الجمعة 29-03-2024 02:51:32 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

قيادات "برلمانية الإصلاح": رحيل الدكتور صالح السنباني في هذا الظرف خسارة مضاعفة

الثلاثاء 02 يونيو-حزيران 2020 الساعة 03 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

الأحد الماضي، رحل عن الحياة الأكاديمي والبرلماني الصلب الدكتور صالح عبد الله السنباني، عضو مجلس النواب عن التجمع اليمني للإصلاح، بعد رحلة نضال حافلة بالعطاء في عدد من المجالات.
توفي الدكتور السنباني في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد شهر من المعاناة إثر مرض في القلب، لكنه كان قلبه الذي يواجه الألم لم يغب لحظة عن قضايا وطنه وشعبه حتى في أشد لحظات توجعه، فقد كان دائم المتابعة لكل ما يدور على الساحة الوطنية.
كان خبر وفاته مؤلماً للكثيرين، عكس ذلك بيانات النعي من مجلس النواب والكتلة البرلمانية للإصلاح، والأمانة العامة، وبرقيات العزاء من أعلى قيادات الدولة، فضلا عن المئات من القيادات السياسية والإعلامية التي نعته من خلال صفحات التواصل الاجتماعي.
كان الدكتور صالح السنباني قيادياً بارزاً في التجمع اليمني للإصلاح، وعضو كتلته البرلمانية، وأمين مكتبه التنفيذي في أمانة العاصمة، ولذا فإن رحيله مثل فراغاً كبيراً للحزب.

رجلاً عظيمًا
يقول رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح النائب عبد الرزاق الهجري، إن اليمن فقدت برحيل الأستاذ الدكتور صالح السنباني رجلاً عظيماً مخلصاً شجاعاً، ومتفانياً في خدمة وطنه وشعبه.
ويصف الفقيد الراحل بأنه البرلماني القوي والصادق والمخلص والأكاديمي الذي قاد التنوير والمعرفة بين شباب المجتمع اليمني.
ويسترسل الهجري قائلاً: "خسارتنا له في هذه الظروف تزيدنا ألماً لأن البلد في أمس الحاجة لكل أبنائه، خصوصاً من هم على شاكلة الدكتور السنباني، ويتحلون بصفاته".
ويرى رئيس برلمانية الإصلاح أن وفاة السنباني -رحمه الله- فاجعة بالنسبة لزملائه في البرلمان، وفاجعة للإصلاح قيادات وقواعد، ولكل أبناء شعبنا اليمني.
ويشير الهجري إلى جانب من حياة الفقيد التي كانت كلها نضال وحيوية وحركة، بدءًا بترؤسه لاتحاد طلاب اليمن، حيث كان مشعلاً لتحريك العمل الطلابي في الجمهورية، وبعد ذلك في الجامعة، ثم كاتباً صحافياً في صحيفة الصحوة، حيث كان عموده متميزاً ومحل متابعة كثير من القراء، ثم أستاذاً جامعياً، وقائداً سياسياً، وبرلمانياً حصيفاً.
ويؤكد أنه "كان قوياً في الحق وصارماً في مواجهة الفساد، ومع كل ذلك كان لطيفاً في التعامل مع الناس، متواضعاً شهماً".

