماضي، حينما كان طالباً في الإعدادية، وكان الدكتور صالح السنباني يشار إليه بالبنان كأحد قيادات اتحاد طلاب اليمن، مشيراً إلى دوره الفاعل في الأنشطة الطلابية والمخيمات الصيفية لكافة محافظات الجمهورية، وكيف كان ينظر إليه الطلاب كقامة تنافح عن قضايا الطلاب في تلك المرحلة، في المدارس والمعاهد والجامعة، وجهوده الدؤوبة في نشر الوعي والثقافة.

ويوضح عشال أن الفقيد كان حاضراً بعد ذلك في مختلف المجالات، منها المجال الدعوي والتربوي بشكل مبكر من خلال الأجيال التي تربت على يديه، وما تلاها من الحضور في العمل النقابي في أروقة جامعة صنعاء كأكاديمي، وما شهد به من رافقوه من صفات ومزايا تمتعت بها شخصيته الفذة.

وفي مرحلة العمل البرلماني، يصف عشال رفيقه السنباني بأنه كان من خيرة الكفاءات التي دخلت برلمان 2003، منوهاً بدوره القوي والفاعل في لجنة التعليم العالي التي كان أحد أعضائها البارزين والمحركين للعمل في قضاياها.

وأشاد بحضور الفقيد المميز في قاعة البرلمان بمواقفه الصادقة والحازمة والجادة، فقد كان قوياً في قول كلمة الحق دون أن يناور أو يداهن، على قدر ما فيه من مزايا الليونة والمودة في التعامل مع الآخرين، وما يحمله من أخلاق عالية.

ويضيف: "وبرغم أخلاقه العالية لكنه لا يميل إلى المداهنة في قول كلمة الحق بعيداً عن المرونة التي تُميع القضايا، فكان حازماً دون تضييع واجبه تجاه الآخرين، مع القبول بالرأي الآخر، ويمتاز بالأخلاق الراقية في التعاطي مع مخالفيه".

ويختتم عشال حديثه بالقول: "رحم الله الدكتور صالح، شخصية يشار إليها بالبنان في كل قطاع وكل ميدان، فكان من الأقمار التي زينت سماء وطننا في كافة الميادين التي عمل فيها، وترك الأثر البارز والواضح والبصمة البينة مع كل من تعامل معهم، وقد رأيناها في الأصداء التي ترددت بعد رحيله من كل بادية وحضر في اليمن، يذكرون الرجل بمناقبه وشمائله الطيبة، فنسأل الله أن يجبر كسرنا في هذا الرحيل المبكر، وأن يخلف على أسرته بخير، وأن يجعل من أبنائه وتلاميذه من يسيرون على نفس الخط الذي سار عليه".