برلمانياً وأكاديمياً
ويتذكر نائب رئيس مجلس النواب نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح المهندس محسن باصرة أنه عرف الدكتور صالح السنباني قبل الوحدة، من خلال كتاباته في صحيفة الصحوة، حينما كان له عمود وما يزال طالباً وأنه كان متابعاً لذلك، حتى التقاه بعد الوحدة في منزل الدكتور عبد العظيم العمري، رحمه الله.
ويوضح أن الدكتور السنباني من رجالات الإصلاح المعروفين، ومن أبرز النقابيين والأكاديميين وحتى الإعلاميين.
ويضيف: "عندما التحق بنا في مجلس النواب عام 2003 كان صداحاً بالحق، فضلاً عن أنه كان من الكوادر العلمية والأكاديمية، ومن القيادات النقابية، كما كان داعيةً ومصلحاً اجتماعياً".
ويقول المهندس باصرة إنه ومع ما تميز به الفقيد السنباني بالطرح القوي فيما يتعلق بانتزاع الحقوق ونيل الحريات، إلا عواطفه جياشة، يرجع للحق، وأحياناً كانت تدمع عيناه حينما يشعر أنه قد أثر على أحد بكلمات قد يكون قسى فيها، مؤكداً أنه "وقافاً على الحق".
ويواصل حديثه: "ضمتنا معه في كثير من لقاءات الإصلاح على مستوى الكتلة وأمانة العاصمة والأمانة العامة، وكان ما يطرحه يعكس حبه للمجتمع وحرصه على حل قضاياه، فهو ليس ذلك الحزبي المتزمت، ولكنه جعل من الحزب منصة لمناصرة الحقوق والحريات".
ويشير المهندس محسن باصرة إلى ما تميز به الدكتور صالح السنباني في لجنة التعليم العالي بمجلس النواب، وفي لجنة الشباب والرياضة، حيث كان متابعاً ويعي مسؤوليته، من خلال مشاركته في اللجان الميدانية، ومنها خارج اليمن، لمعرفة حاجات الطلاب، ويتابع مستحقات المبتعثين، ويحل كثيراً من مشاكل الأندية الرياضية، على مستوى اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه، ويدافع عن قضايا الطلاب في كل مكان.
ويستطرد: "حتى قبل وفاته وهو في السودان في آخر أيامه على فراش المرض، كان يرسل إلى الكتلة البرلمانية يدعو زملاءه للتبرع للمصابين بفيروس كورونا من الطلاب المبتعثين".
ويؤكد أن الفقيد يحمل هموما كثيرة في مجالات عدة، لذلك فإن الفقد يشمل كل ما يمثله من أكاديمي وبرلماني ونقابي وسياسي، حيث افتقدته كل هذه الساحات، وهو ما عكسته التعازي التي انهالت عقب وفاته من الجهات الرسمية والقيادات السياسية والإعلامية والنقابية.
ويتذكر باصرة: "حضرت معه عدة لقاءات مع زملائه في اتحاد الجامعات حينما كان الدكتور صالح باصرة -رحمه الله- وزيراً للتعليم العالي ورئيساً لجامعة صنعاء، وكان السنباني -رحمه الله- شديدا في الطرح بحجة قوية، وقد افتقدناه في كل هذه الميادين".
ويعتقد باصرة أن السنباني لم يمت، فقد ترك أبناءً وشباباً يواصلون طريق والدهم، مؤكداً أن الكتلة البرلمانية للإصلاح ستسير على ذلك النهج الذي مضى عليه الدكتور صالح، وكذلك مجلس النواب.
ولفت إلى ما أقدمت عليه مليشيا الحوثي الانقلابية، من تشريد السنباني من منزله في صنعاء، وإصدارها أمراً بإعدامه مع كثير من البرلمانيين والسياسيين، ومع ذلك استمر صابراً صامداً.
وعبر المهندس باصرة عن ألمه وحزنه الشديد لرحيل السنباني وهو في قمة عطائه في بلد غير بلده، لكنه أكد أن ذلك دأب المناضلين، موجهاً التعازي الحارة لأبنائه وبناته وإخوانه وكل أهله وأقاربه وكل رفاقه، وأن يعصم على قلوب الجميع بالصبر.

نصير الشعب وأصحاب الحقوق

مساعد رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح ورئيس إصلاح عدن النائب أنصاف مايو، بدأ بتعزية أبناء وأسرة الفقيد الراحل، مشيراً إلى بداية معرفته بالدكتور السنباني من خلال متابعته لعموده بصحيفة الصحوة في بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث كان مايو من المحبين لهذا العمود ولكتاباته وخاصة في الجانب التربوي.
وقال مايو إن معرفته بالسنباني ترسخت أكثر أثناء عضويته في مجلس النواب، حيث كان الفقيد ينتصر لقضايا الشعب اليمني ولكثير من الجوانب الحقوقية والمظالم، لا سيما حقوق الطلاب المبتعثين.
ويؤكد أن السنباني كان دائما يقف إلى صف المواطن ويرفض كل السياسات الخاطئة التي تحمل المواطن الكثير من الأعباء، مشيراً إلى دوره الحيوي في لجنة التعليم العالي بالبرلمان، وإسهاماته في مختلف الجوانب.
ويرى مايو أن مجلس النواب واليمن عموماً فقدت شخصاً بمكانة الدكتور صالح مدافعاً عن الشعب وقيم الحق، وأكاديمياً له باع طويل في الجوانب العلمية في جامعة صنعاء، وخسرت البلاد قيادياً سياسياً بارزاً، كما أنه له مناقب كثيرة لا يمكن شرحها على عجالة.
ويشير مايو إلى السنوات الأخيرة التي قضاها السنباني خارج الوطن، ويبذل كل جهوده وإمكانياته لدعم الشرعية ومؤسساتها، والمطالبة بضرورة استئناف مجلس النواب لأعماله، ومن أجل دعم التحالف لاستعادة اليمن، ودعم الجيش الوطني ويتابع انتصاراته في مختلف الجبهات.

خسارة كبيرة
ويرجع مساعد رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح النائب مفضل إسماعيل الأبارة بداية معرفته بالفقيد الراحل، والتي تعود إلى بدء تأسيس اتحاد طلاب اليمن، والذي كان السنباني رئيساً له، بينما كان الأبارة رئيساً لفرع الحديدة.
يقول الأبارة: "منذ عرفت الدكتور صالح، كان رجلاً صادقاً، يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، كما كان مربياً فاضلاً، تجمعت فيه كثير من الصفات التي تجعل منه قائداً عظيماً يأسر قلوب الناس بصدقه وإخلاصه وتفانيه".
ويضيف: "ترسخت علاقتنا من خلال الزمالة في مجلس النواب، فوجدته -رحمه الله- من أصدق الناس قولاً وأشجعهم رأياً وأكثرهم حرصاً على وحدة الصف ومصلحة البلاد والعباد، وأكثرهم تفاعلاً مع قضايا الناس".
ويؤكد الأبارة أنه برحيل الدكتور صالح السنباني خسر الإصلاح قائداً عظيماً وكبيراً، وخسرت اليمن رجلاً من رجالها الميامين، في فترة هي في أمس الحاجة إلى القادة المخلصين الصادقين الذين سيكون لهم دور في استعادة الدولة والجمهورية.
ويستدرك بالقول: "لكنها إرادة الله وحكمته ومشيئته لا نملك أمامها إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا دكتور صالح لمحزونون".

ويذهب مساعد رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح د. عبدالمعز دبوان إلى أن الدكتور صالح لم يكن سياسياً وأكاديمياً عادياً، فقد كانت السياسة بالنسبة له قيم ومبادئ ومواقف، حيث كانت مواقفه شديدة صلبة حيثما احتاجت الى القوة والمواجهة، وكلما رأى الصواب والحق مع غيره لا يتردد في قبوله ولو خالف رأيه.
ويؤكد دبوان أنه ورغم صرامة الراحل السنباني في أداء واجباته إلا أنك اذا اقتربت منه وجدت فيه الأستاذ والأخ والصديق والمعين والمرشد والموجه، فلم يكن يبخل على أحد أيا كان في تقديم العون والمساعدة له.
ويضيف: "لا أبالغ إن قلت إنه كان عمود لجنة التعليم العالي بمجلس النواب رغم أنه عضو فيها وليس رئيسها ولا مقررها، وكانت نقاشاته والتقارير التي يشرف عليها والزيارات الميدانية التي يقوم بها مع زملائه أجود وأفضل ما في اللجنة التي يناط بها كل ما يتعلق بالتعليم العالي والبحث العلمي من تشريعات ورقابة".
ويلمح إلى قوة كلماته ونقاشاته في قاعة البرلمان التي كانت شاهدة على قوة حجته ورجاحة رأيه، ومراعاته لمصلحة الوطن والمواطن، وقوله لما يعتقد أنه الحق والصواب.
ويتابع: "لم يبتعد عن محيطه ومجتمعه وناخبيه، وظل حاضرا معهم من خلال تبنيه لقضاياهم، دافع عن المظلومين، ورفع صوته عاليا في كل القضايا التي أثيرت في البرلمان، جاعلا المواطن همه الاول بعيدا عن المجاملات والمحاباة، فكانت مواقفه بارزة مع مهجري الجعاشن باعتبارهم مواطنين مظلومين، وكانت مواقفه مع طلبة الجامعات الذين تعرضوا للظلم او الاجحاف سواء في قضايا القبول في الجامعة او الانتخابات الطلابية، ولم يتخل عن زملائه الاكاديميين وهو في مجلس النواب فظل حاملا لقضاياهم وهمومهم ابتداء من استراتيجية الاجور مرورا بملفات التعيين والترقية وصولا الى الاشكالات التي كانت تنشأ بين اساتذة الجامعة والمسؤولين عنها".
ويجزم دبوان أن الوطن ومصلحته العليا هي ما كان السنباني يدافع عنها، ويمكن أن يبذل من اجلها الغالي والرخيص، وهو تجسد مؤخراً بوقوفه ضد الانقلاب الكهنوتي الامامي السلالي على الوطن والجمهورية والديمقراطية، فلوحق وطورد حتى هجر من وطنه، ثم استحلت ممتلكاته وصودرت.